"""""" صفحة رقم ٥٦٠ """"""
ذهب علامة لسيادته ) أو جاء معه الملائكة مقترنين ( معطوف على ألقى والمعنى هلا جاء معه الملائكة متتابعين متقارنين إن كان صادقا يعينونه على أمره ويشهدون له بالنبوة فأوهم اللعين قومه أن الرسل لابد أن يكونوا على هيئة الجبابرة ومحفوفين بالملائكة
الزخرف :( ٥٤ ) فاستخف قومه فأطاعوه.....
) فاستخف قومه فأطاعوه ( أى حملهم على خفة الجهل والسفه بقوله وكيده وغروره فأطاعوه فيما أمرهم به وقبلوا قوله وكذبوا موسى ) إنهم كانوا قوما فاسقين ( أى خارجين عن طاعة الله قال ابن الأعرابى المعنى فاستجهل قومه فأطاعوه بخفة أحلامهم وقلة عقولهم يقال استخفه الفرح أى أزعجه واستخفه أى حمله ومنه ولا يستخفنك الذين لايوقنون وقيل استخف قومه أى وجدهم خفاف العقول وقد استخف بقومه وقهرهم حتى اتبعوه
الزخرف :( ٥٥ ) فلما آسفونا انتقمنا.....
) فلما آسفونا انتقمنا منهم ( قال المفسرون أغضبونا والأسف الغضب وقيل أشد الغضب وقيل السخط وقيل المعنى أغضبوا رسلنا ثم بين العذاب الذي وقع به الانتقام فقال ) فأغرقناهم أجمعين ( فى البحر
الزخرف :( ٥٦ ) فجعلناهم سلفا ومثلا.....
) فجعلناهم سلفا ( أى قدوة لمن عمل بعملهم من الكفار فى استحقاق العذاب قرأ الجمهور ) سلفا ( بفتح السين واللام جمع سالف كخدم وخادم ورصد وراصد وحرس وحارس يقال سلف يسلف إذا تقدم ومضى قال الفراء والزجاج جعلناهم متقدمين ليتعظ بهم الآخرون وقرأ حمزة والكسائى سلفا بضم السين واللام قال الفراء هو جمع سليف نحو سرر وسرير وقال أبو حاتم هو جمع سلف نحو خشب وخشب وقرأ على وابن مسعود وعلقمة وأبو وائل والنخعى وحميد بن قيس بضم السين وفتح اللام جمع سلفة وهى الفرقة المتقدمة نحو غرف وغرفة كذا قال النضر بن شميل ) ومثلا للآخرين ( أى عبرة وموعظة لمن يأتى بعدهم أو قصة عجيبة تجرى مجرى الأمثال
الآثار الواردة في تفسير الآيات
وقد أخرج ابن المنذر عن ابن عباس فى قوله ) ولا يكاد يبين ( قال كانت بموسى لثغة فى لسانه وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عنه ) فلما آسفونا ( قال أسخطونا وأخرجا عنه أيضا آسفونا قال أغضبونا وفى قوله ) سلفا ( قال أهواء مختلفة وأخرج أحمد والطبرانى والبيهقى فى الشعب وابن أبى حاتم عن عقبة بن عامر أن رسول الله ( ﷺ ) قال إذا رأيت الله يعطى العبد ماشاء وهو مقيم على معاصيه فإنما ذلك استدراج منه له وقرأ ) فلما آسفونا انتقمنا منهم فأغرقناهم أجمعين ( وأخرج ابن المنذر وابن أبى حاتم عن طارق بن شهاب قال كنت عند عبد الله فذكر عنده موت الفجأة فقال تخفيف على المؤمن وحسرة على الكافر فلما آسفونا انتقمنا منهم
سورة الزخرف ( ٥٧ ٧٣ )