"""""" صفحة رقم ٤٦٥ """"""
هذا بالثواب وهذا بالعقاب وقرىء ؟ بكافى عباده ؟ بالإضافة وقريء ؟ يكافى ؟ بصيغة المضارع وقوله ) ويخوفونك بالذين من دونه ( يجوز أن يكون فى محل نصب على الحال إذ المعنى أليس كافيك حال تخويفهم إياك ويجوز أن تكون مستأنفة والذين من دونه عبارة عن المعبودات التى يعبدونها ) ومن يضلل الله فما له من هاد ( أى من حق عليه القضاء بضلاله فماله من هاد يهده إلى الرشد ويخرجه من الضلالة
الزمر :( ٣٧ ) ومن يهد الله.....
) ومن يهد الله فما له من مضل ( يخرجه من الهداية ويوقعه فى الضلالة ) أليس الله بعزيز ( أى غالب لكل شىء قاهر له ) ذي انتقام ( ينتقم من عصاته بما يصبه عليهم من عذابه وما ينزله بهم من سوط عقابه
الزمر :( ٣٨ ) ولئن سألتهم من.....
) ولئن سألتهم من خلق السماوات والأرض ليقولن الله ( ذكر سبحانه اعترافهم إذا سئلوا عن الخالق بأن الله سبحانه مع عبادتهم للأوثان واتخاذهم الآلهة من دون الله وفى هذا أعظم دليل على أنهم كانوا فى غفلة شديدة وجهالة عظيمة لأنهم إذا علموا أن الخالق لهم ولما يعبدون من دون الله هو الله سبحانه فكيف استحسنت عقولهم عبادة غير خالق الكل وتشريك مخلوق مع خالقه فى العبادة وقد كانوا يذكرون بحسن العقول وكمال الإدراك والفطنة التامة ولكنهم لما قلدوا أسلافهم وأحسنوا الظن بهم هجروا ما يقتضيه العقل وعملوا بما هو محض الجهل ثم أمر الله سبحانه رسوله أن يبكتهم بعد هذا الاعتراف ويوبخهم فقال ) قل أفرأيتم ما تدعون من دون الله إن أرادني الله بضر هل هن كاشفات ضره ( أى أخبرونى عن آلهتكم هذه هل تقدر على كشف ما أراده الله بى من الضر والضر هو الشدة أو أعلى ) أو أرادني برحمة هل هن ممسكات رحمته ( عنى بحيث لا تصل إلى والرحمة النعمة والرخاء قرأ الجمهور ممسكات وكاشفات فى الموضعين بالإضافة وقرأهما أبو عمرو بالتنوين قال مقاتل لما نزلت هذه الآية سألهم النبى ( ﷺ ) فسكتوا وقال غيره قالوا لا تدفع شيئا من قدر الله ولكنها تشفع فنزل ) قل حسبي الله ( فى جميع أمورى فى جلب النفع ودفع الضر ) عليه يتوكل المتوكلون ( أي عليه لا على غيره يعتمد المعتمدون واختار أبو عبيد وأبو حاتم قراءة أبى عمرو لأن كاشفات اسم فاعل فى معنى الاستقبال وما كان كذلك فتنوينه أجود وبها قرأ الحسن وعاصم
الزمر :( ٣٩ ) قل يا قوم.....
ثم أمره سبحانه أن يهددهم ويتوعدهم فقال ) قل يا قوم اعملوا على مكانتكم ( أى على حالتكم التى أنتم عليها وتمكنتم منها ) إني عامل ( أي على حالتى التى أنا عليها وتمكنت منها وحذف ذلك للعلم به مما قبله ) فسوف تعلمون )
الزمر :( ٤٠ ) من يأتيه عذاب.....
(من يأتيه عذاب يخزيه ( أى يهينه ويذله فى الدنيا فيظهر عند ذلك أنه المبطل وخصمه المحق والمراد بهذا العذاب عذاب الدنيا وما حل بهم من القتل والأسر والقهر والذلة ثم ذكر عذاب الآخرة فقال ) ويحل عليه عذاب مقيم ( أى دائم مستمر فى الدار الآخرة وهو عذاب النار
الزمر :( ٤١ ) إنا أنزلنا عليك.....
ثم لما كان يعظم على رسول الله ( ﷺ ) إصرارهم على الكفر أخبره بأنه لم يكلف إلا بالبيان لا بأن يهدى من ضل فقال ) إنا أنزلنا عليك الكتاب للناس ( أى لأجلهم ولبيان ما كلفوا به و ) بالحق ( حال من الفاعل أو المفعول أى محقين أو ملتبسا بالحق ) فمن اهتدى ( طريق الحق وسلكها ) فلنفسه ومن ضل ( عنها ) فإنما يضل عليها ( أى على نفسه فضرر ذلك عليه لا يتعدى إلى غيره ) وما أنت عليهم بوكيل ( أى بمكلف بهدايتهم مخاطب بها بل ليس عليك إلا البلاغ وقد فعلت وهذه الآيات هى منسوخة بآية السيف فقد أمر الله رسوله بعد هذا أن يقاتلهم حتى يقولوا لا إله إلا الله ويعملوا بأحكام الإسلام
الزمر :( ٤٢ ) الله يتوفى الأنفس.....
ثم ذكر سبحانه نوعا من أنواع قدرته البالغة وصنعته العجيبة فقال ) الله يتوفى الأنفس حين موتها ( أى يقبضها عند حضور أجلها ويخرجها من الأبدان ) والتي لم تمت في منامها ( أى ويتوفى الأنفس التى لم تمت أى لم يحضر أجلها فى منامها
وقد اختلف فى هذا فقيل يقبضها عن التصرف مع بقاء الروح فى الجسد وقال الفراء المعنى ويقبض التى


الصفحة التالية
Icon