"""""" صفحة رقم ٤٧٢ """"""
للبس عباءة وتقر عينى
أحب إلى من لبس الشفوف
وأنشد الفراء على هذا فما لك منها غير ذكرى وخشية
وتسأل عن ركبانها أين يمموا
الزمر :( ٥٩ ) بلى قد جاءتك.....
وإما لكونه جواب التمنى المفهوم من قوله ) لو أن لي كرة ( ثم ذكر سبحانه جوابه على هذه النفس المتمنية المتعللة بغير علة فقال ) بلى قد جاءتك آياتي فكذبت بها واستكبرت وكنت من الكافرين ( المراد بالآيات هى الآيات التنزيلية وهو القرآن ومعنى التكذيب بها قوله إنها ليس من عند الله وتكبر عن الإيمان بها وكان مع ذلك التكذيب والاستكبار من الكافرين بالله وجاء سبحانه بخطاب المذكر فى قوله جاءتك وكذبت واستكبرت وكنت لأن النفس تطلق على المذكر والمؤنث قال المبرد تقول العرب نفس واحد أي إنسان واحد وبفتح التاء فى هذه المواضع قرأ الجمهور وقرأ الجحدرى وأبو حيوة ويحيى بن يعمر بكسرها فى جميعها وهى قراءة أبى بكر وابنته عائشة وأم سلمة ورويت عن ابن كثير
الزمر :( ٦٠ ) ويوم القيامة ترى.....
) ويوم القيامة ترى الذين كذبوا على الله وجوههم مسودة ( أى ترى الذين كذبوا على الله بأن له شركاء وصاحبة وولدا وجوههم مسودة لما أحاط بهم من العذاب وشاهدوه من غضب الله ونقمته وجملة ) وجوههم مسودة ( فى محل نصب على الحال قال الأخفش ترى غير عامل فى وجوههم مسودة إنما هو مبتدأ وخبر والأولى أن ترى إن كانت من الرؤية البصرية فجملة وجوههم مسودة حالية وإن كانت قلبية فهى فى محل نصب على أنها المفعول الثانى لترى والاستفهام فى قوله ) أليس في جهنم مثوى للمتكبرين ( للتقرير أي أليس فيها مقام للمتكبرين عن طاعة الله والكبر هو بطر الحق وغمط الناس كما ثبت فى الحديث الصحيح
الزمر :( ٦١ ) وينجي الله الذين.....
) وينجي الله الذين اتقوا ( أى اتقوا الشرك ومعاصى الله والباء فى ) بمفازتهم ( متعلقة بمحذوف هو حال من الموصول أى ملتبسين بمفازتهم قرأ الجمهور بمفازتهم بالإفراد على أنها مصدر ميمى والفوز الظفر بالخير والنجاة من الشر قال المبرد المفازة مفعلة من الفوز وهو السعادة وإن جمع فحسن كقولك السعادة والسعادات والمعنى ينجيهم الله بفوزهم أي بنجاتهم من النار وفوزهم بالجنة وقرأ حمزة والكسائى وأبو بكر بمفازاتهم جمع مفازة وجمعها مع كونها مصدرا لاختلاف الأنواع وجملة ) لا يمسهم السوء ( فى محل نصب على الحال من الموصول وكذلك جملة ) ولا هم يحزنون ( فى محل نصب على الحال أى ينفى السوء والحزن عنهم ويجوز أن تكون الباء فى بمفازتهم للسببية أى بسبب فوزهم مع انتفاء مساس السوء لهم وعدم وصول الحزن إلى قلوبهم لأنهم رضوا بثواب الله وأمنوا من عقابه
الآثار الواردة في تفسير الآيات وسبب النزول
وقد أخرج ابن أبى حاتم قال السيوطى بسند صحيح وابن مردويه عن ابن عباس قال أنزلت ) قل يا عبادي الذين أسرفوا ( الآية فى مشركى أهل مكة وأخرج ابن جرير وابن المنذر والطبرانى والحاكم وصححه وابن مردويه والبيهقى فى الدلائل عن ابن عمر قال كنا نقول ليس لمفتتن توبة وما الله بقابل منه شيئا عرفوا الله وآمنوا به وصدقوا رسوله ثم رجعوا عن ذلك لبلاء أصابهم وكانوا يقولونه لأنفسهم فلما قدم رسول الله ( ﷺ ) المدينة أنزل الله فيهم ) يا عبادي الذين أسرفوا ( الآيات قال ابن عمر فكتبتها بيدى ثم بعثت بها إلى هشام بن العاصى وأخرج ابن أبى حاتم وابن مردويه عن أبى سعد قال لما أسلم وحشى أنزل الله ) والذين لا يدعون مع الله إلها آخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق ( قال وحشى وأصحابه قد ارتكبنا هذا كله فأنزل الله ) قل يا عبادي الذين أسرفوا ( الآية وأخرج البخارى فى الأدب المفرد عن أبى هريرة قال خرج النبى ( ﷺ ) على رهط من أصحابه وهم يضحكون ويتحدثون فقال والذى نفسى بيده لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلا ولبكيتم كثيرا ثم انصرف وأبكى القوم وأوحى الله إليه يا محمد لم تقنط عبادى


الصفحة التالية
Icon