"""""" صفحة رقم ٢٧٧ """"""
نضاعف بكسر العين على البناء للفاعل ) نؤتها أجرها مرتين ( قرأ حمزة والكسائى بالتحتية وكذا قرأ يعمل بالتحتية وقرأ الباقون تعمل بالفوقية ونؤت بالنون ومعنى إتيانهن الأجر مرتين أنه يكون لهن من الأجر على الطاعة مثلا ما يستحقه غيرهن من النساء إذا فعلن تلك الطاعة وفى هذا دليل قوى علي أن معنى يضاعف لها العذاب ضعفين أنه يكون العذاب مرتين لا ثلاثا لأن المراد إظهار شرفهن ومزيتهن فى الطاعة والمعصية بكون حسنتهن كحسنتين وسيئتهن كسيئتين ولو كانت سيئتهن كثلاث سيئات لم يناسب ذلك كون حسنتهن كحسنتين فإن الله أعدل من أن يضاعف العقوبة عليهن مضاعفة تزيد علي مضاعفة أجرهن ) وأعتدنا لها ( زيادة على الأجر مرتين ) رزقا كريما ( قال المفسرون الرزق الكريم هو نعيم الجنة حكى ذلك عنهم النحاس ثم أظهر سبحانه فضيلتهن على سائر النساء تصريحا فقال ) يا نساء النبي لستن كأحد من النساء ( قال الزجاج لم يقل
الأحزاب :( ٣٢ ) يا نساء النبي.....
كواحدة من النساء لأن أحد نفي عام للمذكر والمؤنث والواحدة والجماعة وقد يقال على ما ليس بأدمي كما يقال ليس فيها أحد لا شاة ولا بعير والمعنى لستن كجماعة واحدة من جماعات النساء في الفضل والشرف ثم قيد هذا الشرف العظيم بقيد فقال ) إن اتقيتن ( فبين سبحانه أن هذه الفضيلة لهن إنما تكون بملازمتهن للتقوى لا لمجرد اتصالهن بالنبى ( ﷺ ) وقد وقعت منهن ولله الحمد التقوى البينة والإيمان الخالص والمشى على طريقة رسول الله ( ﷺ ) فى حياته وبعد مماته وجواب الشرط محذوف لدلالة ما قبله عليه أى إن اتقيتن فلستن كأحد من النساء وقيل إن جوابه ) فلا تخضعن ( والأول أولى ومعنى ) فلا تخضعن بالقول ( لا تلن القول عند مخاطبة الناس كما تفعله المريبات من النساء فإنه يتسبب عن ذلك مفسدة عظيمة وهى قوله ) فيطمع الذي في قلبه مرض ( أى فجور وشك ونفاق وانتصاب يطمع لكونه جواب النهى كذا قرأ الجمهور وحكى أبو حاتم أن الأعرج قرأ فيطمع بفتح الياء وكسر الميم قال النحاس أحسب هذا غلطا ورويت هذه القراءة عن أبى السمأل وعيسي بن عمر وابن محيصن وروى عنهم أنهم قرءوا بالجزم عطفا على محل فعل النهى ) وقلن قولا معروفا ( عند الناس بعيدا من الريبة على سنن الشرع لا ينكر منه سامعه شيئا ولا يطمع فيهن أهل الفسق والفجور بسببه
الأحزاب :( ٣٣ ) وقرن في بيوتكن.....
) وقرن في بيوتكن ( قرأ الجمهور وقرن بكسر القاف من وقر يقر وقارا أى سكن والأمر منه قر بكسر القاف وللنساء قرن مثل عدن وزن وقال المبرد هو من القرار لا من الوقار تقول قررت بالمكان بفتح الراء والأصل اقررن بكسر الراء فحذفت الراء الأولى تخفيفا كما قالوا فى ظللت ظلت ونقلوا حركتها إلى القاف واستغنى عن ألف الوصل بتحريك القاف وقال أبو على الفارسي أبدلت الراء الأولى ياء كراهة التضعيف كما أبدلت فى قيراط ودينار وصار للياء حركة الحرف الذى أبدلت منه والتقدير اقيرن ثم تلقى حركة الياء على القاف كراهة تحريك الياء بالكسر فتسقط الياء لاجتماع الساكنين وتسقط همزة الوصل لتحريك مابعدها فيصير قرن وقرأ نافع وعاصم بفتح القاف وأصله قررت بالمكان إذا أقمت فيه بكسر الراء أقر بفتح القاف كحمد يحمد وهى لغة أهل الحجاز ذكر ذلك أبو عبيد عن الكسائى وذكرها الزجاج وغيره قال الفراء هو كما تقول هل حست صاحبك أى هل أحسسته قال أبو عبيد كان أشياخنا من أهل العربية ينكرون القراءة بالفتح للقاف وذلك لأن قررت بالمكان أقر لايجوزه كثير من أهل العربية والصحيح قررت أقر بالكسر ومعناه الأمر لهن بالتوقر والسكون فى بيوتهن وأن لا يخرجن وهذا يخالف ما ذكرناه هنا عنه عن الكسائى وهو من أجل مشايخه وقد وافقه على الإنكار لهذه القراءة أبو حاتم فقال إن قرن بفتح القاف لا مذهب له من فى كلام العرب قال النحاس قد خولف أبو حاتم فى قوله إنه لا مذهب له فى


الصفحة التالية
Icon