"""""" صفحة رقم ٤٠١ """"""
كما قيل
الصافات :( ٨٠ ) إنا كذلك نجزي.....
) إنا كذلك نجزي المحسنين ( هذه الجملة تعليل لما قبلها من التكرمة لنوح بإجابة دعائه وبقاء الثناء من لله عليه وبقاء ذريته أى إنا كذلك نجزى من كان محسنا فى أقواله وأفعاله راسخا فى الاحسان معروفا به والكاف فى كذلك نعت مصدر محذوف أى جزاء كذلك الجزاء
الصافات :( ٨١ ) إنه من عبادنا.....
) إنه من عبادنا المؤمنين ( هذا بيان لكونه من المحسنين وتعليل له بأنه كان عبدا مؤمنا مخلصا لله
الصافات :( ٨٢ ) ثم أغرقنا الآخرين
) ثم أغرقنا الآخرين ( أى الكفرة الذين لم يؤمنوا بالله ولا صدقوا نوحا
الصافات :( ٨٣ ) وإن من شيعته.....
ثم ذكر سبحانه قصة إبراهيم وبين أنه ممن شايع نوحا فقال ) وإن من شيعته لإبراهيم ( أى من أهل دينه وممن شايعه ووافقه على الدعاء إلى الله وإلى توحيده والإيمان به قال مجاهد أى على منهاجه وسنته قال الأصمعى الشيعة الأعوان وهو مأخوذ من الشياع وهو الحطب الصغار الذى يوقد مع الكبار حتى يستوقد وقال الفراء المعنى وإن من شيعة محمد لإبراهيم فالهاء فى شيعته على هذا لمحمد ( ﷺ ) وكذا قال الكلبى ولا يخفى ما فى هذا من الضعف والمخالفة للسياق
الصافات :( ٨٤ ) إذ جاء ربه.....
والظرف فى قوله ) إذ جاء ربه بقلب سليم ( منصوب بفعل محذوف أي اذكر وقيل بما فى الشيعة من معنى المتابعة قال أبو حيان لا يجوز لأن فيه الفصل بين العامل والمعمول بأجنبى وهو إبراهيم والأولى أن يقال إن لام الابتداء تمنع ما بعدها من العمل فيما قبلها والقلب السليم المخلص من الشرك والشك وقيل هو الناصح لله في خلقه وقيل الذى يعلم أن الله حق وأن الساعة قائمة وأن الله يبعث من فى القبور ومعنى مجيئه إلى ربه يحتمل وجهين أحدهما عند دعائه إلى توحيده وطاعته الثانى عند إلقائه فى النار
الصافات :( ٨٥ ) إذ قال لأبيه.....
وقوله ) إذ قال لأبيه وقومه ماذا تعبدون ( بدل من الجملة الأولى أو ظرف لسليم أو ظرف لجاء والمعنى وقت قال لأبيه آزر وقومه من الكفار أى شىء تعبدون
الصافات :( ٨٦ ) أئفكا آلهة دون.....
) أئفكا آلهة دون الله تريدون ( انتصاب إفكا على أنه مفعول لأجله وانتصاب آلهة على أنه مفعول تريدون والتقدير أتريدون آلهة من دون الله للإفك ودون ظرف لتريدون وتقديم هذه المعمولات للفعل عليه للاهتمام وقيل انتصاب إفكا على أنه مفعول به لتريدون وآلهة بدل منه جعلها نفس الإفك مبالغة وهذا أولى من الوجه الأول وقيل انتصابه على الحال من فاعل تريدون أى أتريدون آلهة آفكين أو ذوى إفك قال المبرد الإفك أسوأ الكذب وهو الذى لا يثبت ويضطرب ومنه ائتفكت بهم الأرض
الصافات :( ٨٧ ) فما ظنكم برب.....
) فما ظنكم برب العالمين ( أي ما ظنكم به إذا لقيتموه وقد عبدتم غيره وما ترونه يصنع بكم وهو تحذير مثل قوله ) ما غرك بربك الكريم ( وقيل المعنى أى شىء توهمتموه بالله حتى أشركتم به غيره
الصافات :( ٨٨ - ٨٩ ) فنظر نظرة في.....
) فنظر نظرة في النجوم فقال إني سقيم ( ) قال الواحدى قال المفسرون كانوا يتعاطون علم النجوم فعاملهم بذلك لئلا ينكروا عليه وذلك أنه أراد أن يكايدهم فى أصنامهم لتلزمهم الحجة فى أنها غير معبودة وكان لهم من الغد يوم عيد يخرجون إليه وأراد أن يتخلف عنهم فاعتل بالسقم وذلك أنهم كلفوه أن يخرج معهم إلى عيدهم فنظر إلى النجوم يريهم أنه مستدل بها على حاله فلما نظر إليها قال إنى سقيم أي سأسقم وقال الحسن إنهم لما كلفوه أن يخرج معهم تفكر فيما يعمل فالمعنى على هذا أنه نظر فيما نجم له من الرأى أي فيما طلع له منه فعلم أن كل شىء يسقم ) فقال إني سقيم ( قال الخليل والمبرد يقال للرجل إذا فكر فى الشىء يدبره نظر فى النجوم وقيل كانت الساعة التى دعوه إلى الخروج معهم فيها ساعة تعتاده فيها الحمى وقال الضحاك معنى إنى سقيم سأسقم سقم الموت لأن من كتب عليه الموت يسقم فى الغالب ثم يموت وهذا تورية وتعريض كما قال للملك لما سأله عن ساره هى أختى يعنى أخوة الدين وقال سعيد بن جبير أشار لهم إلى مرض يسقم ويعدى وهو الطاعون وكانوا يهربون من ذلك
الصافات :( ٩٠ ) فتولوا عنه مدبرين
ولهذا قال ) فتولوا عنه مدبرين ( أى تركوه وذهبوا مخافة العدوى
الصافات :( ٩١ ) فراغ إلى آلهتهم.....
) فراغ إلى آلهتهم ( يقال راغ يروغ روغا وروغانا إذا مال ومنه طريق رائغ أى مائل منه قول الشاعر فيريك من طرف اللسان حلاوة
ويروغ عنك كما يروغ الثعلب


الصفحة التالية
Icon