"""""" صفحة رقم ١٢٥ """"""
النمل :( ١ ) طس تلك آيات.....
قوله طس قد مر الكلام مفصلا فى فواتح السور وهذه الحروف إن كانت اسما للسورة فحملها الرفع على الابتداء وما بعده خبره ويجوز أن يكون خبر مبتدأ محذوف أى هذا اسم هذه السورة وإن لم تكن هذه الحروف إسما للسورة بل مسرودة على نمط التعديد فلا محل لها والإشارة بقوله ) تلك ( إلى نفس السورة لأنها قد ذكرت إجمالا بذكر اسمها واسم الإشارة مبتدأ وخبره ) آيات القرآن ( والجملة خبر المبتدأ الأول على تقدير أنه مرتفع بالابتداء ) وكتاب مبين ( قرأ الجمهور بجر كتاب عطفا علي القرآن أى آيات القرآن وآيات كتاب مبين ويحتمل أن يكون المراد بقوله ) وكتاب ( القرآن نفسه فيكون من عطف بعض الصفات علي بعض مع اتحاد المدلول وأن يكون المراد بالكتاب اللوح المحفوظ أو نفس السورة وقرأ ابن عبلة وكتاب مبين برفعهما عطفا على آيات وقيل هو على هذه القراءة علي تقدير مضاف وإقامة المضاف إليه مقامه أى وآيات كتاب مبين فقد وصف الآيات بالوصفين القرآنية الدالة على كونه مقروءا مع الإشارة إلى كونه قرآنا عربيا معجزا والكتابية الدالة على كونه مكتوبا مع الإشارة إلى كونه متصفا بصفة الكتب المنزلة فلا يكون علي هذا من باب عطف صفة علي صفة مع اتحاد المدلول ثم ضم إلى الوصفين وصفا ثالثا وهى الإبانة لمعانيه لمن يقرؤه أو هو من أبان بمعنى بان معناه واتضح إعجازه بما اشتمل عليه من البلاغة وقدم وصف القرآنية هنا نظرا إلى تقدم حال القرآنية على حال الكتابة وأخره فى سورة الحجر فقال ) الر تلك آيات الكتاب وقرآن مبين ( نظرا إلى حالته التى قد صار عليها فإنه مكتوب والكتابة سبب القراءة والله أعلم وأما تعريف القرآن وتنكير الكتاب وتعريف الكتاب فى سورة الحجر وتنكير القرآن فلصلاحية كل واحد منهما للتعريف والتنكير
النمل :( ٢ ) هدى وبشرى للمؤمنين
) هدى وبشرى للمؤمنين ( فى موضع نصب على الحال من الايات أو من الكتاب أى تلك آيات هادية ومبشرة ويجوز أن يكون فى محل على الابتداء أى هو هدى أو هما خبران آخران لتلك أو هما مصدران منصوبان بفعل مقدر أى يهدى هدى ويبشر بشرى
النمل :( ٣ ) الذين يقيمون الصلاة.....
ثم وصف المؤمنين الذين لهم الهدى والبشرى فقال ) الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة ( والموصول فى محل جر أو يكون بدلا أو بيانا أو منصوبا علي المدح أو مرفوعا على تقدير مبتدأ والمراد بالصلاة الصلوات الخمس والمراد بالزكاة الزكاة المفروضة وجملة ) وهم بالآخرة هم يوقنون ( فى محل نصب على الحال وكرر الضمير للدلالة على الحصر أى لايوقن بالاخرة حق الإيقان إلا هؤلاء الجامعون