"""""" صفحة رقم ٣٨٨ """"""
الوصب وهو المرض وقيل هو الشديد
الصافات :( ١٠ ) إلا من خطف.....
والاستثناء فى قوله ) إلا من خطف الخطفة ( هو من قوله لا يسمعون أو من قوله ويقذفون وقيل الاستثناء راجع إلى غير الوحى لقوله ) إنهم عن السمع لمعزولون ( بل يخطف الواحد منهم خطفة مما يتفاوض فيه الملائكة ويدور بينهم مما سيكون فى العالم قبل أن يعلمه أهل الأرض والخطف الاختلاس مسارقة وأخذ الشىء بسرعة قرأ الجمهور خطف بفتح الخاء وكسر الطاء مخففة وقرأ قتادة والحسن بكسرهما وتشديد الطاء وهي لغة تميم بن مر وبكر بن وائل وقرأ عيسى بن عمر بفتح الخاء وكسر الطاء مشددة وقرأ ابن عباس بكسرهما مع تخفيف الطاء وقيل إن الاستثناء منقطع ) فأتبعه شهاب ثاقب ( أى لحقه وتبعه شهاب ثاقب نجم مضىء فيحرقه وربما لا يحرقه فيلقى إلى إخوانه ما خطفه وليست الشهب التى يرجم بها هى من الكواكب الثوابت بل من غير الثوابت وأصل الثقوب الإضاءة قال الكسائى ثقبت النار تثقب ثقابة وثقوبا إذا اتقدت وهذه الآية هى كقوله ) إلا من استرق السمع فأتبعه شهاب مبين )
الصافات :( ١١ ) فاستفتهم أهم أشد.....
) فاستفتهم أهم أشد خلقا أم من خلقنا ( أى اسأل الكفار المنكرين للبعث أهم أشد خلقا وأقوى أجساما وأعظم أعضاء أم من خلقنا من السموات والأرض والملائكة قال الزجاج المعنى فاسألهم سؤال تقرير أهم أشد خلقا أى أحكم صنعة أم من خلقا قبلهم من الأمم السالفة يريد أنهم ليسوا بأحكم خلقنا من غيرهم من الأمم وقد أهلكناهم بالتكذيب فما الذى يؤمنهم من العذاب ثم ذكر خلق الإنسان فقال ) إنا خلقناهم من طين لازب ( أى إنا خلقناهم فى ضمن خلق أبيهم آدم من طين لازب أى لاصق يقال لزب يلزب لزوبا إذا لصق وقال قتادة وابن زيد اللازب اللازق وقال عكرمة اللازب اللزج وقال سعيد بن جبير اللازب الجيد الذى يلصق باليد وقال مجاهد هو اللازم والعرب تقول طين لازب ولازم تبدل الباء من الميم واللازم الثابت كما يقال صار الشىء ضربة لازب ومنه قول النابغة لا تحسبون الخير لا شر بعده
ولا تحسبون الشر ضربة لازب
وحكى الفراء عن العرب طين لاتب بمعنى لازم واللاتب الثابت قال الأصمعى واللاتب اللاصق مثل اللازب والمعنى فى الآية أن هؤلاء كيف يستبعدون المعاد وهم مخلقون من هذا الخلق الضعيف ولم ينكره من هو مخلوق خلقا أقوى منهم وأعظم وأكمل وأتم وقيل اللازب هو المنتن قاله مجاهد والضحاك قرأ الجمهور ) أم من خلقنا ( بتشديد الميم وهى أم المتصلة وقرأ الأعمش بالتخفيف وهو استفهام ثان على قراءته قيل وقد قرىء لازم ولاتب ولا أدرى من قرأ بذلك
الصافات :( ١٢ ) بل عجبت ويسخرون
ثم أضرب سبحانه عن الكلام السابق فقال ) بل عجبت ( يا محمد من قدرة الله سبحانه ويسخرون منك بسبب تعجبك أو ويسخرون منك بما تقوله من إثبات المعاد قرأ الجمهور بفتح التاء من عجبت على الخطاب للنبى ( ﷺ ) وقرأ حمزة والكسائى بضمها ورويت هذه القراءة عن على وابن مسعود وابن عباس واختارها أو عبيد والفراء قال الفراء قرأها الناس بنصب التاء ورفعها والرفع أحب إلى لأنها عن على وعبد الله وابن عباس قال والعجب أن أسند إلى الله فليس معناه من الله كمعناه من العباد قال الهروى وقال بعض الأئمة معنى قوله ) بل عجبت ( بل جازيتهم على عجبهم لأن الله أخبر عنهم فى غير موضع بالتعجب من الخلق كما قال ) وعجبوا أن جاءهم منذر منهم ( وقالوا إن هذا لشىء عجاب ) أكان للناس عجبا أن أوحينا إلى رجل منهم ( وقال على بن سليمان معنى القراءتين واحد والتقدير قل يا محمد بل عجبت لأن النبى ( ﷺ ) مخاطب بالقرآن قال النحاس وهذا قول حسن وإضمار القول كثير وقيل إن الإخبار من الله سبحانه عن نفسه بالعجب أنه ظهر من أمره وسخطه على


الصفحة التالية
Icon