"""""" صفحة رقم ٢٦٧ """"""
إلا الهرب من القتال وقيل المراد مايريدون إلا الفرار من الدين
الأحزاب :( ١٤ ) ولو دخلت عليهم.....
) ولو دخلت عليهم من أقطارها ( يعنى بيوتهم أو المدينة والأقطار النواحى جمع قطر وهو الجانب والناحية والمعنى لو دخلت عليهم بيوتهم أو المدينة من جوانبها جميعا لا من بعضها ونزلت بهم هذه النازلة الشديدة واستبيحت ديارهم وهتكت حرمهم ومنازلهم ) ثم سئلوا الفتنة ( من جهة أخرى عند نزول هذه النازلة الشديدة بهم ) لآتوها ( أى لجاءوها أو أعطوها ومعنى الفتنة هنا إما القتال فى العصبية كما قال الضحاك أو الشرك بالله والرجعة إلى الكفر الذى يبطرنه ويظهرون خلافة كما قال الحسن قرأ الجمهور لآتوها بالمد أى لأعطوها من أنفسهم وقرأ نافع وابن كثير بالقصر أى لجاءوها ) وما تلبثوا بها إلا يسيرا ( أى بالمدينة بعد أن أتوا الفتنة إلا تلبثا يسيرا حتى يهلكوا كذا قال الحسن والسدى والفراء والقتيبى وقال أكثر المفسرين إن المعنى وما احتبسوا ٢ عن فتنة الشرك إلا قليلا بل هم مسرعون إليها راغبون فيها لا يقفون عنها إلا مجرد وقوع السؤال لهم ولا يتعللون عن الإجابة بأن بيوتهم فى هذه الحالة عورة مع أنها قد صارت عورة على الحقيقة كما تعللوا عن إجابة الرسول والقتال معه بأنها عورة ولم تكن إذ ذاك عورة
الأحزاب :( ١٥ ) ولقد كانوا عاهدوا.....
ثم حكى الله سبحانه عنهم ماقد كان وقع منهم من قبل من المعاهدة لله ولرسوله بالثبات فى الحرب وعدم الفرار عنه فقال ) ولقد كانوا عاهدوا الله من قبل لا يولون الأدبار ( أى من قبل غزوة الخندق ومن بعد بدر قال قتادة وذلك أنهم غابوا من بدر ورأوا ما أعطى الله أهل بدر من الكرامة والنصر فقالوا لئن أشهدنا الله قتالا لنقاتلن وهم بنو حارثة وبنو سلمة ) وكان عهد الله مسؤولا ( أى مسئولا عنه ومطلوبا صاحبه بالوفاء به ومجازى على ترك الوفاء به
الأحزاب :( ١٦ ) قل لن ينفعكم.....
) قل لن ينفعكم الفرار إن فررتم من الموت أو القتل ( فإن من حضر أجله مات أو قتل فر أو لم يفر ) وإذا لا تمتعون إلا قليلا ( أى تمتعا قليلا أو زمانا قليلا بعد فرارهم إلى أن تنقضى آجالهم وكل ما هو آت فهو قريب قرأ الجمهور ) تمتعون ( بالفوقية وقرأ يعقوب الحضرمى فى رواية الساجى عنه بالتحتية وفى بعض الروايات لا تمتعوا بحذف النون إعمالا لإذن وعلى قراءة الجمهور هى ملغاة
الأحزاب :( ١٧ ) قل من ذا.....
) قل من ذا الذي يعصمكم من الله إن أراد بكم سوءا ( أى هلاكا أو نقصا فى الأموال وجدبا ومرضا ) أو أراد بكم رحمة ( يرحمكم بها من خصب ونصر وعافية ) ولا يجدون لهم من دون الله وليا ( يواليهم ويدفع عنهم ) ولا نصيرا ( ينصرهم من عذاب الله
الآثار الواردة في تفسير الآيات وسبب النزول
وقد أخرج الطبرانى وابن مردويه وأبو نعيم فى الدلائل عن أبى مريم الغسانى أن أعرابيا قال يا رسول الله أى شىء كان أول نبوتك قال أخذ الله منى الميثاق كما أخذ من النبيين ميثاقهم ثم تلا ) وإذ أخذنا من النبيين ميثاقهم ومنك ومن نوح وإبراهيم وموسى وعيسى ابن مريم وأخذنا منهم ميثاقا غليظا ( ودعوة إبراهيم ) وابعث فيهم رسولا منهم ( وبشرى عيسى بن مريم ورأت أم رسول الله ( ﷺ ) فى منامها أنه خرج من بين رجليها سراج أضاءت له قصور الشام وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس قال قيل يا رسول الله متى أخذ ميثاقك قال وآدم بين الروح والجسد وأخرج البزار والطبرانى فى الأوسط وأبو نعيم فى الدلائل عنه قال قيل يا رسول الله متى كنت نبيا قال وآدم بين الروح والجسد وفي الباب أحاديث قد صحح بعضها وأخرج الحسن بن سفيان وابن أبى حاتم وابن مردويه وأبو نعيم فى الدلائل والديلمى وابن عساكر من طريق قتادة عن الحسن عن أبى هريرة عن النبى ( ﷺ ) فى قوله ) وإذ أخذنا من النبيين ميثاقهم ( الآية قال كنت أول النبيين فى الخلق وآخرهم فى البعث فبدأ به قبلهم وأخرج ابن أبى حاتم من طريق الضحاك عن ابن عباس قال ) ميثاقهم ( عهدهم وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبى حاتم والطبرانى بسند صحيح عن ابن عباس ) وإذ أخذنا من النبيين ميثاقهم ( قال إنما أخذ الله ميثاق النبيين على قومهم وأخرج الحاكم وصححه


الصفحة التالية
Icon