"""""" صفحة رقم ١٣٩ """"""
فقال شيطان لهم عفريت
مالكم مكث ولا تبييت
ومما ورد على القراءة الثانية قول ذى الرمة كأنه كوكب فى إثر عفرية
مصوب فى سواد الليل منقضب
ومعنى قول العفريت أنه سيأتى بالعرش إلى سليمان قبل أن يقوم من مجلسه الذي يجلس فيه للحكومة بين الناس ) وإني عليه لقوي أمين ( إنى لقوى على حملة أمين على مافيه قيل اسم هذا العفريت كودن ذكره النحاس عن وهب بن منبه وقال السهيلى ذكوان وقيل اسمه دعوان وقيل صخر وقوله ) آتيك ( فعل مضارع وأصله ءأتيك بهمزتين فأبدلت الثانية ألفا وقيل هو اسم فاعل
النمل :( ٤٠ ) قال الذي عنده.....
) قال الذي عنده علم من الكتاب أنا آتيك به قبل أن يرتد إليك طرفك ( قال أكثر المفسرين اسم هذا الذى عنده علم من الكتاب آصف بن برخيا وهو من بنى إسرائيل وكان وزيرا لسليمان وكان يعلم اسم الله الأعظم الذى إذا دعى به أجاب وإذا سئل به أعطى قال ابن عطية وقالت فرقة هو سليمان نفسه ويكون الخطاب على هذا للعفريت كأن سليمان استبطأ ما قاله العفريت فقال له تحقيرا له ) أنا آتيك به قبل أن يرتد إليك طرفك ( وقيل هو جبريل وقيل الخضر والأول أولى وقد قيل غير ذلك بما لا أصل له والمراد بالطرف تحريك الأجفان وفتحها للنظر وارتداده انضمامها وقيل هو بمعنى المطروف أى الشىء الذى ينظره وقيل هو نفس الجفن عبر به عن سرعة الأمر كما تقول لصاحبك افعل ذلك فى لحظة قاله مجاهد وقال سعيد بن جبير إنه قال لسليمان انظر إلى السماء فما طرف حتى جاء به فوضعه بين يديه والمعنى حتى يعود إليك طرفك بعد مده إلى السماء والأول أولى هذه الأقوال ثم الثالث ) فلما رآه مستقرا عنده ( قيل فى الآية حذف والتقدير فأذن له سليمان فدعا الله فأتى به فلما رآه سليمان مستقرا عنده أى رأى العرش حاضرا لديه ) قال هذا من فضل ربي ليبلوني أأشكر أم أكفر ( الإشارة بقوله هذا إلى حضور العرش ليبلونى أى ليختبرنى أشكره بذلك وأعترف أنه من فضله من غير حول منى ولا قوة أم أكفر بترك الشكر وعدم القيام به قال الأخفش المعنى لينظر أأشكر أم أكفر وقال غيره معنى ليبلونى ليتعبدنى وهو مجاز والأصل فى الابتلاء الاختبار ) ومن شكر فإنما يشكر لنفسه ( لأنه استحق بالشكر تمام النعمة ودوامها والمعنى أنه لايرجع نفع ذلك إلا إلى الشاكر ) ومن كفر ( بترك الشكر ) فإن ربي غني ( عن شكره كريم فى ترك المعالجة بالعقوبة بنزع نعمة عنه وسلبه ما أعطاه منها وأم فى أم أكفر هى المتصلة
الآثار الواردة في تفسير الآيات
وقد أخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن ابن عباس فى قوله ) اذهب بكتابي هذا فألقه إليهم ثم تول عنهم ( يقول كن قريبا منهم ) فانظر ماذا يرجعون ( فانطلق بالكتاب حتى إذا توسط عرشها ألقى الكتاب إليها فقرئ عليها فإذا فيه ) إنه من سليمان وإنه بسم الله الرحمن الرحيم ( وأخرج ابن مردويه عنه ) كتاب كريم ( قال مختوم وأخرج ابن أبى حاتم عن ميمون بن مهران أن النبى ( ﷺ ) كان يكتب باسمك اللهم حتى نزلت ) إنه من سليمان وإنه بسم الله الرحمن الرحيم ( وأخرج أبو داود فى مراسيله عن أبي مالك مرفرعا مثله وأخرج ابن أبى حاتم عن ابن عباس فى قوله ) أفتوني في أمري ( قال جمعت رءوس مملكتها فشاورتهم في رأيها فأجمع رأيهم ورأيها على أن يغزوه فسارت حتى إذا كانت قريبة قالت أرسل إليه بهدية فإن قبلها فهو ملك أقاتله وإن ردها تابعته فهو نبي فلما دنت رسلها من سليمان علم خبرهم فأمر الشياطين فموهوا ألف قصر من ذهب وفضة فلما رأت رسلها قصور الذهب قالوا مايصنع هذا بهديتنا وقصوره ذهب وفضة فلما دخلوا عليه بهديتها ) قال أتمدونن بمال ( ثم قال سليمان ) أيكم يأتيني بعرشها قبل أن يأتوني مسلمين ( فقال كاتب سليمان ارفع