"""""" صفحة رقم ٢٨٧ """"""
سورة الأحزاب ٤١ ٤٨
الأحزاب :( ٤١ ) يا أيها الذين.....
قوله ) يا أيها الذين آمنوا اذكروا الله ذكرا كثيرا ( أمر سبحانه عباده بأن يستكثروا من ذكره بالتهليل والتحميد والتسبيح والتكبير وكل ماهو ذكر لله تعالى قال مجاهد هو أن لاينساه أبدا وقال الكلبى ويقال ذكرا كثيرا بالصلوات الخمس وقال مقاتل هو التسبيح والتحميد والتهليل والتكبير على كل حال
الأحزاب :( ٤٢ ) وسبحوه بكرة وأصيلا
) وسبحوه بكرة وأصيلا ( أى نزهوه هما لايليق به فى وقت البكرة ووقت الأصيل وهما أول النهار وآخره وتخصيصهما بالذكر لمزيد ثواب التسبيح فيهما وخص التسبيح بالذكر بعد دخوله تحت عموم قوله ) اذكروا الله ( تنبيها علي مزيد شرفه وإنافة ثوابه على غيره من الأذكار وقيل المراد بالتسبيح بكرة صلاة الفجر وبالتسبيح أصيلا صلاة المغرب وقال قتادة وابن جرير المراد صلاة الغداة وصلاة العصر وقال الكلبى أما بكرة فصلاة الفجر وأما أصيلا فصلاة الظهر والعصر والمغرب والعشاء قال المبرد والأصيل العشى وجمعه أصائل
الأحزاب :( ٤٣ ) هو الذي يصلي.....
) هو الذي يصلي عليكم وملائكته ( والصلاة من الله على العباد رحمته لهم وبركته عليهم ومن الملائكة الدعاء لهم والاستغفار كما قال ويستغفرون للذين آمنوا قال مقاتل بن سليمان ومقاتل بن حيان المعنى ويأمر ملائكته بالاستغفار لكم والجملة مستأنفة كالتعليل لما قبلها من الأمر بالذكر والتسبيح وقيل الصلاة من الله علي العبد هى إشاعة الذكر الجميل له فى عباده وقيل الثناء عليه وعطف ملائكته علي الضمير المستكن فى يصلى لوقوع الفصل بقوله عليكم فأغنى ذلك عن التأكيد بالضمير المنفصل والمراد بالصلاة هنا معنى مجاى يعم صلاة الله بمعني الرحمة وصلاة الملائكة بمعني الدعاء لئلا يجمع بين حقيقة ومجاز فى كلمة واحدة واللام فى ) ليخرجكم من الظلمات إلى النور ( متعلق بيصلى أى يعتنى بأموركم هو ملائكته ليخرجكم من ظلمات المعاصى إلى نور الطاعات ومن ظلمة الضلالة إلى نور الهدى ومعنى الاية تثبيت المؤمنين علي الهداية ودوامهم عليها لأنهم كانوا وقت الخطاب على الهداية ثم أخبر سبحانه برحمته للمؤمنين تأنيسا لهم وتثبيتا فقال ) وكان بالمؤمنين رحيما ( وفى هذه الجملة تقرير لمضمون ما تقدمها
الأحزاب :( ٤٤ ) تحيتهم يوم يلقونه.....
ثم بين سبحانه أن هذه الرحمة منه لاتخص السامعين وقت الخطاب بل هى عامة لهم ولمن بعدهم وفى الدار الاخرة فقال ) تحيتهم يوم يلقونه سلام ( أى تحية المؤمنين من الله سبحانه يوم لقائهم له عند الموت أو عند البعث أو عند دخول الجنة هى التسليم عليهم منه عز وجل وقيل المراد تحية بعضهم لبعض يوم يلقون ربهم سلام وذلك لأنه كان بالمؤمنين رحيما فلما شملتهم رحمته وأمنوا من عقابه حيا بعضهم بعضا سرورا واستبشارا والمعنى سلامة لنا من عذاب النار قال الزجاج المعنى فيسلمهم الله من الآفات ويبشرهم بالأمن من المخافات يوم يلقونه وقيل الضمير فى يلقونه راجع إلي ملك الموت وهو الذى يحيهم كما ورد أنه لايقبض روح مؤمن إلا سلم عليه وقال مقاتل هو تسليم الملائكة عليهم يوم يلقون الرب كما فى قوله ) والملائكة يدخلون عليهم من كل باب سلام عليكم ( وأعد لهم أجرا


الصفحة التالية
Icon