"""""" صفحة رقم ٤١٥ """"""
لالتقاء الساكنين حمل على لفظ من وأفرد كما أفرد هو وقرأ الحسن وابن أبى عبلة بضم اللام مع واو بعدها وروى عنهما أنهما قرآ بضم اللام بدون واو فأما مع الواو فعلى أنه جمع سلامة بالواو حملا على معنى من وحذفت نون الجمع الإضافة وأما بدون الواو فيحتمل أن يكون جمعا وإنما حذفت الواو خطا كما حذفت لفظا ويحتمل أن يكون مفردا وحقه على هذا كسر اللام قال النحاس وجماعة أهل التفسير يقولون إنه لحن لأنه لا يجوز هذا قاض المدينة والمعنى أن الكفار وما يعبدونه لا يقدرون على إضلال أحد من عباد الله إلا من هو من أهل النار وهم المصرون على الكفر وإنما يصر على الكفر من سبق القضاء عليه بالشقاوة وإنه ممن يصلى النار أى يدخلها
الصافات :( ١٦٤ ) وما منا إلا.....
ثم قال الملائكة مخبرين للنبى ( ﷺ ) كما حكاه الله سبحانه عنهم ) وما منا إلا له مقام معلوم ( وفى الكلام حذف والتقدير وما منا أحد أو وما منا ملك إلا له مقام معلوم فى عبادة الله وقيل التقدير وما منا إلا من له مقام معلوم رجح البصريون التقدير الأول ورجح الكوفيون الثانى قال الزجاج هذا قول الملائكة وفيه مضمر المعنى وما منا ملك إلا له مقام معلوم
الصافات :( ١٦٥ ) وإنا لنحن الصافون
ثم قالوا ) وإنا لنحن الصافون ( أى فى مواقف الطاعة قال قتادة هم الملائكة صفوا أقدامهم وقال الكلبى صفوف الملائكة فى السماء كصفوف أهل الدنيا فى الأرض
الصافات :( ١٦٦ ) وإنا لنحن المسبحون
) وإنا لنحن المسبحون ( أى المنزهون لله المقدسون له عما أضافه إليه المشركون وقيل المصلون وقيل المراد بقولهم المسبحون مجموع التسبيح باللسان وبالصلاة والمقصود أن هذه الصفات هى صفات الملائكة وليسوا كما وصفهم به الكفار من أنهم بنات الله
الصافات :( ١٦٧ ) وإن كانوا ليقولون
) وإن كانوا ليقولون ( هذا رجوع إلى الإخبار عن المشركين أى كانوا قبل المبعث المحمدى إذا عيروا بالجهل قالوا
الصافات :( ١٦٨ ) لو أن عندنا.....
) لو أن عندنا ذكرا من الأولين ( أى كتابا من كتب الأولين كالتوراة والإنجيل
الصافات :( ١٦٩ ) لكنا عباد الله.....
) لكنا عباد الله المخلصين ( أى لأخلصنا العبادة له ولم نكفر به وإن فى قوله ) وإن كانوا ( هى المخففة من الثقيلة وفيها ضيمر شأن محذوف واللام هى الفارقة بينها وبين النافية أى وإن الشأن كان كفار العرب ليقولون الخ
الصافات :( ١٧٠ ) فكفروا به فسوف.....
والفاء فى قوله ) فكفروا به ( هى الفصيحة الدالة على محذوف مقدر فى الكلام قال الفراء تقديره فجاءهم محمد بالذكر فكفروا به وهذا على طريق التعجب منهم ) فسوف يعلمون ( أى عاقبة كفرهم ومغبته وفى هذا تهديد لهم شديد
الصافات :( ١٧١ ) ولقد سبقت كلمتنا.....
وجملة ) ولقد سبقت كلمتنا لعبادنا المرسلين ( مستأنفة مقررة للوعيد والمراد بالكلمة ما وعدهم الله به من النصر والظفر على الكفار قال مقاتل عنى بالكلمة قوله سبحانه ) كتب الله لأغلبن أنا ورسلي ( وقال الفراء سبقت كلمتنا بالسعادة لهم والأولى تفسير هذه الكلمة بما هو مذكور هنا
الصافات :( ١٧٢ - ١٧٣ ) إنهم لهم المنصورون
فإنه قال ) إنهم لهم المنصورون وإن جندنا لهم الغالبون ( فهذه هى الكلمة المذكورة سابقا وهذا تفسير لها والمراد بجند الله حزبه وهم الرسل وأتباعهم قال الشيبانى جاء هنا على الجمع يعنى قوله ) لهم الغالبون ( من أجل أنه رأس آية وهذا الوعد لهم بالنصر والغلبة لا ينافيه انهزامهم فى بعض المواطن وغلبة الكفار لهم فإن الغالب فى كل موطن هو انتصارهم على الأعداء وغلبتهم لهم فخرج الكلام مخرج الغالب على أن العاقبة المحمودة لهم عى كل حال وفى كل موطن كما قال سبحانه ) والعاقبة للمتقين )
الصافات :( ١٧٤ ) فتول عنهم حتى.....
ثم أمر الله سبحانه رسوله بالإعراض عنهم والإغماض عما يصدر منهم من الجهالات والضلالات فقال ) فتول عنهم حتى حين ( أى أعرض عنهم إلى مدة معلومة عند الله سبحانه وهى مدة الكف عن القتال قال السدى ومجاهد حتى نأمرك بالقتال وقال قتادة إلى الموت وقيل إلى يوم بدر وقيل إلى يوم فتح مكة وقيل هذه الآية منسوخة بآية السيف
الصافات :( ١٧٥ ) وأبصرهم فسوف يبصرون
) وأبصرهم فسوف يبصرون ( أى وأبصرهم إذا نزل بهم العذاب بالقتل والأسر فسوف يبصرون حين لا ينفعهم الإبصار وعبر الإبصار عن قرب الأمر أى فسوف يبصرون عن قريب وقيل المعنى فسوف يبصرون العذاب يوم القيامة
الصافات :( ١٧٦ ) أفبعذابنا يستعجلون
ثم هددهم بقوله سبحانه ) أفبعذابنا يستعجلون ( كانوا يقولون من فرط تكذيبهم متى هذا العذاب
الصافات :( ١٧٧ ) فإذا نزل بساحتهم.....
) فإذا نزل بساحتهم ( أى إذا نزل عذاب الله


الصفحة التالية
Icon