"""""" صفحة رقم ١٥٩ """"""
أبناءهم ويترك النساء لأن المنجمين في ذلك العصر أخبروه أنه يذهب ملكه على يد مولود من بني إسرائيل قال الزجاج والعجب من حمق فرعون فإن الكاهن الذي أخبره بذلك إن كان صادقا عنده فما ينفع القتل وإن كان كاذبا فلا معنى للقتل ) إنه كان من المفسدين ( في الأرض بالمعاصى والتجبر وفيه بيان أن القتل من فعل أهل الإفساد
القصص :( ٥ ) ونريد أن نمن.....
) ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض ( جاء بصيغة المضارع لحكاية الحالة الماضية واستحضار صورتها أي نريد أن نتفضل عليهم بعد استضعافهم والمراد بهؤلاء بنو إسرائيل والواو في ونريد للعطف على جملة ) إن فرعون علا ( وإن كانت الجملة المعطوف عليها اسمية لأن بينهما تناسبا من حيث ان كل واحدة منهما للتفسير والبيان ويجوز أن تكون حالا من فاعل يستضعف بتقدير مبتدأ أي ونحن نريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض كما في قول الشاعر نجوت وارهنهم ملكا
والأول أولى ) ونجعلهم أئمة ( أي قاده في الخير ودعاة إليه وولاه على الناس وملوكا فيهم ) ونجعلهم الوارثين ( لملك فرعون ومساكن القبط واملاكهم فيكون ملك فرعون فيهم ويسكنون في مساكنه ومساكن قومه وينتفعون بأملاكه وأملاكهم
القصص :( ٦ ) ونمكن لهم في.....
) ونمكن لهم في الأرض ( أي نجعلهم مقتدرين عليها وعلى أهلها مسلطين على ذلك يتصرفون به كيف شاءوا قرأ الجمهور ) نمكن ( بدون لام وقرأ الأعمش لنمكن بلام العلة ) ونري فرعون وهامان وجنودهما ( قرأ الجمهور نرى بنون مضمومة وكسر الراء على أن الفاعل هو الله سبحانه وقرأ الأعمش ويحيى بن وثاب وحمزة والكسائي وخلف ويرى بفتح الياء التحتية والراء والفاعل فرعون والقراءة الأولى الصق بالسياق لأن قبلها نريد ونجعل ونمكن بالنون وأجاز الفراء ويرى فرعون بضم الياء التحتية وكسر الراء أي ويرى الله فرعون ومعنى منهم من أولئك المستضعفين ما كانوا يحذرون الموصول هو المفعول الثاني على القراءة الأولى والمفعول الأول على القراءة الثانية والمعنى أن الله يريهم أو يرون هم الذين كانوا يحذرون منه ويجتهدون في دفعه من ذهاب ملكهم وهلاكهم على يد المولود من بني إسرائيل المستضعفين
القصص :( ٧ ) وأوحينا إلى أم.....
) وأوحينا إلى أم موسى أن أرضعيه ( أي ألهمناها وقذفنا في قلبها وليس ذلك هو الوحى الذي يوحى إلى الرسل وقيل كان ذلك رؤيا في منامها وقيل كان ذلك بملك أرسله الله يعلمها بذلك
وقد أجمع العلماء على أنها لم تكن نبية وإنما كان إرسال الملك إليها عند من قال به على نحو تكليم الملك للأقرع والأبرص والأعمى كما في الحديث الثابت في الصحيحين وغيرهما وقد سلمت على عمران بن حصين الملائكة كما في الحديث الثابت في الصحيح فلم يكن بذلك نبيا وأن في أن ارضعيه هي المفسرة لأن في الوحى معنى القول ويجوز أن تكون مصدرية أي بأن أرضعيه وقرأ عمر بن عبد العزيز بكسر نون أن ووصل همزة أرضعيه فالكسر لالتقاء الساكنين وحذف همزة الوصل على غير القياس ) فإذا خفت عليه ( من فرعون بأن يبلغ خبره إليه ) فألقيه في اليم ( وهو بحر النيل وقد تقدم بيان الكيفية التي ألقته في اليم عليها في سورة طه ) ولا تخافي ولا تحزني ( أي لا تخافي عليه الغرق أو الضيعة ولا تحزني لفراقه ) إنا رادوه إليك ( عن قريب على وجه تكون به نجاته ) وجاعلوه من المرسلين ( الذين نرسلهم إلى العباد
القصص :( ٨ ) فالتقطه آل فرعون.....
والفاء في قوله ) فالتقطه آل فرعون ( هي الفصيحة والالتقاط إصابة الشيء من غير طلب والمراد بال فرعون هم الذين أخذوا التابوت الذي فيه موسى من البحر وفي الكلام حذف والتقدير فألقته في اليم بعد ما جعلته في التابوت فالتقطه من وجده من ال فرعون واللام في ) ليكون لهم عدوا وحزنا ( لام العاقبة ووجه ذلك أنهم إنما أخذوه ليكون لهم ولدا وقرة عين


الصفحة التالية
Icon