"""""" صفحة رقم ٤٢١ """"""
وكلام الجوهرى يفيد اختصاص المبالغة بعجاب مشدد الجيم لا بالمخفف وقد قدمنا فى صدر هذه السورة سبب نزول هذه الآيات
ص :( ٦ ) وانطلق الملأ منهم.....
) وانطلق الملأ منهم ( المراد بالملأ الأشراف كما هو مقدر فى غير موضع من تفسير الكتاب العزيز أى انطلقوا من مجلسهم الذى كانوا فيه عند أبى طالب كما تقدم قائلين ) أن امشوا ( أى قائلين لبعضهم بعضا امضوا على ما كنتم عليه ولا تدخلوا في دينه ) واصبروا على آلهتكم ( أي اثبتوا على عبادتها وقيل المعنى وانطلق الأشراف منهم فقالوا للعوام امشوا واصبروا على آلهتكم و أن فى قوله ) أن امشوا ( هى المفسرة للقول المقدر أو لقوله وانطلق لأنه مضمن معنى القول ويجوز أن تكون مصدرية معمولة للمقدر أو للمذكور أى بأن امشوا وقيل المراد بالانطلاق الاندفاع فى القول وامشوا من مشت المرأة إذا كثرت ولادتها أى اجتمعوا وأكثروا وهو بعيد جدا وخلاف ما يدل عليه الانطلاق والمشى بحقيقتهما وخلاف ما تقدم فى سبب النزول وجملة ) إن هذا لشيء يراد ( تعليل لما تقدمه من الأمر بالصبر أى يريده محمد بنا وبآلهتنا ويود تمامه ليعلو علينا ونكون له أتباعا فيتحكم فينا بما يريد فيكون هذا الكلام خارجا مخرج التحذير منه والتنفير عنه وقيل المعنى إن هذا الأمر يريده الله سبحانه وما أراده فهو كائن لا محالة فاصبروا على عبادة آلهتكم وقيل المعنى إن دينكم لشىء يراد أى يطلب ليؤخذ منكم وتغلبوا عليه والأول أولى
ص :( ٧ ) ما سمعنا بهذا.....
) ما سمعنا بهذا في الملة الآخرة ( أي ما سمعنا بهذا الذي يقوله محمد من التوحيد في الملة الآخرة وهى ملة النصرانية فإنها أخر الملل قبل ملة الإسلام كذا قال محمد بن كعب القرظى وقتادة ومقاتل والكلبى والسدى وقال مجاهد يعنون ملة قريش وروى مثله عن قتادة أيضا وقال الحسن المعنى ما سمعنا أن هذا يكون آخر الزمان وقيل المعنى ما سمعنا من اليهود والنصارى أن محمدا رسول ) إن هذا إلا اختلاق ( أى ما هذا إلا كذب اختلقه محمد وافتراه
ص :( ٨ ) أأنزل عليه الذكر.....
ثم استنكروا أن يخص الله رسوله بمزية النبوة دونهم فقالوا ) أأنزل عليه الذكر من بيننا ( والاستفهام للإنكار أى كيف يكون ذلك ونحن الرؤساء والأشراف قال الزجاج قالوا كيف أنزل على محمد القرآن من بيننا ونحن أكبر سنا وأعظم شرفا منه وهذا مثل قولهم لولا أنزل هذا القرآن على رجل من القريتين عظيم فأنكروا أن يتفضل الله سبحانه على من يشاء من عباده بما شاء ولما ذكر استنكارهم لنزول القرآن على رسول الله ( ﷺ ) دونهم بين السبب الذى لأجله تركوا تصديق رسول الله ( ﷺ ) فيما جاء به فقال ) بل هم في شك من ذكري ( أي من القرآن أو الوحى لإعراضهم عن النظر الموجب لتصديقه وإهمالهم للأدلة الدالة على أنه حق منزل من عند الله ) بل لما يذوقوا عذاب ( أى بل السبب أنهم لم يذوقوا عذابى فاغتروا بطول المهلة ولو ذاقوا عذابى على ما هم عليه من الشرك والشك لصدقوا ما جئت به من القرآن ولم يشكوا فيه
ص :( ٩ ) أم عندهم خزائن.....
) أم عندهم خزائن رحمة ربك العزيز الوهاب ( أي مفاتيح نعم ربك وهى النبوة وما هو دونها من النعم حتى يعطوها من شاءوا فما لهم ولإنكار ما تفضل الله به على هذا النبى واختاره له واصطفاه لرسالته والمعنى بل أعندهم لأن أم هى المنقطعة المقدرة ببل والهمزة والعزيز الغالب القاهر والوهاب المعطى بغير حساب
ص :( ١٠ ) أم لهم ملك.....
) أم لهم ملك السماوات والأرض وما بينهما ( أى بل ألهم ملك هذه الأشياء حتى يعطوا من شاءوا ويمنعوا من شاءوا ويعترضوا على إعطاء الله سبحانه ما شاء لمن شاء وقوله ) فليرتقوا في الأسباب ( جواب شرط محذوف أى إن كان لهم ذلك فليصعدوا فى الأسباب التى توصلهم إلى السماء أو إلى العرش حتى يحكموا بما يريدون من عطاء ومنع ويدبروا أمر العالم بما يشتهون أو فليصعدوا وليمنعوا الملائكة من نزولهم بالوحي على محمد ( ﷺ ) والأسباب أبواب السموات التي تنزل الملائكة منها قاله مجاهد وقتادة ومنه قول زهير ولو رام أسباب السماء بسلم
قال الربيع بن أنس الأسباب أدق


الصفحة التالية
Icon