"""""" صفحة رقم ٤٠٢ """"""
وقال السدى ذهب إليهم وقال أبو مالك جاء إليهم وقال الكلبى أقبل عليهم والمعنى متقارب ) فقال ألا تأكلون ( أي فقال إبراهيم للأصنام التى راغ إليها استهزاء وسخرية ألا تأكلون من الطعام الذى كانوا يصنعونه لها وخاطبها كما يخاطب من يعقل لأنهم أنزلوها بتلك المنزلة
الصافات :( ٩١ ) فراغ إلى آلهتهم.....
وكذا قوله ) ما لكم لا تنطقون ( فإنه خاطبهم خطاب من يعقل والاستفهام للتهكم بهم لأنه قد علم أنها جمادات لا تنطق قيل إنهم تركوا عند أصنامهم طعامهم للتبرك بها وليأكلوه إذا رجعوا من عيدهم وقيل تركوه للسدنة وقيل إن إبراهيم هو الذى قرب إليها الطعام مستهزئا بها
الصافات :( ٩٣ ) فراغ عليهم ضربا.....
) فراغ عليهم ضربا باليمين ( أى فمال عليهم يضربهم ضربا باليمين فانتصابه على أنه مصدر مؤكد لفعل محذوف أو هو مصدر لراغ لأنهم بمعنى ضرب قال الواحدى قال المفسرون يعنى بيده اليمنى يضربهم بها وقال السدى بالقوة والقدرة لأن اليمين أقوى اليدين قال الفراء وثعلب ضربا بالقوة واليمين القوة وقال الضحاك والربيع بن أنس المراد باليمين اليمين التى حلفها حين قال ) وتالله لأكيدن أصنامكم ( وقيل المراد باليمين هنا العدل كما فى قوله ) ولو تقول علينا بعض الأقاويل لأخذنا منه باليمين ( أى بالعدل واليمين كناية عن العدل كما أن الشمال كناية عن الجور وأول هذه الأقوال أولا ها
الصافات :( ٩٤ ) فأقبلوا إليه يزفون
) فأقبلوا إليه يزفون ( أى أقبل إليه عبدة تلك الأصنام يسرعون لما علموا بما صنعه بها ويزفون فى محل نصب على الحال من فاعل أقبلوا قرأ الجمهور يزفون بفتح الياء من زف الظليم يزف إذا عدا بسرعة وقرأ حمزة بضم الياء من أزف يزف أي دخل فى الزفيف أو يحملون غيرهم على الزفيف قال الأصمعى أزففت الإبل أى حملتها على أن تزف وقيل هما لغتان يقال زف القوم وأزفوا وزفت العروس وأزففتها حكى ذلك عن الخليل قال النحاس زعم أبو حاتم أنه لا يعرف هذه اللغة يعنى يزفون بضم الياء وقد عرفها جماعة من العلماء منهم الفراء وشببها بقولهم أطردت الرحل أي صيرته إلى ذلك وقال المبرد الزفيف الإسراع وقال الزجاج الزفيف أول عدو النعام وقال قتادة والسدى معنى يزفون يمشون وقال الضحاك يسعون وقال يحيى بن سلام يرعدون غضبا وقال مجاهد يختالون أى يمشون مشى الخيلاء وقيل يتسللون تسللا بين المشى والعدو والأولى تفسير يزفون بيسرعون وقرىء يزفون على البناء للمفعول وقرىء يزفون كيرمون وحكى الثعلبى عن الحسن ومجاهد وابن السميفع أنهم قرءوا يرفون بالراء المهملة وهى ركض بين المشى والعدو
الصافات :( ٩٥ ) قال أتعبدون ما.....
) قال أتعبدون ما تنحتون ( لما أنكروا على إبراهيم ما فعله بالأصنام ذكر لهم الدليل الدال على فساد عبادتها فقال مبكتا لهم ومنكرا عليهم ) أتعبدون ما تنحتون ( أى أتعبدون أصناما أنتم تنحتونها والنحت النجر والبرى نحته ينحته بالكسر نحتا أى براه والنحاتة البراية
الصافات :( ٩٦ ) والله خلقكم وما.....
وجملة ) والله خلقكم وما تعملون ( فى محل نصب على الحال من فاعل تعبدون و ما فى وما تعملون موصولة أى وخلق الذى تصنعونه عى العموم ويدخل فيها الأصنام التى ينحتونها دخولا أوليا ويكون معنى العمل هنا التصوير والنحت ونحوهما ويجوز أن تكون مصدرية أي خلقكم وخلق عملكم ويجوز أن تكون استفهامية ومعنى الاستفهام التوبيخ والتقريع أى وأى شىء تعملون ويجوز أن تكون نافية أى إن العمل فى الحقيقة ليس لكم فأنتم لا تعملون شيئا وقد طول صاحب الكشاف الكلام فى رد قول من قال إنها مصدرية ولكن بما لا طائل تحته وجعلها موصولة أولى بالمقام وأوفق بسياق الكلام
الصافات :( ٩٧ ) قالوا ابنوا له.....
وجملة ) قالوا ابنوا له بنيانا فألقوه في الجحيم ( مستأنفة جواب سؤال مقدر كالجملة التى قبلها قالوا هذه المقالة لما عجزوا عن جواب ما أورده عليهم من الحجة الواضحة فتشاوروا فيما بينهم أن يبنوا له حائطا من حجارة ويملؤوه حطبا ويضرموه ثم يلقوه فيه والجحيم النار الشديدة الاتقاد قال الزجاج وكل نار بعضها فوق بعض فهى جحيم واللام فى الجحيم عوض عن المضاف إليه أى فى جحيم ذلك البنيان
الصافات :( ٩٨ ) فأرادوا به كيدا.....
ثم لما ألقوه فيها نجاه الله منها وجعلها عليه بردا وسلاما وهو معنى قوله ) فأرادوا به كيدا فجعلناهم الأسفلين (


الصفحة التالية
Icon