"""""" صفحة رقم ١٧٨ """"""
أهدى من الكتابين وجواب الشرط ) فاعلم أنما يتبعون أهواءهم ( أي اراءهم الزائغة واستحساناتهم الزائفة بلا حجة ولا برهان وقيل المعنى فإن لم يستجيبوا لك بالإيمان بما جئت به وتعدية يستجيبوا باللام هو أحد الجائزين ومن أضل ممن اتبع هواه بغير هدى من الله أي لا أحد أضل منه بل هو الفرد الكامل في الضلال ) إن الله لا يهدي القوم الظالمين ( لأنفسهم بالكفر وتكذيب الأنبياء والإعراض عن آيات الله
القصص :( ٥١ ) ولقد وصلنا لهم.....
ولقد وصلنا لهم القول قرأ الجمهور وصلنا بتشديد الصاد وقرأ الحسن بتخفيفها ومعنى الاية أتبعنا بعضه بعضا وبعثنا رسولا بعد رسول وقال أبو عبيدة والأخفش معناه أتممنا وقال ابن عيينة والسدى بينا وقال ابن زيد وصلنا لهم خير الدنيا بخير الاخرة حتى كأنهم عاينوا الاخرة في الدنيا والأولى أولى وهو مأخوذ من وصل الحبال بعضها ببعض ومنه قول الشاعر فقل لبنى مروان ما بال ذمتي
بحبل ضعيف لا تزال توصل
وقال امرؤ القيس يقلب كفيه بخيط موصل
والضمير في لهم عائد إلى قريش وقيل إلى اليهود وقيل للجميع لعلهم يتذكرون فيكون التذكر سببا لإيمانهم مخافة أن ينزل بهم ما نزل بمن قبلهم
القصص :( ٥٢ ) الذين آتيناهم الكتاب.....
الذين اتيناهم الكتاب من قبله أي من قبل القران والموصول مبتدأ وخبره هم به مؤمنون أخبر سبحانه أن طائفة من بني إسرائيل امنوا بالقران كعبد الله بن سلام وسائر من أسلم من أهل الكتاب وقيل الضمير في من قبله يرجع إلى محمد صلى الله عليه واله وسلم والأول أولى والضمير في به راجع إلى القران على القول الأول وإلى محمد على القول الثاني
القصص :( ٥٣ ) وإذا يتلى عليهم.....
وإذا يتلى عليهم قالوا امنا به أي وإذا يتلى القران عليهم قالوا صدقنا به ) إنه الحق من ربنا ( أي الحق الذي نعرفه المنزل من ربنا إنا كنا من قبله مسلمين أي مخلصين لله بالتوحيد أو مؤمنين بمحمد وبما جاء به لما نعلمه من ذكره في التوراة والإنجيل من التبشير به وأنه سيبعث اخر الزمان وينزل عليه القران
القصص :( ٥٤ ) أولئك يؤتون أجرهم.....
والإشارة بقوله أولئك يؤتون أجرهم مرتين إلى الموصوفين بتلك الصفات والباء في بما صبروا للسببية أي بسبب صبرهم وثباتهم على الإيمان بالكتاب الأول والكتاب الاخر وبالنبي الأول والنبي الاخر ويدرءون بالحسنة السيئة الدرء الدفع أي يدفعون بالاحتمال والكلام الحسن ما يلاقونه من الأذى وقيل يدفعون بالطاعة المعصية وقيل بالتوبة والإستغفار من الذنوب وقيل بشهادة أن لا إله إلا الله الشرك ) ومما رزقناهم ينفقون ( أي ينفقون أموالهم في الطاعات وفيما أمر به الشرع
القصص :( ٥٥ ) وإذا سمعوا اللغو.....
ثم مدحهم سبحانه بإعراضهم عن اللغو فقال وإذا سمعوا اللغو أعرضوا عنه تكرما وتنزها وتأدبا باداب الشرع ومثله قوله سبحانه وإذا مروا باللغو مروا كراما واللغو هنا هو ما يسمعونه من المشركين من الشتم لهم ولدينهم والاستهزاء بهم وقالوا لنا أعمالنا ولكم أعمالكم لا يلحقنا من ضرر كفركم شيء ولا يلحقكم من نفع إيماننا شيء سلام عليكم ليس المراد بهذا السلام سلام التحية ولكن المراد به سلام المتاركة ومعناه أمنة لكم منا وسلامة لانجاريكم ولا نجاوبكم فيما أنتم فيه قال الزجاج وهذا قبل الأمر بالقتال ) لا نبتغي الجاهلين ( أي لا نطلب صحبتهم وقال مقاتل لا نريد أن نكون من أهل الجهل والسفه وقال الكلبي لا نحب دينكم الذي أنتم عليه
القصص :( ٥٦ ) إنك لا تهدي.....
إنك لا تهتدي من أحببت من الناس وليس ذلك إليك ولكن الله يهدي من يشاء هدايته وهو أعلم بالمهتدين أي القابلين للهداية المستعدين لها وهذه الاية نزلت في أبي طالب كما ثبت في الصحيحين وغيرهما وقد تقدم ذلك في براءة قال الزجاج أجمع المفسرون على أنها نزلت في أبي طالب وقد تقرر في الأصول أن الاعتبار بعموم اللفظ لا بخصوص السبب فيدخل في ذلك أبو طالب دخولا أوليا
القصص :( ٥٧ ) وقالوا إن نتبع.....
) وقالوا إن نتبع الهدى معك نتخطف من أرضنا ( أي قال مشركو قريش ومن تابعهم إن ندخل في دينك يا محمد نتخطف


الصفحة التالية
Icon