"""""" صفحة رقم ٦٣ """"""
الفرقان :( ٧ ) وقالوا ما لهذا.....
لما فرغ سبحانه من ذكر ما طعنوا به على القرآن ذكر ما طعنوا به على رسول الله ( ﷺ ) فقال ) وقالوا ما لهذا الرسول ( وفى الإشارة هنا تصغير لشأن المشار إليه وهو رسول الله ( ﷺ ) وسموه رسولا استهزاء وسخرية ) يأكل الطعام ويمشي في الأسواق ( أى ما باله يأكل الطعام كما نأكل ويتردد فى الأسواق لطلب المعاش منا نتردد وزعموا أنه كان يجب أن يكون ملكا مستغنيا عن الطعام والكسب وما الاستفهامية في محل رفع على الابتداء والاستفهام للاستنكار وخبر المبتدأ لهذا الرسول وجملة يأكل في محل نصب على الحال وبها تتم فائدة الإخبار كقوله ) فما لهم عن التذكرة معرضين ( والإنكار متوجه إلى السبب مع تحقيق المسبب وهو الأكل والمشى ولكنه استبعد تحقق ذلك لانتفاء سببه عندهم تهكما واستهزاء والمعنى أنه إن صح ما يدعيه من النبوة فما باله لم يخالف حاله حالنا ) لولا أنزل إليه ملك فيكون معه نذيرا ( طلبوا أن يكون النبى ( ﷺ ) مصحوبا بملك يعضده ويساعده تنزلوا عن اقتراح أن يكون الرسول ( ﷺ ) ملكا مستغنيا عن الأكل والكسب إلى اقتراح أن يكون معه ملك يصدقه ويشهد له بالرسالة قرأ الجمهور فيكون بالنصب على كونه جواب التحضيض وقريء فيكون بالرفع على أنه معطوف على أنزل وجاز عطفه على الماضى لأن المراد به المستقبل
الفرقان :( ٨ ) أو يلقى إليه.....
) أو يلقى إليه كنز ( معطوف على أنزل ولايجوز عطفه على فيكون والمعنى أو هلا يلقى إليه كنز تنزلوا من مرتبة نزول الملك معه إلى اقتراح أن يكون معه كنز يلقى إليه من السماء ليستغنى به على طلب الرزق ) أو تكون له جنة يأكل منها ( قرأ الجمهور تكون بالمثناة الفوقية وقرأ الأعمش وقتادة يكون بالتحتية لأن تأنيث الجنة غير حقيقى وقرأ نأكل بالنون حمزة وعلي وخلف وقرأ الباقون يأكل بالمثناة التحتية أى بستان نأكل نحن من ثماره أو يأكل هو وحده منه ليكون له بذلك مزية علينا حيث يكون أكله من جنته قال النحاس والقراءتان حسنتان وإن كانت القراءة بالياء أبين لأنه قد تقدم ذكر النبى ( ﷺ ) وحده فعود الضمير إليه بين ) وقال الظالمون إن تتبعون إلا رجلا مسحورا ( المراد بالظالمون هنا هم القائلون بالمقالات الأولى وإنما وضع الظاهر موضع المضمر مع الوصف بالظلم للتسجيل عليهم به أى ما تتبعون إلا رجلا مغلوبا على عقله بالسحر وقيل ذا سحر وهى الرئة أى بشرا له رئة لا ملكا وقد تقدم بيان مثل هذا في سبحان
الفرقان :( ٩ ) انظر كيف ضربوا.....
) انظر كيف ضربوا لك الأمثال ( ليتوصلوا بها إلى تكذيبك والأمثال هى الأقوال النادرة والاقتراحات الغريبة وهى ما ذكروه هاهنا فضلوا عن الصواب فلايجدون طريقا إليه ولا وصلوا إلى شىء منه بل جاءوا بهذه المقالات الزائفة التى لا تصدر عن أدنى العقلاء وأقلهم تمييز ولهذا قال ) فلا يستطيعون سبيلا ( أى لايجدون إلى القدح في نبوة هذا النبي طريقا من الطرق
الفرقان :( ١٠ ) تبارك الذي إن.....
) تبارك الذي إن شاء جعل لك خيرا من ذلك ( أى تكاثر خير الذى إن شاء جعل لك في الدنيا معجلا خيرا من ذلك الذى اقترحوه ثم فسر الخير فقال ) جنات تجري من تحتها الأنهار ( فجنات بدل من خيرا ) ويجعل لك قصورا ( معطوف على موضع جعل وهو الجزم وبالجزم قرأ الجمهور وقرأ ابن كثير وابن عامر وأبو بكر برفع يجعل على أنه مستأنف وقد تقرر فى علم الإعراب أن الشرط إذا كان ماضيا جاز في جوابه الجزم والرفع فجاز أن يكون جعل هاهنا في محل جزم ورفع