"""""" صفحة رقم ٣١٨ """"""
أى لو صح ما يزعمونه من أنهم يعلمون الغيب لعلموا بموته ولم يلبثوا بعد موته مدة طويلة فى العذاب المهين في العمل الذى أمرهم به والطاعة له وهو إذ ذاك ميت قال مقاتل العذاب المهين الشقاء والنصب فى العمل قال الواحدى قا المفسرون كانت الناس فى زمان سليمان يقولون إن الجن تعلم الغيب فلما مكث سليمان قائما على عصاه حولا ميتا والجن تعمل تلك الأعمال الشاقة التى كانت تعمل في حياة سليمان لا يشعرون بموته حتى أكلت الأرضة عصاه فخر ميتا فعلموا بموته وعلم الناس أن الجن لا تعلم الغيب ويجوز أن يكون تبينت الجن من تبين الشىء لا من تبينت الشىء أى ظهر وتجلى وأن وما فى حيزها بدل اشتمال من الجن مع تقدير محذوف أى ظهر أمر الجن للناس أنهم و كانوا يعلمون الغيب ما لبثوا فى العذاب المهين أو ظهر أن الجن لو كانوا يعلمون الغيب الخ قرأ الجمهور تبينت على البناء للفاعل مسندا إلى الجن وقرأ ابن عباس ويعقوب تبينت على البناء للمفعول ومعنى القراءتين يعرف مما قدمنا
الآثار الواردة في تفسير الآيات
وقد أخرج ابن أبى شيبه فى المصنف وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن عباس فى قوله أوبى معه قال سبحى معه وروى مثله عن أبى ميسرة ومجاهد وعكرمة وقتادة وابن زيد وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس فى قوله ) وألنا له الحديد ( قال كالعجين وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم من طرق عنه أيضا فى قوله وقدر فى السرد قال حلق الحديد وأخرج عبد الرزاق والحاكم عنه أيضا وقدر فى السرد قال لا تدق المسامير وتوسع الحلق فتسلس ولا تغلظ المسامير وتضيق الحلق فتقصم واجعله قدرا وأخرج ابن أبى شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم من طرق عنه أيضا فى قوله ) وأسلنا له عين القطر ( قال النحاس وأخرج ابن المنذر عنه أيضا قال القطر النحاس لم يقدر عليها أحد بعد سليمان وإنما يعمل الناس بعده فيما كان أعطى سليمان وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد قال القطر الصفر وأخرج الحكيم الترمذى في نوادر الأصول عن ابن عباس فى قوله وتماثيل قال اتخذ سليمان تماثيل من نحاس فقال يارب انفخ فيها الروح فإنها أقوي على الخدمة فنفخ الله فيها الروح فكانت تخدمه وكان اسفنديار من بقاياهم فقيل لداود وسليمان ) اعملوا آل داود شكرا وقليل من عبادي الشكور ( وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عنه في قوله كالجواب قال كالجوبة من الأرض وقدور راسيات قال أثافيها منها وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عنه أيضا في قوله ) وقليل من عبادي الشكور ( يقول قليل من عبادى الموحدين توحيدهم وأخرج هؤلاء عنه أيضا فى قال لبث سليمان على عصاه حولا بعد ما مات ثم خر على رأس الحول فأخذت الجن عصى مثل عصاه ودابة مثل دابته فأرسلوها عليها فأكلتها فى سنة وكان ابن عباس يقرأ ) فلما خر تبينت الجن ( الآية قال سفيان وفى قراءة ابن مسعود وهم يدأبون له حولا وأخرج البزار وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم والطبراني وابن السنى وابن مردويه عن ابن عباس عن النبي ( ﷺ ) قال كان سليمان إذا صلى رأى شجرة نابتة بين يديه فيقول لها ما اسمك فتقول كذا وكذا فيقول لما أنت فتقول لكذا وكذا فإن كانت لغرس غرست وإن كانت لدواء كتبت وصلى ذات يوم فإذا شجرة نابتة بين يديه فقال لها ما اسمك قالت الخروب قال لأى شىء أنت قالت لخراب هذا البيت فقال سليمان اللهم عم عن الجن موتى حتى يعلم الإنس أن الجن لا يعلمون الغيب فهيأ عصا فتوكأ عليها وقبضه الله وهو متكىء عليها فمكث حولا ميتا والجن تعمل فأكلتها الأرضة فسقطت فعلموا عند ذلك بموته فتبينت الإنس أن الجن ) لو كانوا يعلمون الغيب ما لبثوا في العذاب المهين ( وكان ابن عباس يقرؤها كذلك فشكرت الجن للأرضة


الصفحة التالية
Icon