"""""" صفحة رقم ٤١٣ """"""
سورة الصافات ( ١٤٩ ١٨٢ )
الصافات :( ١٤٩ ) فاستفتهم ألربك البنات.....
لما كانت قريش وقبائل من العرب يزعمون أن الملائكة بنات الله أمر الله سبحانه رسوله ( ﷺ ) باستفتائهم على طريقة التقريع والتوبيخ فقال ) فاستفتهم ( يا محمد أى استخبرهم ) ألربك البنات ولهم البنون ( أى كيف يجعلون لله على تقدير صدق ما زعموه من الكذب أدنى الجنسين وأوضعهما وهو الإناث ولهم أعلاهما وأرفعهما وهم الذكور وهل هذا إلا حيف فى القسمة لضعف عقولهم وسوء إدراكهم ومثله قوله ) ألكم الذكر وله الأنثى تلك إذا قسمة ضيزى )
الصافات :( ١٥٠ ) أم خلقنا الملائكة.....
ثم زاد فى توبيخهم وتقريعهم فقال ) أم خلقنا الملائكة إناثا وهم شاهدون ( فأضرب عن الكلام الأول إلى ما هو أشد منه فى التبكيت والتهكم بهم أى كيف جعلوهم إناثا وهم لم يحضروا عند خلقنا لهم وهذا كقوله ) وجعلوا الملائكة الذين هم عباد الرحمن إناثا أشهدوا خلقهم ( فبين سبحانه أن مثل ذلك لا يعلم إلا بالمشاهدة ولم يشهدوا ولا دل دليل على قولهم من السمع ولا هو مما يدرك بالعقل حتى ينسبوا إدراكه إلى عقولهم
الصافات :( ١٥١ - ١٥٢ ) ألا إنهم من.....
ثم أخبر سبحانه عن كذبهم فقال ) ألا إنهم من إفكهم ليقولون ولد الله وإنهم لكاذبون ( فبين سبحانه أن قولهم هذا هو من الإفك والافتراء من دون دليل ولا شبهة دليل فإنه لم يلد ولم يولد قرأ الجمهور ولد الله فعلا ماضيا مسندا إلى الله وقرىء بإضافة ولد إلى الله على أنه خبر مبتدأ محذوف أى يقولون الملائكة ولد الله والولد بمعنى مفعول يستوى فيه المفرد والمثنى والمجموع والمذكر والمؤنث
الصافات :( ١٥٣ ) أصطفى البنات على.....
ثم كرر سبحانه تقريعهم وتوبيخهم فقال ) أصطفى البنات على البنين ( قرأ الجمهور بفتح الهمزة على أنها للاستفهام الإنكارى وقد حذف معها همزة الوصل استغناء به عنها وقرأ نافع فى رواية عنه وأبو جعفر وشيبة والأعمش بهمزة وصل تثبت ابتداء وتسقط درجا