"""""" صفحة رقم ٢٧٩ """"""
المذكورين فى الآية هم على وفاطمة والحسن والحسين خاصة ومن حججهم الخطاب فى الآية بما يصلح للذكور لا للإناث وهو قوله ) عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم ( ولو كان للنساء خاصة لقال عنكن ويطهركن وأجاب الأولون عن هذا أن التذكير باعتبار لفظ الأهل كما قال سبحانه أتعجبين من أمر الله رحمة الله وبركاته عليكم أهل البيت وكما يقول الرجل لصاحبه كيف أهلك يريد زوجته أو زوجاته فيقول هم بخير
ولنذكر ههنا ما تمسك به كل فريق أما الأولون فتمسكوا بالسياق فإنه فى الزوجات كما ذكرنا وبما أخرجه ابن أبى حاتم وابن عساكر من طريق عكرمة عن ابن عباس فى قوله ) إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ( قال نزلت فى نساء النبى ( ﷺ ) خاصة وقال عكرمة من شاء باهلته أنها نزلت فى أزواج النبى ( ﷺ ) وأخرج نحوه ابن مردويه من طريق سعيد بن جبير عن ابن عباس وأخرج ابن جرير وابن مردويه عن عكرمة نحوه وأخرج ابن سعد عن عروة نحوه
وأما ما تمسك به الآخرون فأخرج الترمذى وصححه وابن جرير وابن المنذر والحاكم وصححه ابن مردويه والبيهقى فى سننه من طرق عن أم سلمة قالت فى بيتى نزلت ) إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ( وفى البيت فاطمة وعلي الحسن والحسين فجللهم رسول الله ( ﷺ ) بكساء كان عليه ثم قال هؤلاء أهل بيتى فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم والطبرانى وابن مردويه عن أم سلمة أيضا أن النبى ( ﷺ ) كان فى بيتها على منامة له عليه كساء خيبرى فجاءت فاطمة ببرمة فيها خزيرة فقال رسول الله ( ﷺ ) ادعى زوجك وابنيك حسنا وحسينا فدعتهم فبينما هم يأكلون إذ نزلت على النبى ( ﷺ ) ) إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا ( فأخذ النبى ( ﷺ ) بفضلة كسائه فغشاهم إياها ثم أخرج يده من الكساء وألوى بها إلي السماء ثم قال اللهم هؤلاء أهل بيتى وخاصتى فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا قالها ثلاث مرات قالت أم سلمة فأدخلت رأسى فى الستر فقلت يا رسول الله وأنا معكم فقال إنك إلي خير مرتين وأخرجه أيضا أحمد من حديثها قال حدثنا عبد الله بن نمير حدثنا عبد الملك بن أبى سيلمان عن عطاء بن أبى رياح حدثنى من سمع أم سلمة تذكر أن النبى ( ﷺ ) فذكره وفي إسناده مجهول وهو شيخ عطاء وبقية رجاله ثقات وقد أخرجه الطبرانى عنها من طريقين بنحوه وقد ذكر ابن كثير فى تفسيره لحديث أم سلمة طرقا كثيرة فى مسند أحمد وغيره وأخرج ابن مردويه والخطيب من حديث أبى سعيد الخدرى نحوه وأخرج الترمذى وابن جرير والطبرانى وابن مردويه عن عمر بن أبى سلمة ربيب النبى ( ﷺ ) قال لما نزلت هذه الآية على النبى ( ﷺ ) ) إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ( وذكر نحو حديث أم سلمة وأخرج ابن أبى شيبة وأحمد ومسلم وابن جرير وابن أبى حاتم والحاكم عن عائشة قالت خرج النبى ( ﷺ ) غداة وعليه مرط مرجل من شعر أسود فجاء الحسن والحسين فأدخلهما معه ثم جاءت فاطمة فأدخلها معه ثم جاء على فأدخله معه ثم قال ) إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا ( وأخرج ابن أبى شيبة وأحمد وابن المنذر وابن أبى حاتم والطبرانى والحاكم وصححه والبيهقى فى سننه عن واثلة بن الأسقع قال جاء رسول الله ( ﷺ ) إلي فاطمة ومعه على وحسن وحسين حتى دخل فأدنى عليا وفاطمة وأجلسهما بين يديه وأجلس حسنا وحسينا كل واحد منهما علي فخذه ثم لف عليهم ثوبه وأنا مستدبرهم ثم تلا هذه الآية ) إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت (


الصفحة التالية
Icon