"""""" صفحة رقم ٤٧٤ """"""
الزمر :( ٦٢ ) الله خالق كل.....
قوله ) الله خالق كل شيء ( من الأشياء الموجودة فى الدنيا والآخرة كائنا ما كان من غير فرق بين شىء وشىء وقد تقدم تفسير هذه الآية فى الأنعام ) وهو على كل شيء وكيل ( أى الأشياء كلها موكولة إليه فهو القائم بحفظها وتدبيرها من غير مشارك له
الزمر :( ٦٣ ) له مقاليد السماوات.....
) له مقاليد السماوات والأرض ( المقاليد واحدها مقليد ومقلاد أو لا واحد له من لفظه كأساطير وهى مفاتيح السموات والأرض والرزق والرحمة قاله مقاتل وقتادة وغيرهما وقال الليث المقلاد الخزانة ومعنى الآية له خزائن السموات والأرض وبه قال الضحاك والسدى وقيل خزائن السموات المطر وخزائن الأرض النبات وقيل هى عبارة عن قدرته سبحانه وحفظه لها والأول أولى قال الجوهرى الإقليد المفتاح ثم قال والجمع المقاليد وقيل هى لا إله إلا الله والله أكبر وسبحانه الله وبحمده وأستغفر الله ولا حول ولا قوة إلا بالله وقيل غير ذلك ) والذين كفروا بآيات الله أولئك هم الخاسرون ( أى بالقرآن وسائر الآيات الدالة على الله سبحانه وتوحيده ومعنى الخاسرون الكاملون فى الخسران لأنهم صاروا بهذا الكفر إلى النار
الزمر :( ٦٤ ) قل أفغير الله.....
) قل أفغير الله تأمروني أعبد أيها الجاهلون ( الاستفهام للإنكار التوبيخى والفاء للعطف على مقدر كنظائره وغير منصوب بأعبد وأعبد معمول لتأمرونى على تقدير أن المصدرية فما حذفت بطل عملها والأصل أفتأمرونى أن أعبد غير الله قاله الكسائى وغيره ويجوز أن يكون غير منصوبا بتأمرونى وأعبد بدل منه بدل اشتمال وأن مضمرة معه أيضا ويجوز أن يكون غير منصوبة بفعل مقدر أى أفتلزمونى غير الله أى عبادة غير الله أو أعبد غير الله أعبد أمره الله سبحانه أن يقول هذا للكفار لما دعوه إلى ما هم عليه من عبادة الأصنام وقالوا هو دين آبائك قرأ الجمهور تأمرونى بإدغام نون الرفع فى نون الوقاية على خلاف بينهم فى فتح الياء وتسكينها وقرأ نافع تأمرونى بنون خفيفة وفتح الياء وقرأ ابن عامر تأمرونني بالفك وسكون الياء
الزمر :( ٦٥ ) ولقد أوحي إليك.....
) ولقد أوحي إليك وإلى الذين من قبلك ( أى من الرسل ) لئن أشركت ليحبطن عملك ولتكونن من الخاسرين ( هذا الكلام من باب التعريض لغير الرسل لأن الله سبحانه قد عصمهم عن الشرك ووجه إيراده على هذا الوجه التحذير والإنذار للعباد من الشرك لأنه إذا كان موجبا لإحباط عمل الأنبياء على الفرض والتقدير فهو محبط لعمل غيرهم من أممهم بطريق الأولى قيل وفى الكلام تقديم وتأخير والتقدير ولقد أوحى إليك لئن أشركت وأوحى إلى الذين من قبلك كذلك قال مقاتل أى أوحى إليك وإلى الأنبياء قبلك بالتوحيد والتوحيد محذوف ثم قال لئن أشركت يا محمد ليحبطن عملك وهو خطاب للنبى ( ﷺ ) خاصة وقيل إفراد الخطاب فى قوله ) لئن أشركت ( باعتبار كل واحد من الأنبياء كأنه قيل أوحى إليك وإلى كل واحد من الأنبياء هذا الكلام وهو لئن أشركت وهذه الآية مقيدة بالموت على الشرك كما فى الآية الأخرى ) ومن يرتدد منكم عن دينه فيمت وهو كافر فأولئك حبطت أعمالهم ( وقيل هذا خاص بالأنبياء لأن الشرك منهم أعظم ذنبا من الشرك من غيرهم والأول أولى