"""""" صفحة رقم ٤٢٣ """"""
سورة ص ( ١٢ ٢٥ )
ص :( ١٢ ) كذبت قبلهم قوم.....
لما ذكر سبحانه أحوال الكفار المعاصرين لرسول الله ( ﷺ ) ذكر أمثالهم ممن تقدمهم وعمل عملهم من الكفر والتكذيب فقال ) كذبت قبلهم قوم نوح وعاد وفرعون ذو الأوتاد ( قال المفسرون كانت له أوتاد يعذب بها الناس وذلك أنه كان إذا غضب على أحد وتد يديه ورجليه ورأسه على الأرض وقيل المراد بالأوتاد الجموع والجنود الكثيرة يعنى أنهم كانوا يقوون أمرة ويشدون سلطانه كما تقوى الأوتاد ما ضربت عليه فالكلام خارج مخرج الاستعارة على هذا قال ابن قتيبة العرب تقول هم فى عز ثابت الأوتاد وملك ثابت الأوتاد يريدون ملكا شديدا وأصل هذا أن البيت من بيوت الشعر إنما يثبت ويقوم بالأوتاد وقيل المراد بالأوتاد هنا البناء المحكم أى وفرعون ذو الأبنية المحكمة قال الضحاك والبنيان يسمى أوتادا والأوتاد جمع وتد أفصحها فتح الواو وكسر التاء ويقال وتد بفتحهما وود بإدغام التاء فى الدال وودت قال الأصمعى ويقال وتد واتد مثل شغل شاغل وأنشد لاقت على الما جديلا واتدا
ولم يكن يخلفها المواعدا
ص :( ١٣ ) وثمود وقوم لوط.....
) وثمود وقوم لوط وأصحاب الأيكة ( الأيكة الغيضة وقد تقدم تفسيرها واختلاف القراء فى قراءتها فى سورة الشعراء ومعنى ) أولئك الأحزاب ( أنهم الموصوفون بالقوة والكثرة كقولهم فلان هو الرجل وقريش وإن كانوا حزبا كما قال الله سبحانه فيما تقدم ) جند ما هنالك مهزوم من الأحزاب ( ولكن هؤلاء الذين قصهم الله علينا من الأمم السالفة هم أكثر منهم عددا وأقوى أبدانا وأوسع أموالا وأعمارا وهذه الجملة يجوز أن تكون مستأنفة ويجوز أن تكون خبرا والمبتدأ قوله وعاد كذا قال أبو البقاء وهو ضعيف بل الظاهر أن عاد وما بعده معطوفات على قوم نوح والأولى أن تكون هذه الجملة خبرا لمبتدأ محذوف أو بدلا من الأمم المذكورة
ص :( ١٤ ) إن كل إلا.....
) إن كل إلا كذب الرسل ( إن هى النافية والمعنى ما كل حزب من هذه الأحزاب إلا كذب الرسل لأن تكذيب الحزب لرسوله المرسل إليه تكذيب لجميع الرسل أو هو من مقابلة الجمع بالجمع والمراد تكذيب كل حزب لرسوله والاستثناء مفرغ من أعم الأحوال أى ما كل أحد من الأحزاب فى جميع أحواله إلا وقع منه تكذيب الرسل ) فحق عقاب ( أى فحق عليهم عقابى بتكذيبهم ومعنى حق ثبت ووجب وإن تأخر فكأنه واقع بهم وكل ما هو آت قريب قرأ يعقوب بإثبات الياء فى عقاب وحذفها الباقون مطابقة لرؤوس الآى


الصفحة التالية
Icon