"""""" صفحة رقم ٤٦٠ """"""
ثم أخبر سبحانه عما تقوله الخزنة للكفار فقال ) وقيل للظالمين ذوقوا ما كنتم تكسبون ( وهو معطوف على يتقى أى ويقال لهم وجاء بصيغة الماضى للدلالة على التحقيق قال عطاء أى جزاء ما كنتم تعملون ومثل هذه الآية قوله ) هذا ما كنزتم لأنفسكم فذوقوا ما كنتم تكنزون ( وقد تقدم الكلام على معنى الذوق فى غير موضع
الزمر :( ٢٥ ) كذب الذين من.....
ثم أخبر سبحانه عن حال من قبلهم من الكفار فقال ) كذب الذين من قبلهم ( أى من قبل الكفار المعاصرين لمحمد ( ﷺ ) والمعنى أنهم كذبوا رسلهم ) فأتاهم العذاب من حيث لا يشعرون ( أى من جهة لا يحتسبون إتيان العذاب منها وذلك عند أمنهم وغفلتهم عن عقوبة الله لهم بتكذيبهم
الزمر :( ٢٦ ) فأذاقهم الله الخزي.....
) فأذاقهم الله الخزي ( أى الذل والهوان ) في الحياة الدنيا ( بالمسخ والخسف والقتل والأسر وغير ذلك ) ولعذاب الآخرة أكبر ( كونه فى غاية الشدة مع دوامة ) لو كانوا يعلمون ( أى لو كانوا ممن يعلم الأشياء ويتفكر فيها ويعمل بمقتضى علمه قال المبرد يقال لكل ما نال الجارحة من شىء قد ذاقته أى وصل إليها كما تصل الحلاوة والمرارة إلى الذائق لهما قال والخزى المكروه
الآثار الواردة في تفسير الآيات وسبب النزول
وقد أخرج ابن أبى حاتم عن ابن عباس فى قوله ) ألم تر أن الله أنزل من السماء ماء ( الآية قال ما فى الأرض ماء إلا نزل من السماء ولكن عروق فى الأرض تغيره فذلك قوله ) فسلكه ينابيع في الأرض ( فمن سره أن يعود الملح عذبا فليصعده وأخرج ابن مردويه عنه فى قوله ) أفمن شرح الله صدره للإسلام ( قال أبو بكر الصديق وأخرج ابن مردويه عن ابن مسعود قال تلا النبى ( ﷺ ) هذه الآية ) أفمن شرح الله صدره ( قلنا يا نبى الله كيف انشراح صدره قال إذا دخل النور القلب انشرح وانفسح قلنا فما علامة ذلك يا رسول الله فقال الإنابة إلى دار الخلود والتجافى عن دار الغرور والتأهب للموت قبل نزول الموت وأخرجه ابن مردويه عن محمد بن كعب القرظى مرفوعا مرسلا وأخرج الحكيم الترمذى فى نوادر الأصول عن ابن عمر أن رجلا قال يا نبى الله أى المؤمنين أكيس قال أكثرهم ذكرا للموت وأحسنهم له استعدادا وإذا دخل النور فى القلب انفسح واستوسع فقالوا ما آية ذلك يا نبى الله قال الإنابة إلى دار الخلود والتجافى عن دار الغرور والاستعداد للموت قبل نزول الموت وأخرجه عن أبى جعفر عبد الله بن المسور عن رسول الله ( ﷺ ) بنحوه وزاد فيه ثم قرأ ) أفمن شرح الله صدره للإسلام فهو على نور من ربه ( وأخرج الترمذى وابن مردويه وابن شاهين فى الترغيب فى الذكر والبيهقى فى الشعب عن ابن عمر قال قال رسول الله ( ﷺ ) لا تكثروا الكلام بغير ذكر الله فإن كثرة الكلام بغير ذكر الله قسوة للقلب وإن أبعد الناس من الله القلب القاسى وأخرج ابن جرير عن ابن عباس قال قالوا يا رسول الله لو حدثتنا فنزل ) الله نزل أحسن الحديث ( الآية وأخرج ابن مردويه عنه فى قوله مثانى قال القرآن كله مثانى وأخرج ابن أبى حاتم عنه أيضا فى الآية قال القران يشبه بعضه بعضا ويرد بعضه إلى بعض وأخرج ابن جرير وابن مردويه عنه أيضا في الآية قال كتاب الله مثاني ثنى فيه الأمر مرارا وأخرج سعيد بن منصور وابن المنذر وابن مردويه وابن عساكر عن عبد الله بن عروة بن الزبير قال قلت لجدتى أسماء كيف كان يصنع أصحاب رسول الله ( ﷺ ) إذا قرءوا القرآن قال كانوا كما نعتهم الله تدمع أعينهم وتقشعر جلودهم قلت فإن ناسا ها هنا إذا سمعوا ذلك تأخذهم عليه غشية قالت أعوذ بالله من الشيطان وأخرج ابن جرير عن ابن عباس فى قوله ) أفمن يتقي بوجهه سوء العذاب ( قال ينطلق به إلى النار مكتوفا ثم يرمى به فيها فأول ما تمس وجهه النار


الصفحة التالية
Icon