"""""" صفحة رقم ١٥٠ """"""
صادقين في ذلك
النمل :( ٧٢ ) قل عسى أن.....
قل عسى أن يكون ردف لكم يقال ردفت الرجل وأردفته إذا ركبت خلفه وردفه إذا أتبعه وجاء في أثره والمعنى قل يا محمد لهؤلاء الكفار عسى أن يكون هذا العذاب الذي به توعدون تبعكم ولحقكم فتكون اللام زائدة للتأكيد أو بمعنى اقترب لكم ودنا لكم فتكون غير زائدة قال ابن شجرة معنى ردف لكم تبعكم قال ومنه ردف المرأة لأنه تبع لها من خلفها ومنه قول أبي ذؤيب عاد السواد بياضا في مفارقه
لا مرحبا ببياض الشيب إذ ردفا
قال الجوهري وأردفه لغة في ردفه مثل تبعه وأتبعه بمعنى قال خزيمة بن مالك بن نهد إذا الجوزاء أردفت الثريا
ظننت بال فاطمة الظنونا
قال الفراء ردف لكم دنا لكم ولهذا قيل لكم وقرأ الأعرج ردف لكم بفتح الدال وهي لغة والكسر أشهر وقرأ ابن عباس أزف لكم وارتفاع بعض الذي تستعجلون أي على أنه فاعل ردف والمراد بعض الذي تستعجلونه من العذاب أي عسى أن يكون قد قرب ودنا وأزف بعض ذلك قيل هو عذابهم بالقتل يوم بدر وقيل هو عذاب القبر
النمل :( ٧٣ ) وإن ربك لذو.....
ثم ذكر سبحانه فضله في تأخير العذاب فقال ) وإن ربك لذو فضل على الناس ( في تأخير العقوبة والأولى أن تحمل الاية على العموم ويكون تأخير العقوبة من جملة أفضاله سبحانه وإنعامه ) ولكن أكثرهم لا يشكرون ( فضله وإنعامه لا يعرفون حق إحسانه
النمل :( ٧٤ ) وإن ربك ليعلم.....
ثم بين أنه مطلع على ما في صدورهم فقال ) وإن ربك ليعلم ما تكن صدورهم ( أي ما تخفيه قرأ الجمهور تكن بضم التاء من أكن وقرأ ابن محيصن وابن السميفع وحميد بفتح التاء وضم الكاف يقال كننته بمعنى سترته وخفيت أثره ) وما يعلنون ( وما يظهرون من أقوالهم وأفعالهم
النمل :( ٧٥ ) وما من غائبة.....
) وما من غائبة في السماء والأرض إلا في كتاب مبين ( قال المفسرون ما من شيء غائب وأمر يغيب عن الخلق في السماء والأرض إلا في كتاب مبين إلا هو مبين في اللوح المحفوظ وغائبة هي من الصفات لغالبة والتاء للمبالغة قال الحسن الغائبة هنا هي القيامة وقال مقاتل علم ما يستعجلون من العذاب هو مبين عند الله وإن غاب عن الخلق وقال ابن شجرة الغائبة هنا جميع ما أخفى الله عن خلقه وغيبه عنهم مبين في أم الكتاب فكيف يخفى عليه شيء من ذلك ومن جملة ذلك ما يسعجلونه من العذاب فإنه موقت بوقت ومؤجل بأجل علمه عند الله فكيف يستعجلونه قبل أجله المضروب له
النمل :( ٧٦ ) إن هذا القرآن.....
) إن هذا القرآن يقص على بني إسرائيل أكثر الذي هم فيه يختلفون ( وذلك لأن أهل الكتاب تفرقوا فرقا وتحزبوا أحزابا يطعن بعضهم على بعض ويتبرأ بعضهم من بعض فنزل القران مبينا لما اختلفوا فيه من الحق فلو أخذوا به لوجدوا فيه ما يرفع اختلافهم ويدفع تفرقهم
النمل :( ٧٧ ) وإنه لهدى ورحمة.....
) وإنه لهدى ورحمة للمؤمنين ( أي وإن القران لهدى ورحمة لمن آمن بالله وتابع رسوله وخص المؤمنين لأنهم المنتفعون به ومن جملتهم من آمن من بني إسرائيل
النمل :( ٧٨ ) إن ربك يقضي.....
) إن ربك يقضي بينهم بحكمه ( أي يقضي بين المختلفين من بني إسرائيل بما يحكم به من الحق فيجازى المحق ويعاقب المبطل وقيل يقضي بينهم في الدنيا فيظهر ما حرفوه قرأ الجمهور بحكمه بضم الحاء وسكون الكاف وقرأ جناح بكسرها وفتح الكاف جمه حكمة ) وهو العزيز العليم ( العزيز الذي لا يغالب والعليم بما يحكم به أو الكثير العلم
النمل :( ٧٩ ) فتوكل على الله.....
ثم أمره سبحانه بالتوكل وقلة المبالاة فقال ) فتوكل على الله ( والفاء لترتيب الأمر على ما تقدم ذكره والمعنى فوض إليه أمرك واعتمد عليه فإنه ناصرك ثم علل ذلك بعلتين الأولى قوله ) إنك على الحق المبين ( أي الظاهر وقيل المظهر
النمل :( ٨٠ ) إنك لا تسمع.....
والعلة الثانية قوله ) إنك لا تسمع الموتى ( لأنه إذا علم أن حالهم كحال الموتى في انتفاء الجدوى بالسماع أو كحال الصم الذين لا يسمعون ولا يفهمو ولا يهتدون


الصفحة التالية
Icon