"""""" صفحة رقم ٦٢ """"""
من يمليها عليه من ذلك المكتتب لكونه أميا لايقدر على أن يقرأها من ذلك المكتوب بنفسه ويجوز أن يكون المعنى اكتتبها أراد اكتتابها ) فهي تملى عليه ( لأنه يقال أمليت علي فهوه يكتب ) بكرة وأصيلا ( غدوة وعشيا كأنهم قالوا إأن هؤلاء يعلمون محمد طرق النهار وقيل معنى بكرة وأصيلا دائما في جميع الأوقات
الفرقان :( ٦ ) قل أنزله الذي.....
فأجاب سبحانه عن هذه الشبهة بقوله ) قل أنزله الذي يعلم السر في السماوات والأرض ( أى ليس ذلك مما يفترى ويفتعل بإعانة قوم وكتابة آخرين من الأحاديث الملفقة وأخبار الأولين بل هو أمر سماوى أنزله الذي يعلم كل شىء لايغيب عنه شيء من الأشياء فلهذا عجزتم عن معارضته ولم تأتوا بسورة منه وخص السر للإشارة إلى انطواء ما أنزله سبحانه على أسرار بديعة لاتبلغ إليها عقول البشر والسر الغيب أى يعلم الغيب الكائن فيهما وجملة ) إنه كان غفورا رحيما ( تعليل لتأخير العقوبة أى إنكم وإن كنتم مستحقين لتعجيل العقوبة بما تفعلونه من الكذب على رسوله والظلم له فإنه لايعجل عليكم بذلك لأنه كثير المغفرة والرحمة
الآثار الواردة في تفسير الآيات وسبب النزول
وقد أخرج ابن أبى حاتم عن ابن عباس تبارك تفاعل من البركة وأخرج الفريابى وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن مجاهد في قوله ) وأعانه عليه قوم آخرون ( قال يهود ) فقد جاؤوا ظلما وزورا ( قال كذبا وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبى حاتم عن قتادة في قوله ) تبارك الذي نزل الفرقان على عبده ( هوالقرآن فيه حلاله وحرامه وشرائعه ودينه وفرق الله بين الحق والباطل ) ليكون للعالمين نذيرا ( قال بعث الله محمدا ( ﷺ ) نذيرا من الله لينذر الناس بأس الله ووقائعه بمن قبلكم ) وخلق كل شيء فقدره تقديرا ( قال بين لكل شىء من خلقه صلاحه وجعل ذلك بقدر معلوم ) واتخذوا من دونه آلهة ( قال هى الأوثان التي تعبد من دون الله ) لا يخلقون شيئا وهم يخلقون ( وهو الله الخالق الرازق وهذه الأوثان تخلق ولا تخلق شيئا ولا تضر ولا تنفع ولا تملك ولا حياة ولا نشورا يعنى بعثا ) وقال الذين كفروا ( هذا قول مشركي العرب ) إن هذا إلا إفك افتراه ( هو الكذب ) افتراه وأعانه عليه ( أى على حديثه هذا وأمره قوم آخرون ) أساطير الأولين ( كذب الأولين وأحاديثهم
الفرقان ٧ ١٦


الصفحة التالية
Icon