"""""" صفحة رقم ٤٤٣ """"""
للأتباع وما قالته الأتباع لهم وقرأ ابن أبى عبلة بنصب تخاصم على أنه بدل من ذلك أو بإضمار أعنى وقرأ ابن السميفع تخاصم بصيغة الفعل الماضى فتكون جملة مستأنفة
ص :( ٦٥ ) قل إنما أنا.....
ثم أمر الله سبحانه رسوله ( ﷺ ) أن يقول قولا جامعا بين التخويف والإرشاد إلى التوحيد فقال ) قل إنما أنا منذر ( أى مخوف لكم من عقاب الله وعذابه ) وما من إله ( يستحق العبادة ) إلا الله الواحد ( الذى لا شريك له ) القهار ( لكل شىء سواه
ص :( ٦٦ ) رب السماوات والأرض.....
) رب السماوات والأرض وما بينهما ( من المخلوقات ) العزيز ( الذى لا يغالبه مغالب ) الغفار ( لمن أطاعه وقيل معنى العزيز المنيع الذى لا مثل له ومعنى الغفار الستار لذنوب خلقه
ص :( ٦٧ ) قل هو نبأ.....
ثم أمره الله سبحانه أن يبالغ فى إنذارهم ويبين لهم عظم الأمر وجلالته فقال ) قل هو نبأ عظيم ( أى ما أنذرتكم به من العقاب وما بينته لكم من التوحيد هو خبر عظيم ونبأ جليل من شأنه العناية به والتعظيم له وعدم الاستخفاف به ومثل هذه الآية قوله ) عم يتساءلون عن النبإ العظيم ( وقال مجاهد وقتادة ومقاتل هو القرآن فإنه نبأ عظيم لأنه كلام الله قال الزجاج قل النبأ الذى أنبأتكم به عن الله نبأ عظيم يعنى ما أنبأهم به من قصص الأولين وذلك دليل على صدقه ونبوته لأنه لم يعلم ذلك إلا بوحى من الله
ص :( ٦٨ ) أنتم عنه معرضون
وجملة ) أنتم عنه معرضون ( توبيخ لهم وتقريع لكونهم أعرضوا عنه ولم يتفكروا فيه فيعلموا صدقه ويستدلوا به على ما أنكروه من البعث وقوله ) ما كان لي من علم بالملإ الأعلى ( استئناف مسوق لتقرير أنه نبأ عظيم والملأ الأعلى هم الملائكة ) إذ يختصمون ( أي وقت اختصامهم فقوله ) بالملإ الأعلى ( متعلق بعلم على تضمينه معنى الإحاطة
ص :( ٦٩ ) ما كان لي.....
وقوله ) إذ يختصمون ( متعلق بمحذوف أى ما كان لى فيما سبق علم بوجه من الوجوه بحال الملأ الأعلى وقت اختصامهم والضمير فى يختصمون راجع إلى الملأ الأعلى والخصومة الكائنة بينهم هى فى أمر آدم كما يفيده ما سيأتى قريبا
ص :( ٧٠ ) إن يوحى إلي.....
وجملة ) إن يوحى إلي إلا أنما أنا نذير مبين ( معترضة بين اختصامهم المجمل وبين تفصيله بقوله ) إذ قال ربك للملائكة ( والمعنى ما يوحى إلى إلا أنما أنا نذير مبين قال الفراء المعنى ما يوحى إلى إلا أننى نذير مبين أبين لكم ما تأتون من الفرائض والسنن وما تدعون من الحرام والمعصية قال كأنك قلت ما يوحى إلى إلا الإنذار قال النحاس ويجوز أن تكون فى محل نصب بمعنى ما يوحى إلى إلا لأنما أنا نذير مبين قرأ الجمهور بفتح همزة أنما على أنها وما فى حيزها فى محل رفع لقيامها مقام الفاعل أى ما يوحى إلى إلا الإنذار أو إلا كونى نذيرا مبينا أو فى محل نصب أو جر بعد إسقاط لام العلة والقائم مقام الفاعل على هذا الجار والمجرور وقرأ أبو جعفر بكسر الهمزة لأن فى الوحى معنى القول وهى القائمة مقام الفاعل على سبيل الحكاية كأنه قيل ما يوحى إلى إلا هذه الجملة المتضمنة هذا الإخبار وهو أن أقول لكم إنما أنا نذير مبين وقيل إن الضمير فى يختصمون عائد إلى قريش يعنى قول من قال منهم الملائكة بنات الله والمعنى ما كان لى علم بالملائكة إذ تختصم فيهم قريش والأول أولى
الآثار الواردة في تفسير الآيات
وقد أخرج ابن جرير وابن المنذر عن ابن عباس فى قوله ) وغساق ( قال الزمهرير ) وآخر من شكله ( قال من نحوه ) أزواج ( قال ألوان من العذاب وأخرج أحمد والترمذى وابن جرير وابن أبى حاتم وابن حبان والحاكم وصححه وابن مردويه والبيهقى فى البعث عن أبى سعيد قال قال رسول الله ( ﷺ ) لو أن دلوا من غساق يهرق فى الدنيا لأنتن أهل الدنيا قال الترمذى بعد إخراجه لا نعرفه إلا من حديث رشدين ابن سعد قلت ورشدين فيه مقال معروف وأخرج عبد بن حميد وابن أبى حاتم والطبرانى عن ابن مسعود فى قوله ) فزده عذابا ضعفا في النار ( قال أفاعى وحيات وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن ابن عباس فى قوله ) بالملإ الأعلى ( قال الملائكة حين شوروا فى خلق آدم فاختصموا فيه وقالوا لا تجعل فى الأرض خليفة