"""""" صفحة رقم ١٤٩ """"""
النمل ( ٧١ - ٨٢ )
النمل :( ٦٧ ) وقال الذين كفروا.....
لما ذكر سبحانه أن المشركين في شك من البعث وأنهم عمون عن النظر في دلائله أراد أن يبين غاية شبههم وهي مجرد استبعاد إحياء الأموات بعد صيرورتهم ترابا فقال ) وقال الذين كفروا أئذا كنا ترابا وآباؤنا أئنا لمخرجون ( والعامل في إذا محذوف دل عليه مخرجون تقديره أنبعث أو نخرج إذا كنا وإنما لم يعمل فيه مخرجون لتوسط همزة الاستفهام وإن ولام الابتداء بينهما قرأ أبو عمرو باستفهامين إلا أنه خفف الهمزة وقرأ عاصم وحمزة باستفهامين إلا أنهما حققا الهمزتين وقرأ نافع بهمزة وقرأ ابن عامر وورش ويعقوب أإذا بهمزتين وإننا بنونين على الخبر ورجح أبو عبيد قراءة نافع ورد على من جمع بين استفهامين ومعنى الاية أنهم استنكروا واستبعدوا أن يخرجوا من قبورهم أحياء بعد أن قد صاروا ترابا
النمل :( ٦٨ ) لقد وعدنا هذا.....
ثم أكدوا ذلك الاستبعاد بما هو تكذيب للبعث فقالوا لقد وعدنا هذا يعنون البعث نحن واباؤنا من قبل أي من قبل وعد محمد لنا والجملة مستأنفة مسوقة لقرير الإنكار مصدرة بالقسم لزيادة التقرير إن هذا الوعد بالبعث إلا أساطير الأولين أحاديثهم وأكاذيبهم الملفقة وقد تقدم تحقيق معنى الأساطير في سورة المؤمنون
النمل :( ٦٩ ) قل سيروا في.....
ثم أوعدهم سبحانه على عدم قبول ما جاءت به الأنبياء من الإخبار بالبعث فأمرهم بالنظر في أحوال الأمم السابقة المكذبة للأنبياء وما عوقبوا به وكيف كانت عاقبتهم فقال ) قل سيروا في الأرض ثم انظروا كيف كان عاقبة المكذبين ( بما جاءت به الأنبياء من الإخبار بالبعث ومعنى النظر هو مشاهدة اثارهم بالبصر فإن في المشاهدة زيادة اعتبار وقيل المعنى فانظروا بقلوبكم وبصائركم كيف كان عاقبة المكذبين لرسلهم والأول أولى لأمرهم بالسير في الأرض
النمل :( ٧٠ ) ولا تحزن عليهم.....
) ولا تحزن عليهم ( لما وقع منهم من الإصرار على الكفر ) ولا تكن في ضيق ( الضيق الحرج يقال ضاق الشيء ضيقا بالفتح وضيقا بالكسر قرىء بهما وهما لغتان قال ابن السكيت يقال في صدر فلان ضيق وضيق وهو ما تضيق عنه الصدور وقد تقدم تفسير هذه الاية في اخر سورة النحل
النمل :( ٧١ ) ويقولون متى هذا.....
) ويقولون متى هذا الوعد ( أي بالعذاب التي تعدنا به إن كنتم


الصفحة التالية
Icon