"""""" صفحة رقم ٢٩٣ """"""
ويضاجعها ويبيت عندها وقد كان القسم واجبا عليه حتى نزلت فارتفع الوجوب وصار الخيار إليه وكان ممن أوى إليه عائشة وحفصة وأم سلمة وزينب وممن أرجأه سودة وجويرية وأم حبيبة وميمونة وصفية فكان ( ﷺ ) يسوى بين آواه فى القسم وكان يقسم لمن أرجأه ما شاء هذا قول جمهور المفسرين فى معنى الاية وهو الذى دلت عليه الأدلة الثابتة فى الصحيح وغيره وقيل هذه الآية فى الواهبات أنفسهن لا فى غيرهن من الزوجات قاله الشعبى وغيره وقيل معنى الآية فى الطلاق أى تطلق من تشاء منهن وتمسك من تشاء وقال الحسن إن المعنى تنكح من شئت من نساء أمتك وتترك نكاح من شئت منهن وقد قيل إن هذه الآية ناسخة لقوله ) لا يحل لك النساء من بعد ( وسيأتى بيان ذلك ) ومن ابتغيت ممن عزلت فلا جناح عليك ( الابتغاء الطلب والعزل الإزالة والمعنى أنه إن أراد أن يؤوى إليه امرأة ممن قد عزلهن من القسمة ويضمها إليه فلا حرج عليه فى ذلك والحاصل أن الله سبحانه فوض الأمر إلى رسوله يصنع فى زوجاته ماشاء من تقديم وتأخير وعزل وإمساك وضم من أرجا وإرجاء من ضم إليه وماشاء فى أمرهن فعل توسعة عليه ونفيا للحرج عنه وأصل الجناح الميل يقال جنحت السفينة إذا مالت والمعنى لاميل عليك بلوم ولا عتب فيما فعلت والإشارة بقوله ) ذلك ( إلى ماتقدم من التفويض إلي مشيئته وهو مبتدأ وخبره ) أن تقر أعينهن ( أى ذلك التفويض الذى فوضناك أقرب إلى رضاهن لأنه حكم الله سبحانه قال قتادة أى ذلك التخيير الذى خيرناك فى صحبتهن أدنى إلى رضاهن إذ كان من عندنا لأنهن إذا علمن أنه من الله قرت أعينهن قرأ الجمهور تقر على البناء للفاعل مسندا إلى أعينهن وقرأ ابن محيصن تقر بضم التاء من أقرر وفاعله ضمير المخاطب ونصب أعينهن على المفعولية وقرئ على البناء للمفعول وقد تقدم بيان معنى قرة العين في سورة مريم و معني ) ولا يحزن ( لايحصل معهن حزن بتأثيرك بعضهن دون بعض ) ويرضين بما آتيتهن كلهن ( أى يرضين جميعا بما أعطيتهن من تقريب وإرجاء وعزل وإيواء قرأ الجمهور كلهن بالرفع تأكيدا لفاعل يرضين وقرأ أبو إياس بالنصب تأكيدا لضمير المفعول فى آتيتهن ) والله يعلم ما في قلوبكم ( من كل ماتضمرونه ومن ذلك ماتضمرونه من أمور النساء ) وكان الله عليما ( بكل شىء لاتخفى عليه خافية ) حليما ( لايعاجل العصاة بالعقوبة
الأحزاب :( ٥٢ ) لا يحل لك.....
) لا يحل لك النساء من بعد ( قرأ الجمهور لايحل بالتحتية للفصل بين الفعل وفاعله المؤنث وقرأ ابن كثير بالفوقية
وقد اختلف أهل العلم فى تفسير هذه الآية على أقوال الأول أنها محكمة وأنه حرم على رسول الله ( ﷺ ) أن يتزوج على نسائه مكافأة لهن بما فعلن من اختيار الله ورسوله والدار الآخرة لما خيرهن رسول الله ( ﷺ ) بأمر الله له بذلك وهذا قول ابن عباس ومجاهد والضحاك وقتادة والحسن وابن سيرين وأبى بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام وابن زيد وابن جرير وقال أبو أمامة ين سهل بن حنيف لما حرم الله عليهن أن يتزوجن من بعده حرم عليه أن يتزوج غيرهن وقال أبي بن كعب وعكرمة وأبو رزين إن المعنى لا يحل لك النساء من بعد الأصناف التى سماها الله قال القرطبى وهو اختيار ابن جرير وقيل لايحل لك اليهوديات ولا النصرانيات لأنهن لايصح أن يتصفن بأنهن أمهات المؤمنين وهذا القول فيه بعد لأنه يكون التقدير لايحل لك النساء من بعد المسلمات ولم يجر للمسلمات ذكر وقيل هذه الآية منسوخة بالسنة وبقوله سبحانه ) ترجي من تشاء منهن وتؤوي إليك من تشاء ( وبهذا قالت عائشة وأم سلمة وعلى بن أبى طالب وعلى بن الحسين وغيرهم وهذا هو الراجح وسيأتى فى آخر البحث مايدل عليه من الأدلة ) ولا أن تبدل بهن من أزواج (


الصفحة التالية
Icon