"""""" صفحة رقم ٢٥٢ """"""
سورة السجدة ( ١٦ - ٢٢ )
السجدة :( ١٢ ) ولو ترى إذ.....
قوله ) ولو ترى إذ المجرمون ناكسو رؤوسهم عند ربهم ( المراد بالمجرمين هم القائلون أئذا ضللنا والخطاب هنا لكل من يصلح له أو لرسول الله ( ﷺ ) ويجوز أن يراد بالمجرمين كل مجرم ويدخل فيه أولئك القائلون دخولا أوليا ومعنى ) ناكسو رؤوسهم ( مطأمئوها حياء وندما على مافرط منهم فى الدنيا من الشرك بالله والعصيان له ومعنى عند ربهم عند محاسبته لهم قال الزجاج والمخاطبة للنبى ( ﷺ ) مخاطبة لأمته فالمعنى ولو ترى يا محمد منكرى البعث يوم القيامة لرأيت العجب ) ربنا أبصرنا وسمعنا ( أى يقولون ربنا أبصرنا الآن ماكنا نكذب به وسمعنا ماكنا ننكره وقيل أبصرنا صدق وعيدك وسمعنا تصديق رسلك فهؤلاء أبصروا حين لم ينفعهم البصر وسمعوا حين لم ينفعهم السمع ) فارجعنا ( إلي الدنيا ) نعمل ( عملا ) صالحا ( كما أمرتنا ) إنا موقنون ( أى مصدقون وقيل مصدق بالذى جاء به محمد ( ﷺ ) وصفوا أنفسهم بالإيقان الآن طمعا فيما طلبوه من إرجاعهم إلى الدنيا وأنى لهم ذلك فقد حقت عليهم كلمة الله فإنهم لو ردوا لعادوا لما نهوا عنه وإنهم لكاذبون وقيل معنى ) إنا موقنون ( أنها قد زالت عنهم الشكوك التى كانت تخالطهم فى الدنيا لما رأوا ما رأوا وسمعوا ماسمعوا ويجوز أن يكون معنى ) أبصرنا وسمعنا ( صرنا ممن يسمع ويبصر فلا يحتاج إلى تقدير مفعول ويجوز أن يكون صالحا مفعولا لنعمل كما يجوز أن يكون نعتا لمصدر محذوف وجواب لو محذوف أى لرأيت أمر فظيعا وهولا هائلا
السجدة :( ١٣ ) ولو شئنا لآتينا.....
) ولو شئنا لآتينا كل نفس هداها ( هذا رد عليهم لما طلبوا الرجعة أى لو شئنا لآتينا كل نفس هداها فهدينا الناس جميعا فلم يكفر منهم أحد قال النحاس فى معنى هذا قولان أحدهما أنه فى الدنيا والآخر أنه فى الآخرة أى ولو شئنا لرددناهم إلى الدنيا ) ولكن حق القول مني لأملأن جهنم من الجنة والناس أجمعين ( وجملة ولو شئنا مقدرة بقول معطوف على المقدر قبل قوله أبصرنا أى ونقول لو شئنا ومعنى ) ولكن حق القول مني ( أى نفذ قضائى وقدرى وسبقت كلمتى ) لأملأن جهنم من الجنة والناس أجمعين ( هذا هو القول الذى وجب من الله وحق على عباده ونفذ فيه قضاؤه فكان مقتضى هذا القول أنه لايعطى كل نفس هداها وإنما قضى عليهم بهذا لأنه سبحانه قد أعلم أنهم من أهل الشقاوة وأنهم ممن يختار الضلالة على الهدى
السجدة :( ١٤ ) فذوقوا بما نسيتم.....
والفاء فى قوله ) فذوقوا بما نسيتم لقاء يومكم هذا ( لترتيب الأمر بالذوق على ماقبله والباء فى بما نسيتم للسببية وفيه إشعار بأن تعذيبهم ليس لمجرد سبق القول المتقدم بل بذاك وهذا


الصفحة التالية
Icon