"""""" صفحة رقم ٢٩٩ """"""
من أنه يكره للمرأة أن تضع خمارها عند عمها أو خالها والأول أن يقال أنه سبحانه اقتصر ههنا علي بعض ما ذكره من المحارم فى سورة النور اكتفاء بما تقدم ) ولا نسائهن ( هذه الإضافة تقتضى أن يكون المراد بالنساء المؤمنات لأن الكافرات غير مأمونات على العورات والنساء كلهن عورة ) ولا ما ملكت أيمانهن ( من العبيد والإماء وقيل الإماء خاصة ومن لم يبلغ من العبيد والخلاف فى ذلك معروف وقد تقدم فى سورة النور مافيه كفاية ثم أمرهن سبحانه بالتقوى التى هى ملاك الأمر كله و المعنى ) واتقين ( الله فى كل الأمور التى من جملتها ماهو مذكور هنا ) إن الله كان على كل شيء شهيدا ( لم يغب عنه شىء من الأشياء كائنا ما كان فهو مجاز للمحسن بإحسانه وللمسىء بإساته
الآثار الواردة في تفسير الآيات وسبب النزول
وقد أخرج البخارى ومسلم عن أنس قال قال عمر بن الخطاب يا رسول الله إن نساءك يدخل عليهن البر والفاجر فلو حجبتهن فأنزل الله آية الحجاب وفى لفظ أنه قال عمر يا رسول الله يدخل عليك البر والفاجر فلو أمرت أمهات المؤمنين بالحجاب فأنزل الله آية الحجاب وأخرج البخارى ومسلم وغيرهما عن أنس قال لما تزوج رسول الله ( ﷺ ) زينب بنت جحش دعا القوم فطعموا ثم جلسوا يتحدثون وإذا هو كأنه يتهيأ للقيام فلم يقوموا فلما رأى ذلك قام فلما قام من قام وقعد ثلاثة نفر فجاء النبى ( ﷺ ) فإذا القوم جلوس ثم إنهم قاموا فانطلقت فجئت فأخبرت النبى ( ﷺ ) أنهم قد انطلقوا فجاء حتى دخل فذهبت أدخل فألقى الحجاب بينى وبينه فأنزل الله ) يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوت النبي ( الآية وأخرج ابن جرير عن عائشة أن أزواج النبى ( ﷺ ) كن يخرجن بالليل إذا تبرزن إلى المناصع وهو صعيد أفيح وكان عمر بن الخطاب يقول لرسول الله ( ﷺ ) احجب نساءك فلم يكن رسول الله ( ﷺ ) يفعل فخرجت سودة بنت زمعة ليلة من الليالى عشاء وكانت امرأة طويلة فناداها عمر بصوته الأعلى قد عرفناك يا سودة حرصا على أن ينزل الحجاب فأنزل الله الحجاب قال ) يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوت النبي ( الآية وأخرج ابن سعد عن أنس قال نزل الحجاب مبتنى رسول الله ( ﷺ ) بزينب بنت جحش وذلك سنة خمس من الهجرة وحجب نساءه من يومئذ وأنا ابن خمس عشرة سنة وكذا أخرج ابن سعد عن صالح بن كيسان وقال نزل الحجاب على نسائه فى ذى القعدة سنة خمس من الهجرة وبه قال قتادة والواقدى وزعم أبو عبيدة وخليفة بن خياط أن ذلك كان فى سنة ثلاث وأخرج ابن أبى حاتم وابن مردويه عن ابن عباس فى قوله ) وما كان لكم أن تؤذوا رسول الله ( قال نزلت فى رجل هم أن يتزوج بعض نساء النبى ( ﷺ ) بعده قال سفيان وذكروا أنها عائشة وأخرج ابن أبى حاتم عن السدى قال بلغنا أن طلحة بن عبيد الله قال أيحجبنا محمد عن بنات عمنا ويتزوج نساءنا من بعدنا لئن حدث به حدث لنتزوجن نساءه من بعده فنزلت هذه الآية وأخرج عبدالرزاق وعبد بن عيد وابن المنذر عن قتادة قال قال طلحة بن عبيدالله لو قبض النبى ( ﷺ ) لتزوجت عائشة فنزلت وأخرج ابن سعد عن أبى بكر بنمحمد بن عمرو بن حزم قال نزلت فى طلحة لأنه قال إذا توفى النبى ( ﷺ ) تزوجت عائشة قال ابن عطية وهذا عندى لايصح على طلحة ابن عبيد الله قال القرطبى قال شيخنا الإمام أبو العباس وقد حكى هذا القول عن بعض فضلاء الصحابة وحاشاهم عن مثله وإنما الكذب فى نقله وإنما يليق مثل هذا القول بالمنافقين الجهال وأخرج البيهقى فى السنن عن ابن عباس قال قال رجل من أصحاب النبى ( ﷺ ) لو قد مات رسول الله ( ﷺ )


الصفحة التالية
Icon