"""""" صفحة رقم ٣٩٦ """"""
الصافات :( ٥٠ ) فأقبل بعضهم على.....
قوله ) فأقبل بعضهم على بعض يتساءلون ( معطوف على يطاف أى يسأل هذا ذاك وذاك هذا حال شربهم عن أحوالهم التى كانت فى الدنيا وذلك من تمام نعيم الجنة والتقدير فيقبل بعضهم على بعض وإنما عبر عنه بالماضى للدلالة على تحقق وقوعه
الصافات :( ٥١ ) قال قائل منهم.....
) قال قائل منهم ( أي قال قائل من أهل الجنة فى حال إقبال بعضهم على بعض بالحديث وسؤال بعضهم لبعض ) إني كان لي قرين ( أى صاحب ملازم لى فى الدنيا كافر بالبعث منكر له
الصافات :( ٥٢ ) يقول أئنك لمن.....
كما يدل عليه قوله ) أئنك لمن المصدقين ( يعنى بالبعث والجزاء وهذا الاستفهام من القرين لتوبيخ ذلك المؤمن وتبكيته بإيمانه وتصديقه بما وعد الله به من البعث وكان هذا القول منه فى الدنيا
الصافات :( ٥٣ ) أئذا متنا وكنا.....
ثم ذكر ما يدل على الاستبعاد للبعث عنده وفى زعمه فقال ) أئذا متنا وكنا ترابا وعظاما أئنا لمدينون ( أى مجزيون بأعمالنا ومحاسبون بها بعد أن صرنا ترابا وعظاما وقيل معنى مدينون مسوسون يقال دانه إذا ساسه قال سعيد بن جبير قرينه شريكه وقيل أراد بالقرين الشيطان الذى يقارنه وأنه كان يوسوس إليه بإنكار البعث وقد مضى ذكر قصتهما فى سورة الكهف والاختلاف فى اسميهما قرأ الجمهور لمن المصدقين بتخفيف الصاد من التصديق أى لمن المصدقين بالبعث وقرىء بتشديدها ولا أدرى من قرأ بها ومعناها بعيد لأنها من التصدق لا من التصديق ويمكن تأويلها بأنه أنكر عليه التصدق بماله لطلب الثواب وعلل ذلك باستبعاد البعث
وقد اختلف القراء فى هذه الاستفهامات الثلاثة فقرأ نافع الأولى والثانية بالاستفهام بهمزة والثالثة بكسر الألف من غير استفهام ووافقه الكسائي إلا أنه يستفهم الثالثة بهمزتين وابن عامر الأوني والثالثة بهمزتين والثانية بكسر الألف من غير استفهام والباقون بالاستفهام فى جميعها ثم اختلفوا فابن كثير يستفهم بهمزة واحدة غير مطولة وبعده ساكنه خفيفة وأبو عمرو مطولة وعاصم وحمزة بهمزتين
الصافات :( ٥٤ ) قال هل أنتم.....
) قال هل أنتم مطلعون ( القائل هو المؤمن الذى فى الجنة بعد ما حكى لجلسائه فيها ما قاله له قرينه فى الدنيا أى هل أنتم مطلعون إلى أهل النار لأريكم ذلك القرين الذى قال لى تلك المقالة كيف منزلته فى النار قال ابن الأعرابى والاستفهام هو بمعنى الأمر أي اطلعوا وقيل القائل هو الله سبحانه وقيل الملائكة والأول أولى
الصافات :( ٥٥ ) فاطلع فرآه في.....
) فاطلع فرآه في سواء الجحيم ( أى فاطلع على النار ذلك المؤمن الذى صار يحدث أصحابه فى الجنة بما قال له قرينه فى الدنيا فرأى قرينه فى وسط الجحيم قال الزجاج سواء كل شىء وسطه قرأ الجمهور مطلعون بتشديد الطاء مفتوحة وبفتح النون فاطلع ماضيا مبنيا للفاعل من الطلوع وقرأ ابن عباس ورويت هذه القراءة عن أبى عمرو مطلعون بسكون الطاء وفتح النون فأطلع بقطع الهمزة مضمومة وكسر اللام ماضيا مبنيا للمفعول قال النحاس فأطلع فيه قولان على هذه القراءة أحدهما أن يكون فعلا مستقبلا أى فأطلع أنا ويكون منصوبا على أنه جواب الاستفهام والقول الثانى أن يكون فعلا ماضيا وقرأ حماد بن أبى عمار مطلعون بتخفيف الطاء وكسر النون فاطلع مبنيا للمفعول وأنكر


الصفحة التالية
Icon