"""""" صفحة رقم ٤١٤ """"""
ويكون الاستفهام منويا قاله الفراء وحذف حرفه للعلم به من المقام أو على أن اصطفى وما بعده بدل من الجملة المحكية بالقول وعلى تقدير عدم الاستفهام والبدل فقد حكى جماعة من المحققين منهم الفراء أن التوبيخ يكون باستفهام وبغير استفهام كما فى قوله ) أذهبتم طيباتكم في حياتكم الدنيا ( وقيل هو على إضمار القول
الصافات :( ١٥٤ ) ما لكم كيف.....
) ما لكم كيف تحكمون ( جملتان استفهاميتان ليس لأحدهما تعلق بالأخرى من حيث الإعراب استفهمهم أولا عما استقر لهم وثبت استفهام بإنكار وثانيا استفهام تعجب من هذا الحكم الذى حكموا به والمعنى أى شىء ثبت لكم كيف تحكمون لله بالبنات وهم القسم الذى تكرهونه ولكم بالبنين وهم القسم الذى تحبونه
الصافات :( ١٥٥ ) أفلا تذكرون
) أفلا تذكرون ( أى تتذكرون فحذفت إحدى التاءين والمعنى ألا تعتبرون وتتفكرون فتتذكرون بطلان قولكم
الصافات :( ١٥٦ ) أم لكم سلطان.....
) أم لكم سلطان مبين ( أى حجة واضحة ظاهرة على هذا الذى تقولونه وهو إضراب عن توبيخ إلى توبيخ وانتقال من تقريع إلى تقريع
الصافات :( ١٥٧ ) فأتوا بكتابكم إن.....
) فأتوا بكتابكم إن كنتم صادقين ( أى فأتوا بحجتكم الواضحة على هذا إن كنتم صادقين فيما تقولونه أو فأتوا
الصافات :( ١٥٨ ) وجعلوا بينه وبين.....
بالكتاب الذى ينطق لكم بالحجة ويشتمل عليها ) وجعلوا بينه وبين الجنة نسبا ( قال أكثر المفسرين إن المراد بالجنة هنا الملائكة قيل لهم جنة لأنهم لا يرون وقال مجاهد هم بطن من بطون الملائكة يقال لهم الجنة وقال أبو مالك إنما قيل لهم الجنة لأنهم خزان على الجنان والنسب الصهر قال قتادة والكلبى قالوا لعنهم الله إن الله صاهر الجن فكانت الملائكة من أولادهم قالا والقائل بهذه المقالة اليهود وقال مجاهد والسدى ومقاتل إن القائل بذلك كنانة وخزاعة قالوا إن الله خطب إلى سادات الجن فزوجوه من سروات بناتهم فالملائكة بنات الله من سروات بنات الجن وقال الحسن أشركوا الشيطان فى عبادة الله فهو النسب الذى جعلوه
الصافات :( ١٥٩ ) سبحان الله عما.....
ثم رد الله سبحانه عليهم بقوله ) ولقد علمت الجنة إنهم لمحضرون ( أى علموا أن هؤلاء الكفار الذين قالوا هذا القول يحضرون النار ويعذبون فيها وقيل علمت الجنة إنهم أنفسهم يحضرون للحساب والأول أولى لأن الإحضار إذا أطلق فالمراد لعذاب وقيل المعنى ولقد علمت الجنة إنهم لمحضرون إلى الجنة
الصافات :( ١٦٠ ) إلا عباد الله.....
ثم نزه سبحانه نفسه فقال ) سبحان الله عما يصفون ( أو هو حكاية لتنزيه الملك لله عز وجل عما وصفه به المشركون
الصافات :( ١٦١ ) فإنكم وما تعبدون
والاستثناء فى قوله ) إلا عباد الله المخلصين ( منقطع والتقدير لكن عباد الله المخلصين بريئون عن أن يصفوا الله بشىء من ذلك وقد قرىء بفتح اللام وكسرها ومعناهما ما بيناه قريبا وقيل هو استثناء من المحضرين أى إنهم يحضرون النار إلا من أخلص فيكون متصلا لا منقطعا وعلى هذا تكون جملة التسبيح معترضة
الصافات :( ١٦٢ ) ما أنتم عليه.....
ثم خاطب الكفار على العموم أو كفار مكة على الخصوص فقال ) فإنكم وما تعبدون ما أنتم عليه بفاتنين ( أى فإنكم وآلهتكم التى تعبدون من دون الله لستم بفاتنين على الله بإفساد عباده وإضلالهم وعلى متعلقة بفاتنين والواو فى وما تعبدون إما للعطف على اسم إن أو هو بمعنى مع وما موصولة أو مصدرية أى فإنكم والذى تعبدون أو عبادتكم ومعنى فاتنين مضلين يقال فتنت الرجل وأفتنته ويقال فتنه على الشيء وبالشيء كما يقال أصله على الشيء وأضله به قال الفراء أهل الحجاز يقولون فتنته وأهل نجد يقولون أفتنته ويقال فتن فلان على فلان امرأته أى أفسدها عليه فالفتنة هنا بمعنى الإضلال والإفساد قال مقاتل يقول ما أنتم بمضلين أحدا بآلهتكم إلا من قدر الله له أن يصلى الجحيم وما فى وما أنتم نافية و أنتم خطاب لهم ولمن يعبدونه على التغليب قال الزجاج أهل التفسير مجمعون فيما علمت أن المعنى ما أنتم بمضلين أحدا إلا من قدر الله عز وجل عليه أن يضل ومنه قول الشاعر فرد بفتنته كيده
عليه وكان لنا فاتنا
أي مضلا
الصافات :( ١٦٣ ) إلا من هو.....
) إلا من هو صال الجحيم ( قرأ الجمهور صال بكسر اللام لأنه منقوص مضاف حذفت الياء


الصفحة التالية
Icon