"""""" صفحة رقم ٤٦٣ """"""
أتوى وأقصر ليله ليرودا
فمضت وأخلف من قبيلة موعدا
وأنكر ذلك الأصمعى وقال لا نعرف أثوى
الزمر :( ٣٣ ) والذي جاء بالصدق.....
ثم ذكر سبحانه فريق المؤمنين المصدقين فقال ) والذي جاء بالصدق وصدق به ( الموصول فى موضع رفع بالابتداء وهو عبارة عن رسول الله ( ﷺ ) ومن تابعه وخبره ) أولئك هم المتقون ( وقيل الذى جاء بالصدق رسول الله ( ﷺ ) والذى صدق به أبو بكر وقال مجاهد الذى جاء بالصدق رسول الله ( ﷺ ) والذى صدق به على بن أبى طالب وقال السدى الذى جاء بالصدق جبريل والذي صدق به رسول الله ( ﷺ ) وقال قتادة ومقاتل وابن زيد الذى جاء بالصدق النبى ( ﷺ ) والذى صدق به المؤمنون وقال النخعى الذى جاء بالصدق وصدق به هم المؤمنون الذين يجيئون بالقرآن يوم القيامة وقيل إن ذلك عام فى كل من دعا إلى توحيد الله وأرشد إلى ما شرعه لعباده واختار هذا ابن جرير وهو الذى اختاره من هذه الأقوال ويؤيده قراءة ابن مسعود والذين جاءوا بالصدق وصدقوا به ولفظ الذى كما وقع فى قراءة الجمهور وإن كان مفردا فمعناه الجمع لأنه يراد به الجنس كما يفيده قوله ) أولئك هم المتقون ( أى المتصفون بالتقوى التى هى عنوان النجاة وقرأ أبو صالح وصدق به مخففا أي صدق به الناس
الزمر :( ٣٤ ) لهم ما يشاؤون.....
ثم ذكر سبحانه ما لهؤلاء الصادقين المصدقين فى الآخرة فقال ) لهم ما يشاؤون عند ربهم ( أى لهم كل ما يشاءونه من رفع الدرجات ودفع المضرات وتكفير السيئات وفى هذا ترغيب عظيم وتشويق بالغ والإشارة بقوله ) ذلك ( إلى ما تقدم ذكره من جزائهم وهو مبتدأ وخبره قوله ) جزاء المحسنين ( أى الذين أحسنوا فى أعمالهم وقد ثبت فى الصحيح عن رسول الله ( ﷺ ) أن الإحسان أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك
الزمر :( ٣٥ ) ليكفر الله عنهم.....
ثم بين سبحانه ما هو الغاية مما لهم عند ربهم فقال ) ليكفر الله عنهم أسوأ الذي عملوا ( فإن ذلك هو أعظم ما يرجونه من دفع الضرر عنهم لأن الله سبحانه إذا غفر لهم ما هو الأسوأ من أعمالهم غفر لهم ما دونه بطريقة الأولى واللام متعلقة بيشاءون أو بالمحسنين أو بمحذوف قرأ الجمهور اسوأ على أنه أفعل تفضيل وقيل ليست للتفضيل بل بمعنى سىء الذى عملوا وقرأ ابن كثير فى رواية عنه أسوأ بألف بين الهمزة والواو بزنة أجمال جمع سوء ) ويجزيهم أجرهم بأحسن الذي كانوا يعملون ( لما ذكر سبحانه ما يدل على دفع المضار عنهم ذكر ما يدل على جلب أعظم المنافع إليهم وإضافة الأحسن إلى ما بعده ليست من إضافة المفضل إلى المفضل عليه بل من إضافة الشىء إلى بعضه قصدا إلى التوضيح من غير اعتبار تفضيل قال مقاتل يجزيهم بالمحاسن من أعمالهم ولا يجزيهم بالمساوى
الآثار الواردة في تفسير الآيات وسبب النزول
وقد أخرج الآجرى والبيهقى عن ابن عباس فى قوله ) غير ذي عوج ( قال غير مخلوق وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عنه فى قوله ) ضرب الله مثلا رجلا ( الآية قال الرجل يعبد آلهة شتى فهذا مثل ضربه الله لأهل الأوثان ) ورجلا سلما ( يعبد إلها واحدا ضرب لنفسه مثلا وأخرجا عنه أيضا فى قوله ورجلا سالما قال ليس لأحد فيه شىء وأخرج عبد بن حميد والنسائى وابن أبى حاتم والطبرانى وابن مردويه عن ابن عمر قال لقد لبثنا برهة من دهرنا ونحن نرى أن هذه الآية نزلت فينا وفى أهل الكتابين من قبلنا ) إنك ميت وإنهم ميتون ( الآية حتى رأيت بعضنا يضرب وجوه بعض بالسيف فعرفت أنها نزلت فينا وأخرج نعيم بن حماد فى الفتن والحاكم وصححه وابن مردويه عنه نحوه بأطول منه وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن مردويه عنه أيضا قال نزلت علينا الآية ) ثم إنكم يوم القيامة عند ربكم تختصمون ( وما ندرى ما تفسيرها حتى وقعت الفتنة فقلنا هذا الذى وعدنا ربنا أن نختصم فيه وأخرج عبد الرزاق وأحمد وابن منيع وعبد بن حميد والترمذى وصححه وابن


الصفحة التالية
Icon