"""""" صفحة رقم ٤٧٥ """"""
الزمر :( ٦٦ ) بل الله فاعبد.....
ثم أمر الله سبحانه رسوله ( ﷺ ) بتوحيده فقال ) بل الله فاعبد ( وفى هذا رد على المشركين حيث أمروه بعبادة الأصنام ووجه الرد ما يقيده التقديم من القصر قال الزجاج لفظ اسم الله منصوب باعبد قال ولا اختلاف فى هذا بين البصريين والكوفيين وقال الفراء هو منصوب بإضمار فعل وروى مثله عن الكسائى والأول أولى قال الزجاج والفاء فى فاعبد للمجازاة وقال الأخفش زائدة قال عطاء ومقاتل معنى فاعبد وحد لأن عبادته لا تصح إلا بتوحيده ) وكن من الشاكرين ( لإنعامه عليك بما هداك إليه من التوحيد والدعاء إلى دينه واختصك به من الرسالة
الزمر :( ٦٧ ) وما قدروا الله.....
) وما قدروا الله حق قدره ( قال المبرد أى ما عظموه حق عظمته من قولك فلان عظيم القدر وإنما وصفهم بهذا لأنهم عبدوا غير الله وأمروا رسوله بأن يكون مثلهم فى الشرك وقرأ الحسن وأبو حيوة وعيسى بن عمر قدروا بالتشديد ) والأرض جميعا قبضته يوم القيامة ( القبضة فى اللغة ما قبضت عليه بجميع كفك فأخبر سبحانه عن عظيم قدرته بأن الأرض كلها مع عظمها وكثافتها فى مقدوره كالشىء الذى يقبض عليه القابض بكفه كما يقولون هو فى يد فلان وفى قبضته للشىء الذى يهون عليه التصرف فيه وإن لم يقبض عليه وكذا قوله ) والسماوات مطويات بيمينه ( فإن ذكر اليمين للمبالغة فى كمال القدرة كما يطوى الواحد منا الشىء المقدور له طيه بيمينه واليمين فى كلام العرب قد تكون بمعنى القدرة والملك قال الأخفش بيمينه يقول فى قدرته نحو قوله ) أو ما ملكت أيمانكم ( أى ما كانت لكم قدرة عليه وليس الملك لليمين دون الشمال وسائر الجسد ومنه قوله سبحانه ) لأخذنا منه باليمين ( أى بالقوة والقدرة ومنه قول الشاعر إذا ما راية نصبت لمجد
تلقاها عرابة باليمين
وقول الآخر ولما رأيت الشمس أشرق نورها
تناولت منها حاجتى بيمين
وقول الآخر عطست بأنف شامخ وتناولت
يداى الثريا قاعدا غير قائم
وجملة ) والأرض جميعا قبضته ( فى محل نصب على الحال أى ما عظموه حق تعظيمه والحال أنه متصف بهذه الصفة الدالة على كمال القدرة قرأ الجمهور برفع قبضته على أنها خبر المبتدأ وقرأ الحسن بنصبها ووجهه ابن خالويه بأنه على الظرفية أى فى قبضته وقرأ الجمهور مطويات بالرفع على أنها خبر المبتدأ والجملة فى محل نصب على الحال كالتى قبلها وبيمينه متعلق بمطويات أو حال من الضمير فى مطويات أو خبر ثان وقرأ عيسى والجحدرى بنصب مطويات ووجه ذلك أن السموات معطوفة على الأرض وتكون قبضته خبرا عن الأرض والسموات وتكون مطويات حالا أو تكون مطويات منصوبة بفعل مقدر وبيمينه الخبر وخص يوم القيامة بالذكر وإن كانت قدرته شاملة لأن الدعاوى تنقطع فيه كما قال سبحانه ) الملك يومئذ لله ( وقال ) مالك يوم الدين ( ثم نزه سبحانه نفسه فقال ) سبحانه وتعالى عما يشركون ( به من المعبودات التى يجعلونها شركاء له مع هذه القدرة العظيمة والحكمة الباهرة
الزمر :( ٦٨ ) ونفخ في الصور.....
) ونفخ في الصور فصعق من في السماوات ومن في الأرض ( هذه هى النفخة الأولى والصور هو القرن الذى ينفخ فيه إسرافيل وقد تقدم غير مرة ومعنى صعق زالت عقولهم فخروا مغشيا عليهم وقيل ماتوا قال الواحدى قال المفسرون مات من الفزع وشدة الصوت أهل السموات والأرض وقرأ الجمهور الصور بسكون الواو وقرأ قتادة وزيد بن على بفتحها جمع صورة والاستثناء فى قوله ) إلا من شاء الله ( متصل والمستثنى جبريل وميكائيل وإسرافيل وقيل رضوان وحملة العرش وخزنة الجنة والنار ) ثم نفخ فيه أخرى ( يجوز أن يكون أخرى فى محل رفع على النيابة وهى صفة لمصدر محذوف أى نفخة أخرى ويجوز أن يكون فى محل نصب والقائم مقام الفاعل فيه ) فإذا هم قيام ينظرون ( يعنى الخلق كلهم قيام على أرجلهم