"""""" صفحة رقم ٢٥٧ """"""
لقائه فجاء معترضا بين ) ولقد آتينا موسى الكتاب ( وبين ) وجعلناه هدى لبني إسرائيل ( وقيل الضمير راجع إلى الكتاب الذي هو الفرقان كقوله ) وإنك لتلقى القرآن ( والمعنى أنا آتينا موسى مثل ما آتيناك من الكتاب ولقيناه مثل مالقيناك من الوحى فلا تكن فى شك من أنك لقيت مثله ونظيره وما أبعد هذا ولعل الحامل لقائله عليه قوله ) وجعلناه هدى لبني إسرائيل ( فإن الضمير راجع إلى الكتاب وقيل إن الضمير في لقائه عائد إلى الرجوع المفهوم من قوله ) ثم إلى ربكم ترجعون ( أى لاتكن فى مرية من لقاء الرجوع وهذا بعيد أيضا
واختلف فى الضمير فى قوله وجعلناه فقيل هو راجع إلى الكتاب أى جعلنا التوراة هدى لبنى إسرائيل ق
السجدة :( ٢٤ ) وجعلنا منهم أئمة.....
) وجعلنا منهم أئمة ( أى قادة يقتدون به فى دينهم وقرأ الكوفيون أئمة قال النحاس وهو لحن عند جميع النحويين لأنه جمع بين همزتين فى كلمة واحدة ومعنى ) يهدون بأمرنا ( أى يدعونهم إلى الهداية بما يلقونه إليه من أحكام التوراة ومواعظها بأمرنا أى بأمرنا لهم بذلك أو لأجل أمرنا وقال قتادة المراد بالأئمة الأنبياء منهم وقيل العلماء ) بما صبروا ( قرأ الجمهور لما بفتح اللام وتشديد الميم أى حين صبروا والضمير للأئمة وفى لما معنى الجزاء والتقدير لما صبروا جعلناهم أئمة وقرأ حمزة والكسائى وخلف وورش عن يعقوب ويحيى بن وثاب بكسر اللام وتخفيف الميم أى جعلناهم أئمة لصبرهم واختار هذه القراءة أبو عبيد مستدلا بقراءة ابن مسعود بما صبروا بالباء وهذا الصبر هو صبرهم على مشاق التكليف والهداية للناس وقيل صبروا عن الدنيا ) وكانوا بآياتنا ( التنزيلية ) يوقنون ( أى يصدقونها ويعلمون أنها حق وأنها من عند الله لمزيد تفكرهم وكثرة تدبرهم
السجدة :( ٢٥ ) إن ربك هو.....
) إن ربك هو يفصل بينهم ( أى يقضى بينهم ويحكم بين المؤمنين والكفار ) يوم القيامة فيما كانوا فيه يختلفون ( وقيل يقضى بين الأنبياء وأممهم حكاه النقاش
السجدة :( ٢٦ ) أولم يهد لهم.....
) أولم يهد لهم ( أى أولم يبين لهم والهمزة للإنكار والفاعل مادل عليه ) كم أهلكنا من قبلهم من القرون ( أى أولم نبين لهم كثرة إهلاكنا من قبلهم قال الفراء كم فى موضع رفع بيهد وقال المبرد إن الفاعل الهدى المدلول عليه بيهد أى أو لم يهد لهم الهدى وقال الزجاج كم فى موضع نصب بأهلكنا قرأ الجمهور أولم يهد بالتحتية وقرأ السلمى وقتادة وأبو زيد عن يعقوب بالنون وهذه القراءة واضحة قال النحاس والقراءة بالياء التحتية فيها إشكال لأنه يقال الفعل لايخلو من فاعل فإين الفاعل ليهد ويجاب عنه بأن الفاعل هو ماقدمنا ذكره والمراد بالقرون عاد وثمود ونحوهم وجملة ) يمشون في مساكنهم ( فى محل نصب على الحال من ضمير لهم أى والحال أنهم يمشون فى مساكن المهلكين ويشاهدونها وينظرون مافيها من العبر وآثار العذاب ولايعتبرون بذلك وقيل يعود إلي المهلكين والمعنى أهلكناهم حال كونهم ماشين فى مساكنهم والأول أولى ) إن في ذلك ( المذكور ) لآيات ( عظيمات ) أفلا يسمعون ( ويتعظون بها
السجدة :( ٢٧ ) أولم يروا أنا.....
) أولم يروا أنا نسوق الماء إلى الأرض الجرز ( أى أولم يعلموا بسوقنا الماء إلى الأرض التي لاتنبت إلا بسوق الماء إليها وقيل هى اليابسة وأصله من الجرز وهو القطع أى التى قطع نباتها لعدم الماء ولايقال للتى لاتنبت أصلا كالسباخ جرز لقوله ) فنخرج به زرعا ( قيل هى أرض اليمن وقيل أرض عدن وقال الضحاك هى الأرض العطشى وقال الفراء هى الأرض التى لانبات فيها وقال الأصمعى هى الأرض التى لاتنبت شيئا قال المبرد يبعد أن تكون لأرض بعينها لدخول الألف واللام وقيل هى مشتقة من قولهم رجل جروز إذا كان لايبقى شيئا إلا أكله ومنه قول الراجز خب جروز وإذا جاع بكى
ويأكل التمر ولايلقى النوى


الصفحة التالية
Icon