"""""" صفحة رقم ٢٨٤ """"""
الأحزاب :( ٣٧ ) وإذ تقول للذي.....
لما زوج رسول الله ( ﷺ ) زيد بن حارثة بزينب بنت جحش كما مر فى تفسير الآية التى قبل هذه أنزل الله سبحانه ) وإذ تقول للذي أنعم الله عليه وأنعمت عليه ( أى واذكر إذ تقول للذى أنعم الله عليه وهو زيد بن حارثة أنعم الله عليه بالإسلام وأنعم عليه رسول الله ( ﷺ ) بأن أعتقه من الرق وكان من سبي الجاهلية اشتراه رسول الله ( ﷺ ) فى الجاهلية وأعتقه وتبناه وسيأتى فى بيان سبب نزول الآية فى آخر البحث مايوضح المراد منها قال القرطبى وقد اختلف فى تأويل هذه الآية فذهب قتادة وابن زيد وجماعة من المفسرين منهم ابن جرير الطبرى وغيره إلى أن النبى ( ﷺ ) وقع منه استحسان لزينب بنت جحش وهى فى عصمة زيد وكان حريصا على أن يطلقها زيد فيتزوجها هو ثم إن زيدا لما أخبره بأنه يريد فراقها ويشكو منها غلظة قول وعصيان أمر وأذى باللسان وتعظما بالشرف قال له اتق الله فيما تقول عنها وأمسك عليك زوجك وهو يخفى الحرص علي طلاق زيد إياها وهذا الذى كان يخفى فى نفسه ولكنه لزم مايجب من الأمر بالمعروف انتهى ) أمسك عليك زوجك ( يعنى زينب ) واتق الله ( فى أمرها ولاتعجل بطلاقها ) وتخفي في نفسك ما الله مبديه ( وهو نكاحها إن طلقها زيد وقيل حبها ) وتخشى الناس ( أى تستحيهم أو تخاف من تعيبرهم بأن يقولوا أمر مولاه بطلاق امرأته ثم تزوجها ) والله أحق أن تخشاه ( فى كل حال وتخاف منه وتستحييه والواو للحال أى تخفى فى نفسك ذلك الأمر مخافة من الناس ) فلما قضى زيد منها وطرا ( قضاء الوطر فى اللغة بلوغ منتهى ما فى النفس من الشىء يقال وطرا منه إذا بلغ ما أراد من حاجته فيه ومنه قول عمر بن أبى ربيعة أيها الرائح المجد ابتكارا
قد قضى من تهامة الأوطارا
أى فرغ من أعمال الحج وبلغ ما أراد منه والمراد هنا أنه قضى وطره منها بنكاحها والدخول بها بحيث لم يبق فيها حاجة وقيل المراد به الطلاق لأن الرجل إنما يطلق امرأته إذا لم يبق له فيها حاجة وقال المبرد الوطر لشهوة والمحبة وأنشد وكيف ثوائى بالمدينة بعد ما
قضى وطرا منها جميل بن معمر
وقال أبو عبيدة الوطر الأرب والحاجة وأنشد قول الفزارى ودعنا قبل أن نودعه
لما قضى من شبابنا وطرا


الصفحة التالية
Icon