"""""" صفحة رقم ٤١١ """"""
وقال الفراء المكان الخالى وروى عن أبى عبيدة أيضا أنه قال هو وجه الأرض وأنشد لرجل من خزاعة ورفعت رجلا لا أخاف عثارها
ونبذت بالبلد العراء ثيابى
والمعنى أن الله طرحه من بطن الحوت فى الصحراء الواسعة التى لا نبات فيها وهو عند إلقائه سقيم لما ناله فى بطن الحوت من الضرر قيل صار بدنه كبدن الطفل حين يولد
وقد استشكل بعض المفسرين الجمع بين ما وقع هنا من قوله ) فنبذناه بالعراء ( وقوله فى موضع آخر ) لولا أن تداركه نعمة من ربه لنبذ بالعراء وهو مذموم ( فإن هذه الآية تدل على أنه لم ينبذ بالعراء وأجاب النحاس وغيره بأن الله سبحانه أخبرها هنا أنه نبذ بالعراء وهو غير مذموم ولولا رحمته عز وجل لنبذ بالعراء وهو مذموم
الصافات :( ١٤٦ ) وأنبتنا عليه شجرة.....
) وأنبتنا عليه شجرة من يقطين ( أى شجرة فوقه تظلل عليه وقيل معنى عليه عنده وقيل معنى عليه له واليقطين هى شجرة الدباء وقال المبرد اليقطين يقال لكل شجرة ليس لها ساق بل تمتد على وجه الأرض نحو الدباء والبطيخ والحنظل فإن كان لها ساق يقلها فيقال لها شجرة فقط وهذا قول الحسن ومقاتل وغيرهما وقال سعيد بن جبير هو كل شىء ينبت ثم يموت من عامه قال الجوهرى اليقطين مالا ساق له من شجر كشجر القرع ونحوه قال الزجاج اشتقاق اليقطين من قطن بالمكان أى أقام به فهو يفعيل وقيل هو اسم أعجمى قال المفسرون كان يستظل بظلها من الشمس وقيض الله له أروية من الوحش تروح عليه بكرة وعشية فكان يشرب من لبنها حتى اشتد لحمه ونبت شعره
الصافات :( ١٤٧ ) وأرسلناه إلى مائة.....
ثم أرسله الله بعد ذلك وهو معنى قوله ) وأرسلناه إلى مائة ألف أو يزيدون ( هم قومه الذين هرب منهم إلى البحر وجرى له ما جرى بعد هربه كما قصه الله علينا فى هذه السورة وهم أهل نينوى قال قتادة أرسل إلى أهل نينوى من أرض الموصل وقد مر الكلام على قصته فى سورة يونس مستوفى واو فى أو يزيدون قيل هى بمعنى الواو والمعنى ويزيدون وقال الفراء أو ها هنا بمعنى بل وهو قول مقاتل والكلبى وقال المبرد والزجاج والأخفش أو هنا على أصله والمعنى أو يزيدون فى تقديركم إذا رآهم الرائى قال هؤلاء مائة ألف أو يزيدون فالشك إنما دخل على حكاية قول المخلوقين قال مقاتل والكلبى كانوا يزيدون عشرين ألفا وقال الحسن بضعا وثلاثين ألفا وقال سعيد بن جبير سبعين ألفا وقرأ جعفر ابن محمد ويزيدون بدون ألف الشك
وقد وقع الخلاف بين المفسرين هل هذا الإرسال المذكور هو الذى كان قبل التقام الحوت له وتكون الواو فى وأرسلناه لمجرد الجمع بين ما وقع له مع الحوت وبين إرساله إلى قومه من غير اعتبار تقديم ما تقدم في السياق وتأخير ما تأخر أو هو إرسال له بعد ما وقع له مع الحوت ما وقع على قولين وقد قدمنا الإشارة إلى الاختلاف بين أهل العلم هل كان قد أرسل قبل أن يهرب من قومه إلى البحر أو لم يرسل إلا بعد ذلك والراجح أنه كان رسولا قبل أن يذهب إلى البحر كما يدل عليه ما قدمنا فى سورة يونس وبقى مستمرا على الرسالة وهذا الإرسال المذكور هنا هو بعد تقدم نبوته ورسالته
الصافات :( ١٤٨ ) فآمنوا فمتعناهم إلى.....
) فآمنوا فمتعناهم إلى حين ( أي وقع منهم الإيمان بعد ما شاهدوا أعلام نبوته فمتعهم الله فى الدنيا إلى حين انقضاء آجالهم ومنتهى أعمارهم
الآثار الواردة في تفسير الآيات
وقد أخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم وابن عساكر عن ابن مسعود قال إلياس هو إدريس وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة مثله وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس قال قال ( ﷺ ) الخضر هو إلياس وأخرج الحاكم وصححه والبيهقى فى الدلائل وضعفه عن أنس قال كنا مع رسول الله صلى اله عليه وآله وسلم فى سفر فنزل منزلا فإذا رجل فى الوادى يقول اللهم اجعلنى من