"""""" صفحة رقم ٣٠٠ """"""
عليه وآله وسلم تزوجت عائشة أو أم سلمة فأنزل الله ) وما كان لكم أن تؤذوا رسول الله ( الاية وأخرج ابن جرير عنه أن رجلا أتى بعض أزواج النبى ( ﷺ ) فكلمها وهو ابن عمها فقال النبى ( ﷺ ) لاتقومن هذا المقام بعد يومك هذا فقال يا رسول الله إنها ابنة عمى والله ماقلت لها منكرا ولا قالت لى قال النبى ( ﷺ ) قد عرفت ذلك إنه ليس أحد أغير من الله وإنه ليس أحد أغير منى فمضى ثم قال يمنعنى من كلام ابنة عمى لأتزوجنها من بعده فأنزل الله هذه الآية فأعتق ذلك الرجل رقبة وحمل على عشرة أبعرة فى سبيل الله وحج ماشيا توبة من كلمته وأخرج ابن مردويه عن أسماء بنت عميس قالت خطبنى على فبلغ ذلك فاطمة فأتت رسول الله ( ﷺ ) فقالت إن أسماء متزوجة عليا فقال لها النبى ( ﷺ ) ما كان لها أن تؤذى الله ورسوله وأخرج ابن سعد أبى أمامة بن سهل بن حنيف فى قوله ) إن تبدوا شيئا أو تخفوه ( قال إن تكلموا به فتقولون تتزوج فلانه لبعض أزواج النبى ( ﷺ ) أو تخفوه ذلك فى أنفسكم فلا تنطقوا به يعلمه الله وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس فى قوله ) لا جناح عليهن ( إلى آخر الآية قال أنزلت هذه فى نساء النبى ( ﷺ ) خاصة وقوله ) نساء النبي ( يعنى نساء المسلمات ) ما ملكت أيمانهن ( من المماليك والإماء ورخص لهن أن يروهن بعد ماضرب الحجاب عليهن
سورة الأحزاب ( ٥٦ - ٥٨ )
الأحزاب :( ٥٦ ) إن الله وملائكته.....
قرأ الجمهور ) وملائكته ( بنصب الملائكة عطفا على لفظ إسم ان وقرأ ابن عباس ) وملائكته ( بالرفع عطفا علي محل اسم إن والضمير فى قوله ) يصلون ( وفيه تشريف للملائكة راجع إلى الله وإلى الملائكة عظيم حيث جعل الضمير لهم ولله سبحانه واحدا فلا يرد الاعتراض بما ثبت عنه ( ﷺ ) لما سمع قول الخطيب يقول من يطع الله ورسوله فقد رشد ومن يعضهما فقد غوى فقال بئس خطيب القوم أنت قل ومن يعص الله ورسوله ووجه ذلك أنه ليس لأحد أن يجمع ذكر الله سبحانه مع غيره فى ضمير واحد وهذا الحديث ثابت فى الصحيح وثبت أيضا فى الصحيح أن رسول الله ( ﷺ ) أمر مناديا ينادى يوم خيبر إن الله ورسوله ينهيانكم عن لحوم الحمر الأهلية ولأهل العلم أبحاث فى الجمع بين الحديثين ليس هذا موضع ذكرها والآية مؤيدة للجواز لجعل الضمير فيها لله ولملائكته واحدا والتعليل بالتشريف للملائكة يقال مثله فى رسول ( ﷺ ) ويحمل الذم لذلك الخطيب الجامع بينهما على أنه ( ﷺ ) فهم منه إرادة التسوية بين الله سبحانه وبين رسوله فيختص المنع بمثل ذلك وهذا أحسن ماقيل فى الجمع وقالت طائفة فى هذه حذف والتقدير إن الله يصلى وملائكته يصلون وعلى هذا القول فلا تكن الآية مما جمع فيه بين ذكر الله وذكر غيره فى ضمير واحد ولايرد أيضا ماقيل إن الصلاة من الله الرحمة ومن ملائكته الدعاء


الصفحة التالية
Icon