"""""" صفحة رقم ٥٣٣ """"""
الشورى :( ١٩ ) الله لطيف بعباده.....
قوله ) الله لطيف بعباده ( أي كثير اللطف بهم بالغ الرأفة لهم قال مقاتل لطيف بالبار والفاجر حيث لم يقتلهم جوعا بمعاصيهم قال عكرمة بار بهم وقال السدى رفيق بهم وقيل حفى بهم وقال القرطبي لطيف بهم في العرض والمحاسبة وقيل غير ذلك والمعنى أنه يجرى لطفه على عباده في كل أمورهم ومن جملة ذلك الرزق الذي يعيشون به في الدنيا وهو معنى قوله ) يرزق من يشاء ( منهم كيف يشاء فيوسع على هذا ويضيق على هذا ) وهو القوي ( العظيم القوة الباهرة القادرة ) العزيز ( الذي يغلب كل شيء ولا يغلبه شيء
الشورى :( ٢٠ ) من كان يريد.....
) من كان يريد حرث الآخرة نزد له في حرثه ( الحرث في اللغة الكسب يقال هو يحرث لعياله ويحترث أي يكتسب ومنه سمى الرجل حارثا وأصل معنى الحرث إلقاء البذر في الأرض فأطلق على ثمرات الأعمال وفوائدها بطريق الاستعارة والمعنى من كان يريد بأعماله وكسبه ثواب الاخرة يضاعف الله له ذلك الحسنة بعشرة أمثالها إلى سبعمائة ضعف وقيل معناه يزيد في توفيقه وإعانته وتسهيل سبل الخير له ) ومن كان يريد حرث الدنيا نؤته منها ( أي من كان يريد بأعماله وكسبه ثواب الدنيا وهو متاعها وما يزرق الله به عباده منها نعطه منها ما قضت به مشيئتنا وقسم له في قضائنا قال قتادة معنى نؤته منها نقدر له ما قسم له كما قال ) عجلنا له فيها ما نشاء ( وقال قتادة أيضا إن الله يعطى على نية الاخرة ما شاء من أمر الدنيا ولا يعطى على نية الدنيا إلا الدنيا قال القشيري والظاهر أن الاية في الكافر وهو تخصيص بغير مخصص ثم بين سبحانه أن هذا الذي يريد بعمله الدنيا لا نصيب له في الاخرة فقال وما له في الاخرة من نصيب لأنه لم يعمل للاخرة فلا نصيب له فيها وقد تقدم نفسير هذه الاية في سورة الإسراء
الشورى :( ٢١ ) أم لهم شركاء.....
) أم لهم شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله ( لما بين سبحانه القانون في أمر الدنيا والاخرة أردفه ببيان ما هو الذنب العظيم الموجب للنار والهمزة لاستفهام التقرير والتقريع وضمير شرعوا عائد إلى الشركاء وضمير لهم إلى الكفار وقيل العكس والأول أولى ومعنى ) ما لم يأذن به الله ( ما لم يأذن به من الشرك والمعاصى ) ولولا كلمة الفصل ( وهي تأخير عذابهم حيث قال ) بل الساعة موعدهم ( لقضى بينهم في الدنيا فعوجلوا بالعقوبة والضمير في بينهم راجع إلى المؤمنين والمشركين أو إلى المشركين وشركائهم ) وإن الظالمين لهم عذاب أليم ( أي المشركين والمكذبين لهم عذاب أليم في الدنيا والاخرة قرأ الجمهور ) وإن الظالمين ( بكسر الهمزة على الاستئناف وقرأ مسلم والأعرج وابن هرمز بفتحها عطفا على كلمة للفصل
الشورى :( ٢٢ ) ترى الظالمين مشفقين.....
) ترى الظالمين مشفقين مما كسبوا ( أي خائفين وجلين مما كسبوا من السيئات وذلك الخوف والوجل يوم القيامة ) وهو واقع بهم (


الصفحة التالية
Icon