"""""" صفحة رقم ٧٦ """"""
وقومه والايات هى التسع التى تقدم ذكرها وإن لم يكونوا قد كذبوا بها عند أمر الله لموسى وهارون بالذهاب بل كان التكذيب بعد ذلك لكن هذا الماضى بمعنى المستقبل على عادة إخبار الله أى اذهبا إلى القوم الذين يكذبون بآياتنا وقيل إنما وصفوا بالتكذيب عند الحكاية لرسول الله ( ﷺ ) بيانا لعلة استحقاقهم للعذاب وقيل يجوز أن يراد إلى القوم الذين آل حالهم إلى أن كذبوا وقيل إن المراد بوصفهم بالتكذيب عند الإرسال إنهم كانوا مكذبين للآيات الإلهية وليس المراد آيات الرسالة قال القشيرى وقوله تعالى فى موضع آخر ) اذهب إلى فرعون إنه طغى ( لاينافى هذا لأنهما إذا كانا مأمورين فكل واحد مأمور ويمكن أن يقال إن تخصيص موسى بالخطاب فى بعض المواطن لكونه الأصل فى الرسالة والجمع بينهما فى الخطاب لكونهما مرسلين جميعا ) فدمرناهم تدميرا ( فى الكلام حذف أى فذهبا إليهم فكذبوهما فدمرناهم أى أهلكناهم إثر ذلك التكذيب إهلاكا عظيما وقيل إن المراد بالتدمير هنا الحكم به لأنه لم يحصل عقب بعث موسى وهارون إليهم بل بعده بمدة
الفرقان :( ٣٧ ) وقوم نوح لما.....
) وقوم نوح لما كذبوا الرسل أغرقناهم ( فى نصب قوم أقوال العطف على الهاء والميم فى دمرناهم أو النصب بفعل محذوف أى اذكر أو بفعل مضمر يفسره ما بعده وهو أغرقناهم أى أغرقنا قوم نوح أغرقناهم وقال الفراء هو منصوب بأغرقناهم المذكور بعده من دون تقدير مضمر يفسره ما بعده ورده النحاس بأن أغرقنا لايتعدى إلى مفعولين حتى يعمل فى الضمير المتصل وفى قوم نوح ومعنى ) لما كذبوا الرسل ( أنهم كذبوا نوحا وكذبوا من قبله من رسل الله وقال الزجاج من كذب نبيا فقد كذب جميع الأنبياء وكان إغراقهم بالطوفان كما تقدم فى هود ) وجعلناهم للناس آية ( أي جعلنا إغراقهم أو قصتهم للناس آية أى عبرة لكل الناس على العموم يتعظ بها كل مشاهد لها وسامع لخبرها ) وأعتدنا للظالمين ( المراد بالظالمين قوم نوح على الخصوص ويجوز أن يكون المراد كل من سلك مسلكهم فى التكذيب والعذاب الزليم هو عذاب الآخرة
الفرقان :( ٣٨ ) وعادا وثمود وأصحاب.....
وانتصاب عادا بالعطف على قوم نوح وقيل على محل الظالمين وقيل على مفعول جعلناهم وثمود معطوف على عادا وقصة عاد وثمود قد ذكرت فيما سبق ) وأصحاب الرس ( الرس فى كلام العرب البئر التى تكون غير مطوية والجمع رساس كذا قال أبو عبيدة ومنه قول الشاعر وهم سائرون إلى أرضهم
تنابلة يحفرون الرساسا
قال السدى هى بئر بانطاكية قتلوا فيها حبيبا النجار فنسبوا إليها وهو صاحب يس الذى قال ياقوم اتبعوا المرسلين وكذا قال مقاتل وعكرمة وغيرهما وقيل هم قوم بأذربيجان قتلوا أنبياءهم فجفت أشجارهم وزروعهم فماتوا جوعا وعطشا وقيل كانوا يعبدون الشجر وقيل كانوا يعبدون الأصنام فأرسل الله إليهم شعيبا فكذبوه وآذوه وقيل هم قوم أرسل الله إليهم نبيا فأكلوه وقيل هم أصحاب الأخدود وقيل إن الرس هى البئر المعطلة التى تقدم ذكرها وأصحابها أهلها وقال فى الصحاح والرس اسم بئر كانت لبقية ثمود وقيل الرس ماء ونخل لبنى أسد وقيل الثلج المتراكم فى الجبال والرس اسم واد ومنه قول زهير بكرن بكورا واستحرن بسحرة
فهن لوادى الرس كاليد للفم
والرس أيضا الإصلاح بين الناس والإفساد بينهم فهو من الأضداد وقيل هم أصحاب حنطلة بن صفوان وهم الذين ابتلاهم الله بالطائر المعروف بالعنقاء ) وقرونا بين ذلك كثيرا ( معطوف على ماقبله والقرون جمع قرن أى أهل قرون والقرن مائة سنة وقيل مائة وعشرون وقيل القرن أربعون سنة والإشارة بقوله بين ذلك


الصفحة التالية
Icon