"""""" صفحة رقم ٢٤٣ """"""
) ما نفدت كلمات الله ( أى كلماته التى هى عبارة عن معلوماته قال أبو على الفارسى المراد بالكلمات والله أعلم مافى المقدور دون ماخرج منه إلى الوجود ووافقه القفال فقال المعنى أن الأشجار لو كانت أقلاما والبحار مداد فكتب بها عجائب صنع الله الدالة على قدرته ووحدانيته لم تنفذ تلك العجائب قال القشيرى رد القفال معنى الكلمات إلى المقدورات وحمل الآية على الكلام القديم أولى قال النحاس قد تبين أن الكمات هاهنا يراد بها العلم وحقائق الأشياء لأنه جل وعلا قبل أن يخلق الخلق ماهو خالق فى السموات والأرض من شىء وعلم مافيه من مثاقيل الذر وعلم الأجناس كلها وما فيها من شعرة وعضو وما فى الشجرة من ورقة وما فيها من ضروب الخلق وقيل إن قريشا قالت ما أكثر كلام محمد فنزلت قاله السدى وقيل إنها لما نزلت وما أوتيتم من العلم إلا قليلا فى اليهود قالوا كيف وقد أوتينا التوراة فيها كلام الله وأحكامه فنزلت قال أبو عبيدة المراد بالبحر هنا الماء العذب الذى ينبت الأقلام وأما الماء المالح فلا ينبت الأقلام قلت ما أسقط هذا الكلام وأقل جدواه ) أن الله عزيز حكيم ( أى غالب لايعجزه شىء ولايخرج عن حكمته وعلمه فرد من أفراد مخلوقاته
لقمان :( ٢٨ ) ما خلقكم ولا.....
) ما خلقكم ولا بعثكم إلا كنفس واحدة ( أى إلا كخلق نفس واحدة وبعثها قال النحاس كذا قدره النحويون كخلق نفس مثل قوله ) واسأل القرية ( قال الزجاج أى قدرة الله على بعث الخلق كلهم وعلى خلقهم كقدرته على خلق نفس واحدة وبعث نفس واحدة ) إن الله سميع ( لكل مايسمع ) بصير ( بكل مايبصر
الآثار الواردة في تفسير الآيات وسبب النزول
وقد أخرج البيهقى فى الشعب عن عطاء قال سألت ابن عباس عن قوله ) وأسبغ عليكم ( الآية قال هذه من كنوز علمى سألت عنها رسول الله ( ﷺ ) فقال أما الظاهرة فما سوى من خلقك وأما الباطنة فما ستر من عورتك ولو أبداها لقلاك أهلك فمن سواهم وأخرج ابن مردويه والبيهقى فى الشعب والديلمى وابن النجار عنه قال سألت رسول الله ( ﷺ ) عن قوله ) وأسبغ عليكم نعمه ظاهرة وباطنة ( فقال أما الظاهرة فالإسلام وما سوى من خلقك وما أسبغ عليك من رزقه وأما الباطنة فما ستر من مساوى عملك وأخرج ابن مردويه عنه أيضا قال النعمة الظاهرة الإسلام والنعمة الباطنة كل يستر عليكم من الذنوب والعيوب والحدود وأخرج الفريابى وابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عنه أيضا أنه قال فى تفسير الآية هى لا إله إلا الله وأخرج ابن إسحاق وابن جرير وابن أبى حاتم عنه أيضا فى قوله ) ولو أنما في الأرض ( الآية إن أحبار اليهود قالوا لرسول الله ( ﷺ ) يامحمد أرأيت قولك وما أوتيتم من العلم إلا قليلا إيانا تريد أم قومك فقال كلا فقالوا ألست تتلو فيما جاءك أنا قد أوتينا التوراة وفيها تبيان كل شىء فقال إنها فى علم الله قليل ) وأنزل الله ( ) ولو أنما في الأرض ( وأخرجه ابن مردويه عنه بأطول منه وأخرج ابن مردويه أيضا ابن مسعود نحوه
سورة لقمان ٢٩ ٣١