"""""" صفحة رقم ٢٥٤ """"""
) ما نخفي ( بالنون مضمومة وقرأ الأعمش يخفى بالتحتية مضمومة قال الزجاج فى معنى قراءة حمزة أى منه ما أخفى الله لهم وهى قراءة محمد بن كعب و ما فى موضع نصب ثم بين سبحانه أن ذلك بسبب أعمالهم الصالحة فقال ) جزاء بما كانوا يعملون ( أى لأجل الجزاء بما كانوا يعملونه فى الدنيا أو جوزوا جزاء بذلك
السجدة :( ١٨ ) أفمن كان مؤمنا.....
) أفمن كان مؤمنا كمن كان فاسقا ( الاستفهام للإنكار أى ليس المؤمن كالفاسق فقد ظهر مابينهما من التفاوت ولهذا قال ) لا يستوون ( ففيه زيادة تصريف لما أفاده الإنكار الذي أفاده الاستفهام قال الزجاج جعل الاثنين جماعة حيث قال ) لا يستوون ( لأجل معنى من وقيل لكون الاثنين أقل الجمع وسيأتى بيان سبب نزولها آخر البحث
السجدة :( ١٩ ) أما الذين آمنوا.....
ثم بين سبحانه عاقبة حال الطائفتين وبدأ بالمؤمنين فقال ) أما الذين آمنوا وعملوا الصالحات فلهم جنات المأوى ( قرأ الجمهور جنات بالجمع وقرأ طلحة بن مصرف ) جنة المأوى ( بالإفراد والمأوى هو الذى يأوون إليه وأضاف الجنات إليه لكونه المأوى الحقيقى وقيل المأوى جنة من الجنات وقد تقدم الكلام على هذا ومعنى ) نزلا ( أنها معدة لهم عند نزولهم وهو فى الأصل مايعد للنازل من الطعام والشراب كما بيناه فى آل عمران وانتصابه على الحال وقرأ أبو حيوة نزلا بسكون الزاى والباء فى ) بما كانوا يعملون ( للسببيه أى بسبب ماكانوا يعملونه أو بسبب عملهم
السجدة :( ٢٠ ) وأما الذين فسقوا.....
ثم ذكر الفريق الآخر فقال ) وأما الذين فسقوا ( أى خرجوا عن طاعة الله وتمردوا عليه وعلى رسله ) فمأواهم النار ( أى منزلهم الذى يصيرون إليه ويستقرون فيه هو النار ) كلما أرادوا أن يخرجوا منها أعيدوا فيها ( أى إذا أرادوا الخروج منها ردوا إليها راغمين مكرهين وقيل إذ دفعهم اللهب إلى أعلاها ردوا إلى مواضعهم ) وقيل لهم ذوقوا عذاب النار الذي كنتم به تكذبون ( والقائل لهم هذه المقالة هو خزنة جهنم من الملائكة أو القائل لهم هو الله عز وجل وفى هذا القول لهم كونهم قد صاروا فى النار من الإغاظة لهم مالا يخفى
السجدة :( ٢١ ) ولنذيقنهم من العذاب.....
) ولنذيقنهم من العذاب الأدنى ( وهو عذاب الدنيا قال الحسن وأبو العالية والضحاك والنخعى هو مصائب الدنيا وأسقامها وقيل الحدود وقيل القتل بالسيف يوم بدر وقيل سنين الجوع بمكة وقيل عذاب القبر ولا مانع من الحمل على الجميع ) دون العذاب الأكبر ( وهو عذاب الاخرة ) لعلهم يرجعون ( مما هم فيه من الشرك والمعاصى بسبب ماينزل بهم من العذاب إلى الإيمان والطاعة ويتوبون عما كانوا فيه وفى هذا التعليل دليل على ضعف قول من قال إن العذاب الأدنى هو عذاب القبر
السجدة :( ٢٢ ) ومن أظلم ممن.....
) ومن أظلم ممن ذكر بآيات ربه ثم أعرض عنها ( أى لا أحد أظلم منه لكونه سمع من أيات الله مايوجب الإقبال علي الإيمان والطاعة فجعل الإعراض مكان ذلك والمجىء بثم للدلالة على استبعاد ذلك وأنه مما ينبغى أن لايكون ) إنا من المجرمين منتقمون ( أى من أهل الإجرام على العموم فيدخل فيه من أعرض عن آيات الله دخولا أوليا
الآثار الواردة في تفسير الآيات وسبب النزول
وقد أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن عباس فى قوله ) إنا نسيناكم ( قال تركناكم وأخرج البيهقى فى الشعب عنه قال نزلت هذه الآية فى شأن الصلوات الخمس ) إنما يؤمن بآياتنا الذين إذا ذكروا بها خروا سجدا ( أى أتوها ) وسبحوا ( أى صلوا بأمر ربهم ) وهم لا يستكبرون ( عن إتيان الصلاة فى الجماعات وأخرج الترمذى وصححه وابن جرير وابن أبى حاتم وابن مردويه ومحمد بن نصر فى كتاب الصلاة عن أنس بن مالك أن هذه الآية ) تتجافى جنوبهم عن المضاجع ( نزلت فى انتظار الصلاة التى تدعى العتمة وأخرج البخارى فى تاريخه وابن مردويه عنه قال نزلت فى صلاة العشاء وأخرج الغريابي وابن جرير وابن أبي حاتم وابن مردوية عنه ايضا في الآية قال كانوا لا ينامون حتى يصلوا العشاء وأخرج ابن أبي شيبة عنه قال كنا نجتنب الفرش قبل صلاة العشاء وأخرج عبد الرزاق فى المصنف وابن مردويه عنه أيضا قال ما رأيت رسول الله صلى


الصفحة التالية
Icon