"""""" صفحة رقم ٣٧٧ """"""
الناصب لقولا أى سلام يقال لهم قولا وقيل خبره من رب العالمين وقيل التقدير سلام عليكم هذا على قراءة الجمهور وقرأ أبى وابن مسعود وعيسى سلاما بالنصب إما على المصدرية أو على الحالية بمعنى خالصا والسلام إما من التحية أو من السلامة وقرأ محمد بن كعب القرظى سلم كأنه قال سلم لهم لا يتنازعون فيه وانتصاب قولا على المصدرية بفعل محذوف على معنى قال الله لهم ذلك قولا أو يقوله لهم قولا أو يقال لهم قولا ) من رب رحيم ( أى من جهته قيل يرسل الله سحابة إليهم بالسلام وقال مقاتل إن الملائكة تدخل على أهل الجنة من كل باب يقولون سلام عليكم يا أهل الجنة من رب رحيم
يس :( ٥٩ ) وامتازوا اليوم أيها.....
) وامتازوا اليوم أيها المجرمون ( هو على إضمار القول مقابل ما قيل للمؤمنين أى ويقال للمجرمين امتازوا أى انعزلوا من مازه غيره يقال مزت الشىء من الشىء إذا عزلته عنه ونحيته قال مقاتل معناه اعتزلوا اليوم يعنى فى الآخرة من الصالحين وقال السدى كونوا على حدة وقال الزجاج انفردوا عن المؤمنين وقال قتادة عزلوا عن كل خير وقال الضحاك يمتاز المجرمون بعضهم من بعض فيمتاز اليهود فرقة والنصارى فرقة والمجوس فرقة والصابئون فرقة وعبدة الأوثان فرقة وقال داود بن الجراح يمتاز المسلمون من المجرمين إلا أصحاب الأهواء فإنهم يكونون مع المجرمين
يس :( ٦٠ ) ألم أعهد إليكم.....
ثم وبخهم الله سبحانه وقرعهم بقوله ) ألم أعهد إليكم يا بني آدم أن لا تعبدوا الشيطان ( وهذا من جملة ما يقال لهم والعهد الوصية أى ألم أوصكم وأبلغكم على ألسن رسلى أن لا تعبدوا الشيطان أى لا تطيعوه قال الزجاج المعنى ألم أتقدم إليكم على لسان الرسل يا بنى آدم وقال مقاتل يعنى الذين أمروا بالاعتزال قال الكسائى لا للنهى وقيل المراد بالعهد هنا الميثاق المأخوذ عليهم حين أخرجوا من ظهر آدم وقيل هو ما نصبه الله لهم من الدلائل العقلية التى فى سمواته وأرضه وجملة ) إنه لكم عدو مبين ( تعليل لما قبلها من النهى عن طاعة الشيطان وقبول وسوسته
يس :( ٦١ ) وأن اعبدوني هذا.....
وجملة ) وأن اعبدوني ( عطف على أن لاتعبدوا وأن فى الموضعين هى المفسرة للعهد الذى فيه معنى القول ويجوز أن تكون مصدرية فيهما أي لم أعهد إليكم بأن لا تعبدوا بأن اعبدونى أو ألم أعهد إليكم فى ترك عبادة الشيطان وفى عبادتى ) هذا صراط مستقيم ( أي عبادة الله وتوحيده أو الإشارة إلى دين الإسلام
يس :( ٦٢ ) ولقد أضل منكم.....
ثم ذكر سبحانه عداوة الشيطان لبنى آدم فقال ) ولقد أضل منكم جبلا كثيرا ( اللام هى الموطئة للقسم والجملة مستأنفة للتقريع والتوبيخ أى والله لقد أضل الخ قرأ نافع وعاصم جبلا بكسر الجيم والباء وتشديد اللام وقرأ أبو عمرو وابن عامر بضم الجيم وسكون الباء وقرأ الباقون بضمتين مع تخفيف اللام وقرأ ابن أبى إسحاق والزهرى وابن هرمز بضمتين مع تشديد اللام وكذلك قرأ الحسن وعيسى بن عمر والنضر بن أنس وقرأ أبو يحيى وحماد بن سلمة والأشهب العقيلى بكسر الجيم وإسكان الباء وتخفيف اللام قال النحاس وأبينها القراءة الأولى والدليل على ذلك أنهم قد قرءوا جميعا والجبلة الأولين بكسر الجيم والباء وتشديد اللام فيكون جبلا جمع جبلة واشتقاق الكل من جبل الله الخلق أى خلقهم ومعنى الآية أن الشيطان قد أغوى خلقا كثيرا كما قال مجاهد وقال قتادة جموعا كثيرة وقال الكلبى أمما كثيرة قال الثعلبى والقراءات كلها بمعنى الخلق وقرىء جيلا بالجيم والياء التحتية قال الضحاك الجيل الواحد عشرة آلاف والكثير ما يحصيه إلا الله عز وجل ورويت هذه القراءة عن على بن أبى طالب والهمزة فى قوله ؟ فلم تكونوا تعقلون ؟ للتقريع والتوبيخ والفاء للعطف على مقدر يقتضيه المقام كما تقدم فى نظائره أى أتشاهدون آثار العقوبات أفلم تكونوا تعقلون أو أفلم تكونوا تعقلون عداوة الشيطان لكم أو أفلم تكونوا تعقلون شيئا أصلا قرأ الجمهور ) أفلم تكونوا تعقلون ( بالخطاب وقرأ طلحة وعيسى بالغيبة
يس :( ٦٣ ) هذه جهنم التي.....
) هذه جهنم التي كنتم توعدون ( أى ويقال لهم عند أن يدنوا من النار هذه جهنم التى كنتم توعدون بها فى الدنيا


الصفحة التالية
Icon