"""""" صفحة رقم ٣٧٤ """"""
يسرعون وبين النفختين أربعون سنة وعبر عن المستقبل بلفظ الماضى حيث قال ونفخ تنبيها على تحقق وقوعه كما ذكره أهل البيان وجعلوا هذه الآية مثالا له والصور بإسكان الواو هو القرن الذى ينفخ فيه إسرافيل كما وردت بذلك السنة وإطلاق هذا الاسم على القرن معروف فى لغة العرب ومنه قول الشاعر نحن نطحناهم غداة الغورين
نطحا شديدا لا كنطح الصورين
أى القرنين وقد مضى هذا مستوفى فى سورة الأنعام وقال قتادة الصور جمع صورة أى نفخ فى الصور الأرواح والأجداث جمع جدث وهو القبر وقرىء الأجداف بالفاء وهى لغة واللغة الفصيحة بالثاء المثلثة والنسل والنسلان الإسراع فى السير يقال نسل ينسل كضرب يضرب ويقال ينسل بالضم ومنه قول امرىء القيس فسلى ثيابى من ثيابك تنسل
وقول الآخر
عسلان الذيب أمسى قارنا برد الليل عليه فنسل
يس :( ٥٢ ) قالوا يا ويلنا.....
قالوا ) يا ويلنا من بعثنا من مرقدنا ( أى قالوا عند بعثهم من القبور بالنفخة يا ويلنا نادوا ويلهم كأنهم قالوا له احضر فهذا أوان حضورك وهؤلاء القائلون هم الكفار قال ابن الأنبارى الوقف على يا ويلنا وقف حسن ثم يبتدىء الكلام بقوله ) من بعثنا من مرقدنا ( ظنوا لاختلاط عقولهم بما شاهدوا من الهول وما داخلهم من الفزع أنهم كانوا نياما قرأ الجمهور يا ويلنا وقرأ ابن أبى ليلى يا ويلتنا بزيادة التاء وقرأ الجمهور من بعثنا بفتح ميم من على الاستفهام وقرأ ابن عباس والضحاك وأبو نهيك بكسر الميم على أنها حرف جر ورويت هذه القراءة عن على بن أبى طالب وعلى هذه القراءة تكون من متعلقة بالويل وقرأ الجمهور من بعثنا وفى قراءة أبى من أهبنا من هب من نومه إذا انتبه وأنشد ثعلب على هذه القراءة
وعاذلة هبت بليل تلومنى ولم يعتمدنى قبل ذاك عذول
وقيل إنهم يقولون ذلك إذا عاينوا جهنم وقال أبو صالح إذا نفخ النفخة الأولى رفع العذاب عن أهل القبور وهجعوا هجعة إلى النفخة الثانية وجملة ) هذا ما وعد الرحمن وصدق المرسلون ( جواب عليهم من جهة الملائكة أو من جهة المؤمنين وقيل هو من كلام الكفرة يجيب به بعضهم على بعض قال بالأول الفراء وبالثانى مجاهد وقال قتادة هى من قول الله سبحانه وما فى قوله ما وعد الرحمن موصولة وعائدها محذوف والمعنى هذا الذى وعده الرحمن وصدق فيه المرسلون قد حق عليكم ونزل بكم ومفعولا الوعد والصدق محذوفان أى وعدكموه الرحمن وصدقكموه المرسلون والأصل وعدكم به وصدقكم فيه أو وعدناه الرحمن وصدقناه المرسلون على أن هذا من قول المؤمنين أو من قول الكفار
يس :( ٥٣ ) إن كانت إلا.....
) إن كانت إلا صيحة واحدة ( أى ما كانت تلك النفخة المذكورة إلا صيحة واحدة صاحها إسرافيل بنفخة فى الصور ) فإذا هم جميع لدينا محضرون ( أى فإذا هم مجموعون محضرون لدينا بسرعة للحساب والعقاب
يس :( ٥٤ ) فاليوم لا تظلم.....
) فاليوم لا تظلم نفس ( من النفوس شيئا مما تستحقه أي لا ينقص من ثواب عملها شيئا من النقص ولا تظلم فيه بنوع من أنواع الظلم ) ولا تجزون إلا ما كنتم تعملون ( أى إلا جزاء ما كنتم تعملونه فى الدنيا أو إلا بما كنتم تعملونه أى بسببه أو فى مقابلته
الآثار الواردة في تفسير الآيات
وقد أخرج عبد بن حميد وابن أبى حاتم عن أبى مالك فى قوله ) أنا حملنا ذريتهم ( الآية قال فى سفينة نوح حمل فيها من كل زوجين اثنين ) وخلقنا لهم من مثله ما يركبون ( قال السفن التى فى البحر والأنهار التى يركب الناس فيها وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن أبى صالح نحوه وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن


الصفحة التالية
Icon