"""""" صفحة رقم ٤٦٩ """"""
الزمر :( ٤٩ ) فإذا مس الإنسان.....
قوله ) فإذا مس الإنسان ( المراد بالإنسان هنا الجنس باعتبار بعض أفراده أو غالبها وقيل المراد به الكفار فقط والأول أولى ولا يمنع من حمله على الجنس خصوص سببه لأن الاعتبار بعموم اللفظ وفاء بحق النظم القرآنى ووفاء بمدلوله والمعنى أن شأن غالب نوع الإنسان أنه إذا مسه ضر من مرض أو فقر أو غيرهما دعا الله وتضرع إليه فى رفعه ودفعه ) ثم إذا خولناه نعمة منا ( أى أعطيناه نعمة كائنة من عندنا ) قال إنما أوتيته على علم ( منى بوجوه المكاسب أو على خير عندى أو على علم من الله بفضلي وقال الحسن على علم علمنى الله إياه وقيل قد علمت أنى إذا أوتيت هذا فى الدنيا أن لى عند الله منزلة وجاء بالضمير فى أوتيته مذكرا مع كونه راجعا إلى النعمة لأنها بمعنى الإنعام وقيل إن الضمير عائد إلى ما وهى موصولة والأول أولى ) بل هي فتنة ( هذا رد لما قاله أى ليس ذلك الذى أعطيناك لما ذكرت بل هو محنة لك واختبار لحالك أتشكر أم تكفر قال الفراء أنت الضمير فى قوله هى لتأنيث الفتنة ولو قال بل هو فتنة لجاز وقال النحاس بل عطيته فتنة وقيل تأنيث الضمير باعتبار لفظ الفتنة وتذكير الأول فى قوله أوتيته باعتبار معناها ) ولكن أكثرهم لا يعلمون ( أن ذلك استدراج لهم من الله وامتحان لما عندهم من الشكر أو الكفر
الزمر :( ٥٠ ) قد قالها الذين.....
) قد قالها الذين من قبلهم ( أى قال هذه الكلمة التى قالوها وهى قولهم إنما أوتيته على علم الذين من قبلهم كقارون وغيره فإن قارون قال إنما أوتيته على علم عندى ) فما أغنى عنهم ما كانوا يكسبون ( يجوز أن تكون ما هذه نافية أى لم يغن عنهم ما كسبوا من متاع الدنيا شيئا وأن تكون استفهامية أى أى شىء أغنى عنهم ذلك
الزمر :( ٥١ ) فأصابهم سيئات ما.....
) فأصابهم سيئات ما كسبوا ( أى جزاء سيئات كسبهم أو أصابهم سيئات هى جزاء كسبهم وسمى الجزاء سيئات لوقوعها فى مقابلة سيئاتهم فيكون ذلك من باب المشاكلة كقوله ) وجزاء سيئة سيئة مثلها ( ثم أوعد سبحانه الكفار فى عصره فقال ) والذين ظلموا من هؤلاء ( الموجودين من الكفار ) سيصيبهم سيئات ما كسبوا ( كما أصاب من قبلهم وقد أصابهم فى الدنيا ما أصابهم من القحط والقتل والأسر والقهر ) وما هم بمعجزين ( أى بفائتين على الله بل مرجعهم رليه يصنع بهم ما شاء من العقوبة
الزمر :( ٥٢ ) أولم يعلموا أن.....
) أولم يعلموا أن الله يبسط الرزق لمن يشاء ( أى يوسع الرزق لمن يشاء أن يوسعه له ويقدر أى يقبضه لمن يشاء أن يقبضه ويضيقه عليه قال مقاتل وعظهم الله ليعتبروا فى توحيده وذلك حين مطروا بعد سبع سنين فقال أولم يعلموا أن الله يوسع الرزق لمن يشاء ويقتر على من يشاء ) إن في ذلك لآيات ( أى فى ذلك المذكور لدلالات عظيمة وعلامات جليلة ) لقوم يؤمنون ( وخص المؤمنين لأنهم المنتفعون بالآيات المتفكرون فيها
الزمر :( ٥٣ ) قل يا عبادي.....
ثم لما ذكر سبحانه ما ذكره من الوعيد عقبه بذكر سعة رحمته وعظيم مغفرته وأمر رسوله ( ﷺ ) أن يبشرهم بذلك فقال ) قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله ( المراد بالإسراف الإفراط فى المعاصى والاستكثار منها ومعنى لا تقنطوا لا تيأسوا من رحمة الله من مغفرته ثم لما نهاهم عن القنوط أخبرهم بما يدفع ذلك ويرفعه ويجعل الرجاء مكان القنوط فقال ) إن الله يغفر الذنوب جميعا (