"""""" صفحة رقم ٤٦٦ """"""
لم تمت عند انقضاء أجلها قال وقد يكون توفيها نومها فيكون التقدير على هذا والتى لم تمت وفاتها نومها قال الزجاج لكل إنسان نفسان أحدهما نفس التمييز وهى التى تفارقه إذا نام فلا يعقل والأخرى نفس الحياة إذا زالت زال معها النفس والنائم يتنفس قال القشيرى فى هذا بعد إذ المفهوم من الآية أن النفس المقبوضة فى الحالين شيء واحد ولهذا قال ) فيمسك التي قضى عليها الموت ويرسل الأخرى ( أى النائمة ) إلى أجل مسمى ( وهو الوقت المضروب لموته وقد قال بمثل قول الزجاج ابن الأنبارى وقال سعيد بن جبير إن الله يقبض أرواح الأموات إذا ماتوا وأرواح الأحياء إذا ناموا فتتعارف ما شاء الله أن تتعارف ) فيمسك التي قضى عليها الموت ويرسل الأخرى ( فيعيدها والأولى أن يقال إن توفى الأنفس حال النوم بإزالة الإحساس وحصول الآفة به فى محل الحس فيمسك التى قضى عليها الموت ولا يردها إلى الجسد الذى كانت فيه ويرسل الأخرى بأن يعيد عليها إحساسها قيل ومعنى ) يتوفى الأنفس حين موتها ( هو على حذف مضاف أى عند موت أجسادها
الآثار الواردة في تفسير الآيات
وقد اختلف العقلاء فى النفس والروح هل هما شىء واحد أو شيئان والكلام فى ذلك يطول جدا وهو معروف فى الكتب الموضوعة لهذا الشأن قرأ الجمهور قضى مبنيا للفاعل أى قضى الله عليها الموت وقرأ حمزة والكسائى والأعمش ويحيى بن وثاب على البناء للمفعول واختار أبو عبيد وأبو حاتم القراءة الأولى لموافقتها لقوله ) الله يتوفى الأنفس ( والإشارة بقوله ) إن في ذلك ( إلى ما تقدم من التوفى والإمساك والإرسال للنفوس ) لآيات ( أى لآيات عجيبة بديعة دالة على القدرة الباهرة ولكن ليس كون ذلك آيات يفهمه كل أحد بل ) لقوم يتفكرون ( فى ذلك ويتدبرونه ويستدلون به على توحيد الله وكمال قدرته فإن فى هذا التوفى والإمساك والإرسال موعظة للمتعظين وتذكرة للمتذكرين
وقد أخرج ابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن عباس فى قوله ) الله يتوفى الأنفس حين موتها ( الاية قال نفس وروح بينهما مثل شعاع الشمس فيتوفى الله النفس فى منامه ويدع الروح فى جوفه تتقلب وتعيش فإن بدا له أن يقبضه قبض الروح فمات وإن أخر أجله رد النفس إلى مكانها من جوفه وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر والطبرانى فى الأوسط وأبو الشيخ فى العظمة وابن مردويه والضياء فى المختارة عنه فى الآية قال تلتقى أرواح الأحياء وأرواح الأموات فى المنام فيتساءلون بينهم ما شاء الله ثم يمسك الله أرواح الأموات ويرسل أرواح الأحياء إلى أجسادها ) إلى أجل مسمى ( لا يغلط بشىء منها فذلك قوله ) إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون ( وأخرج عبد بن حميد عنه أيضا فى الآية قال كل نفس لها سبب تجرى فيه فإذا قضى عليها الموت نامت حتى ينقطع السبب والتى لم تمت فى منامها تترك وأخرج البخارى ومسلم من حديث أبى هريرة قال قال رسول الله ( ﷺ ) إذا أوى أحدكم إلى فراشه فلينفضه بداخلة إزراره فإنه لا يدرى ما خلفه عليه ثم ليقل باسمك ربى وضعت جنبى وباسمك أرفعه إن أمسكت نفسى فارحمها وإن أرسلتها فاحفظها بما تحفظ به عبادك الصالحين
سورة الزمر ( ٤٣ ٤٨ )