"""""" صفحة رقم ٣٠٣ """"""
ومعنى اللعنة الطرد والإبعاد من رحمته وجعل ذلك فى الدنيا والآخرة لتشملهم اللعنة فيهما بحيث لايبقى وقت من أوقات محياهم ومماتهم إلا واللعنة واقعة عليهم ومصاحبة لهم ) وأعد لهم ( مع ذلك اللعن ) عذابا مهينا ( يصيرون به فى الإهانة فى الدار الآخرة لما يفيده معنى الإعداد من كونه فى الدار الآخرة
الأحزاب :( ٥٨ ) والذين يؤذون المؤمنين.....
ثم لما فرغ من الذم لمن آذى الله ورسوله ذكر الأذية لصالحى عباده فقال ) والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات ( بوجه من وجوه الأذى من قول أو فعل ومعنى ) بغير ما اكتسبوا ( أنه لم يكن ذلك لسبب فعلوه يوجب عليهم الأذية ويستحقونها به فأما الأذية للمؤمن والمؤمنة بما كسبه مما يوجب عليه حدا أو تعزيرا أو نحوهما فذلك حق أثبته الشرع وأمر أمرنا الله به وندبنا إليه وهكذا إذا وقع من المؤمنين والمؤمنات الابتداء بشتم لمؤمن أو مؤمنة أو ضرب فإن القصاص من الفاعل ليس من الأذية المحرمة على أى وجه كان مالم يجاوز ما شرعه الله ثم أخبر عما لهؤلاء الذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقال ) فقد احتملوا بهتانا وإثما مبينا ( أى ظاهرا واضحا لاشك فى كونه من البهتان والإثم وقد تقدم بيان حقيقة البهتان وحقيقة الإثم
الآثار الواردة في تفسير الآيات وسبب النزول
وقد أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم وابن مردويه عن ابن عباس ) يصلون على النبي ( يبركون وأخرج ابن أبى حاتم وأبو الشيخ في العظمة وابن مردويه عن ابن عباس أن بنى إسرائيل قالوا لموسى هل يصلى ربك فناداه ربه يا موسى سألوك هل يصلى ربك فقل نعم أنا أصلى وملائكتى على أنبيائى ورسلى فأنزل الله على نبيه ) إن الله وملائكته يصلون على النبي ( الآية وأخرج ابن مردويه عنه قال إن صلاة الله على النبي هى المغفرة إن الله لايصلى ولكن يغفر وأما صلاه الناس على النبى فهى الاستغفار له وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس أنه قرأ صلوا عليه كما ( ﷺ ) وا تسليما وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن أبى حاتم وابن مردويه عن كعب بن عجرة قال لما نزلت ) إن الله وملائكته يصلون على النبي ( الآية قلنا يا رسول الله قد علمنا السلام عليك فكيف الصلاة عليك قال قولوا اللهم صلى على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد وأخرجه البخارى ومسلم وغيرها من حديثه بلفظ قال رجل يا رسول الله أما السلام عليك فقد علمناه فكيف الصلاة عليك قال قل اللهم صلى علي محمد وعلى آل محمد كما صليت على آل إبراهيم إنك حميد مجيد اللهم بارك علي محمد وعلي آل محمد كما باركت على آل إبراهيم إنك حميد مجيد وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وأحمد والنسائى من حديث طلحة بن عبيد الله قال قلت يا رسول الله كيف الصلاة عليك قال قل اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وآل إبراهيم إنك حميد مجيد وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وآل إبراهيم إنك حميد مجيد وفى الأحاديث اختلاف ففى بعضها على إبراهيم فقط وفى بعضها على آل إبراهيم فقط وفى بعضها بالجمع بينهما كحديث طلحة هذا وأخرج البخارى ومسلم وغيرهما من حديث أبى حميد الساعدى أنهم قالوا يا رسول الله كيف نصلي عليك فقال رسول الله ( ﷺ ) قولوا اللهم صل على محمد وأزواجه وذريته كما صليت على آل إبراهيم وبارك على محمد وأزواجه وذريته كما باركت على آل إبراهيم إنك حميد مجيد والأحاديث فى هذا الباب كثيرة جدا وفى بعضها التقييد بالصلاة كما فى حديث أبى مسعود عند ابن خزيمة والحاكم وصححه والبيهقى فى سننه أن رجلا قال يا رسول الله أما السلام عليك فقد عرفناه فكيف نصلى عليك إذا نحن صلينا عليك فى صلاتنا الحديث أفصح الشافعى فى مسنده من حديث أبى هريرة مثله وجميع التعليمات الواردة عنه صلى الله وآله وسلم


الصفحة التالية
Icon