"""""" صفحة رقم ٣٩٧ """"""
هذه القراءة أبو حاتم وغيره قال النحاس هى لحن لأنه لا يجوز الجمع بين النون والإضافة ولو كان مضافا لقال هل أنتم مطلعى وإن كان سيبويه والفراء قد حكيا مثله وأنشدا هم القائلون الخير والآمرونه
إذا ما خشوا من محدث الدهر معظما
ولكنه شاذ خارج عن كلام العرب
الصافات :( ٥٦ ) قال تالله إن.....
) قال تالله إن كدت لتردين ( أى قال ذلك الذى من أهل الجنة لما اطلع على قرينه ورآه فى النار تالله إن كدت لتردين أى لتهلكنى بالإغواء قال الكسائى لتردين لتهلكنى والردى الهلاك قال المبرد لو قيل لتردين لتوقعنى فى النار لكان جائزا قال مقاتل المعنى والله لقد كدت أن تغوينى فأنزل منزلتك والمعنى متقارب فمن أغوى إنسانا فقد أهلكه
الصافات :( ٥٧ ) ولولا نعمة ربي.....
) ولولا نعمة ربي لكنت من المحضرين ( أى لولا رحمة ربى وإنعامه على بالإسلام وهدايتى إلى الحق وعصمتى عن الضلال لكنت من المحضرين معك فى النار قال الفراء أى لكنت معك فى النار محضرا قال الماوردى وأحضر لا يستعمل إلا في الشر
الصافات :( ٥٨ ) أفما نحن بميتين
ولما تمم كلامه مع ذلك القرين الذى هو فى النار عاد إلى مخاطبة جلسائه من أهل الجنة فقال ) أفما نحن بميتين ( والهمزة للاستفهام التقريرى وفيها معنى التعجيب والفاء للعطف على محذوف كما فى نظائره أى نحن مخلدون منعمون فما نحن بميتين
الصافات :( ٥٩ ) إلا موتتنا الأولى.....
) إلا موتتنا الأولى ( التى كانت فى الدنيا وقوله هذا كان على طريقة الابتهاج والسرور بما أنعم الله عليهم من نعيم الجنة الذى لا ينقطع وأنهم مخلدون لا يموتون أبدا وقوله ) وما نحن بمعذبين ( هو من تمام كلامه أى وما نحن بمعذبين كما يعذب الكفار
الصافات :( ٦٠ ) إن هذا لهو.....
ثم قال مشيرا إلى ما هم فيه من النعيم ) إن هذا لهو الفوز العظيم ( أى أن هذا الأمر العظيم والنعيم المقيم والخلود الدائم الذى نحن فيه لهو الفوز العظيم الذى لا يقادر قدره ولا يمكن الإحاطة بوصفه
الصافات :( ٦١ ) لمثل هذا فليعمل.....
وقوله ) لمثل هذا فليعمل العاملون ( من تمام كلامه أى لمثل هذا العطاء والفضل العظيم فليعمل العاملون فإن هذه هى التجارة الرابحة لا العمل للدنيا الزائلة فإنها صفقة خاسرة نعيمها منقطع وخيرها زائل وصاحبها عن قريب منها راحل وقيل إن هذا من قول الله سبحانه وقيل من قول الملائكة والأول أولى قرأ الجمهور بميتين وقرأ زيد بن على بمايتين وانتصاب إلا موتتنا على المصدرية والاستثناء مفرغ ويجوز أن يكون الاستثناء منقطعا أى لكن الموتة الأولى التى كانت فى الدنيا
الصافات :( ٦٢ ) أذلك خير نزلا.....
) أذلك خير نزلا أم شجرة الزقوم ( الإشارة بقوله ذلك إلى ما ذكره من نعيم الجنة وهو مبتدأ وخبره خير ونزلا تمييز والنزل فى اللغة الرزق الذى يصلح أن ينزلوا معه ويقيموا فيه والخيرية بالنسبة إلى ما اختاره الكفار على غيره قال الزجاج المعنى أذلك خير فى باب الإنزال التى يبقون بها نزلا أم نزل أهل النار وهو قوله ) أم شجرة الزقوم ( وهو ما يكره تناوله قال الواحدى وهو شىء مر كريه يكره أهل النار على تناوله فهم يتزقمونه وهى على هذا مشتقة من التزقم وهو البلع على جهد لكراهتها ونتنها واختلف فيها هل هى من شجر الدنيا التى يعرفها العرب أم لا على قولين أحدهما أنها معروفة من شجر الدنيا فقال قطرب إنها شجرة مرة تكون بتهامة من أخبث الشجر وقال غيره بل هو كل نبات قاتل القول الثانى أنها غير معروفة فى شجر الدنيا قال قتادة لما ذكر الله هذه الشجرة افتتن بها الظلمة فقالوا كيف تكون فى النار شجرة
الصافات :( ٦٣ ) إنا جعلناها فتنة.....
فأنزل الله تعالى ) إنا جعلناها فتنة للظالمين ( قال الزجاج حين افتتنوا بها وكذبوا بوجودها وقيل معنى جعلها فتنة لهم أنها محنة لهم لكونهم يعذبون بها والمراد بالظالمين هنا الكفار أو أهل المعاصى الموجبة للنار
الصافات :( ٦٤ ) إنها شجرة تخرج.....
ثم بين سبحانه أوصاف هذه الشجرة ردا على منكريها فقال ) إنها شجرة تخرج في أصل الجحيم ( أى فى قعرها قال الحسن أصلها فى قعر جهنم وأغصانها ترفع إلى دركاتها
الصافات :( ٦٥ ) طلعها كأنه رؤوس.....
ثم قال ) طلعها كأنه رؤوس الشياطين ( أى ثمرها وما تحمله كأنه فى تناهى قبحه وشناعة منظره رءوس الشياطين فشبه المحسوس بالمتخيل وإن كان غير مرئى للدلالة على أنه غاية فى القبح كما