"""""" صفحة رقم ١٧٧ """"""
أي يتعظون بإنذارك
القصص :( ٤٧ ) ولولا أن تصيبهم.....
ولولا أن تصيبهم مصيبة بما قدمت أيديهم لولا هذه هي الامتناعية وأن وما في حيزها في موضع رفع بالابتداء وجوابها محذوف قال الزجاج وتقديره ما أرسلنا إليهم رسلا يعني أن الحامل على إرسال الرسل هو إزاحة عللهم فهو كقوله سبحانه لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل وقدره ابن عطيه لعاجلناهم بالعقوبة ووافقه على هذا التقدير الواحدي فقال والمعنى لولا أنهم يحتجون بترك الإرسال إليهم لعاجلناهم بالعقوبة بكفرهم وقوله ) فيقولوا ( عطف على تصيبهم ومن جملة ما هو في حيز لولا أي فيقولوا ربنا لولا أرسلت إلينا رسولا ولولا هذه الثانية هي التحضيضية أي هلا أرسلت إلينا رسولا من عندك وجوابها هو فنتبع اياتك وهو منصوب بإضمار أن لكونه جوابا للتحضيض والمراد بالايات الايات التنزيلية الظاهرة الواضحة وإنما عطف القول على تصيبهم لكونه هو السبب للإرسال ولكن العقوبة لما كانت هي السبب للقول وكان وجوده بوجودها جعلت العقوبة كأنها هي السبب لارسال الرسل بواسطة القول ونكون من المؤمنين بهذه الايات ومعنى الاية أنا لو عذبناهم لقالوا طال العهد بالرسل ولم يرسل الله إلينا رسولا ويظنون أن ذلك عذر لهم ولا عذر لهم بعد أن بلغتهم أخبار الرسل ولكنا أكملنا الحجة وأزحنا العلة وأتممنا البيان بإرسالك يا محمد إليهم
القصص :( ٤٨ ) فلما جاءهم الحق.....
) فلما جاءهم الحق من عندنا قالوا لولا أوتي مثل ما أوتي موسى ( أي فلما جاء أهل مكة الحق من عند الله وهو محمد صلى الله عليه واله وسلم وما أنزل عليه من القران قالوا تعنتا منهم وجدالا بالباطل هلا أوتى هذا الرسول مثل ما أوتى موسى من الايات التي من جملتها التوراة المنزلة عليه جملة واحدة فأجاب الله عليهم بقوله ) أو لم يكفروا بما أوتي موسى من قبل ( أي من قبل هذا القول أو من قبل ظهور محمد والمعنى أنهم قد كفروا بايات موسى كما كفروا بايات محمد وجملة ) قالوا سحران تظاهرا ( مستأنفة مسوقة لتقرير كفرهم وعنادهم والمراد بقولهم ) سحران ( موسى ومحمد والتظاهر التعاون أي تعاونا على السحر والضمير في قوله أو لم يكفروا لكفار قريش وقيل هو لليهود والأول أولى فإن اليهود لا يصفون موسى بالسحر إنما يصفه بذلك كفار قريش وأمثالهم إلا أن يراد من أنكر نبوة موسى كفرعون وقومه فإنهم وصفوا موسى وهارون بالسحر ولكنهم ليسوا من اليهود ويمكن أن يكون الضمير لمن كفر بموسى ومن كفر بمحمد فإن الذين كفروا بموسى وصفوه بالسحر والذين كفروا بمحمد وصفوه أيضا بالسحر وقيل المعنى أو لم يكفر اليهود في عصر محمد بما أوتى موسى من قبله بالبشارة بعيسى ومحمد قرأ الجمهور ساحران وقرأ الكوفيون سحران يعنون التوراة والقران وقيل الإنجيل والقران قال بالأول الفراء وقال بالثاني أبو زيد وقيل إن الضمير في أو لم يكفروا لليهود وأنهم عنوا بقولهم ساحران عيسى ومحمدا وقالوا إنا بكل كافرون أي بكل من موسى ومحمد أو من موسى وهارون أو من موسى وعيسى على اختلاف الأقوال وهذا على قراءة الجمهور وأما على القراءة الثانية فالمراد التوارة والقران أو الإنجيل والقران وفي هذه الجملة تقرير لما تقدمها من وصف النبيين بالسحر أو من وصف الكتابين به وتأكيد لذلك
القصص :( ٤٩ ) قل فأتوا بكتاب.....
ثم أمر الله سبحانه نبيه أن يقول لهم قولا يظهر به عجزهم فقال قل فأتوا بكتاب من عند الله هو أهدى منهما أتبعه أي قل لهم يا محمد فأتوا بكتاب هو أهدى من التوراة والقران وأتبعه جواب الأمر وقد جزمه جمهور القراء لذلك وقرأ زيد بن علي برفع أتبعه على الاستئناف أي فأنا أتبعه قال الفراء إنه على هذه القراءة صفة للكتاب وفي هذا الكلام تهكم به وفيه أيضا دليل على أن قراءة الكوفيين أقوى من قراءة الجمهور لأنه رجع الكلام إلى الكتابين لا إلى الرسولين ومعنى ) إن كنتم صادقين ( إن كنتم فيما وصفتم به الرسولين أو الكتابين صادقين
القصص :( ٥٠ ) فإن لم يستجيبوا.....
فإن لم يستجيبوا لك أي لم يفعلوا ما كلفتم به من الإتيان بكتاب هو