"""""" صفحة رقم ٨٦ """"""
استووا فبقينا متحيرين ولم ندر ماقال فقال لنا أعرابى إلى جنبه أمركم أن ترتفعوا قال الخليل هو من قول الله ) ثم استوى إلى السماء ( قال فصعدنا إليه فقال هل لكم فى خبز فطير ولبن هجر فقلنا الساعة فارقناه فقال سلاما فلم ندر ماقال فقال الأعرابي إنه سالمكم متاركة لا خير فيها ولا شر قال الخليل هو من قول الله ) وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما
الفرقان :( ٦٤ ) والذين يبيتون لربهم.....
والذين يبيتون لربهم سجدا وقياما ( البيتوتة هى أن يدركك الليل نمت أو لم تنم قال الزجاج من أدركه الليل فقد بات نام أو لم ينم كما يقال بات فلان قلقا والمعنى يبيتون لربهم سجدا على وجوههم وقياما على أقدامهم ومنه قول امريء القيس فبتنا قياما عند رأس جوادنا
يزاولنا عن نفسه ونزاوله
الفرقان :( ٦٥ ) والذين يقولون ربنا.....
) والذين يقولون ربنا اصرف عنا عذاب جهنم إن عذابها كان غراما ( أى هم مع طاعتهم مشفقون وجلون خائفون من عذابه والغرام اللازم الدائم ومنه سمى الغريم لملازمته ويقال فلان مغرم بكذا أى ملازم له مولع به هذا معناه فى كلام العرب كما ذكره ابن الأعرابى وابن عرفة وغيرهما ومنه قول الأعشى إن يعاقب يكن غراما
وإن يعط جزيلا فإنه لايبالي
وقال الزجاج الغرام أشد العذاب وقال أبو عبيدة هو الهلاك وقال ابن زيد الشر
الفرقان :( ٦٦ ) إنها ساءت مستقرا.....
وجملة ) إنها ساءت مستقرا ومقاما ( تعليل لما قبلها والمخصوص محذوف أي هي وانتصاب مستقرا على الحال أو التمييز وكذا مقاما قيل هما مترادفان وإنما عطف أحدهما على الآخر لاختلاف لفظيهما وقيل بل هما مختلفان معنى فالمستقر للعصاة فإنهم يخرجون والمقام الكفار فإنهم يخلدون وساءت من أفعال الذم كبئست ويجوز أن يكون هذا من كلام الله سبحانه ويجوز أن يكون حكاية لكلامهم
الفرقان :( ٦٧ ) والذين إذا أنفقوا.....
ثم وصفهم سبحانه بالتوسط فى الإنفاق فقال ) والذين إذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا ( قرأ حمزة والكسائى والأعمش وعاصم ويحيى بن وثاب يقتروا بفتح التحتية وضم الفوقية من قتر يقتر كقعد يقعد وقرأ أبو عمرو وابن كثير بفتح التحتية وكسر التاء الفوقية وهى لغة معروفة حسنة وقرأ أهل المدينة وابن عامر وأبو بكر عن عاصم بضم التحتية وكسر الفوقية قال أبو عبيدة يقال قتر الرجل على عياله يقتر ويقتر قترا وأقتر يقتر إقتارا ومعنى الجميع التضييق فى الإنفاق قال النحاس ومن أحسن ما قبل فى معنى الآية أن من أنفق فى غير طاعة الله فهو الإسراف ومن أمسك عن طاعة الله فهو الإقتار ومن أنفق فى طاعة الله فهو القوام وقال إبراهيم النخعى هو الذى لايجيع ولا يعرى ولاينفق نفقة يقول الناس قد أسرف وقال يزيد بن أبى حبيب أولئك أصحاب محمد كانوا لا يأكلون طعاما للتنعم واللذة ولايلبسون ثوبا للجمال ولكن كانوا يريدون من الطعام مايسد عنهم الجوع ويقويهم على عبادة الله ومن اللباس مايستر عوراتهم ويقيهم الحر والبرد وقال أبو عبيدة لم يزيدوا على المعروف ولم يبخلوا كقوله ) ولا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك ولا تبسطها كل البسط ( قرأ حسان بن عبد الرحمن ) وكان بين ذلك قواما ( بكسر القاف وقرأ الباقون بفتحها فقيل هما بمعني وقيل القوام بالكسر ما يدوم عليه الشىء ويستقر وبالفتح العدل والاستقامة قاله ثعلب وقيل بالفتح العدل بين الشيئين وبالكسر ما يقام به الشىء لايفضل عنه ولا ينقص وقيل بالكسر السداد والمبلغ واسم كان مقدر فيها أى كان إنفاقهم بين ذلك قواما وخبرها قواما قال الفراء وروي عن الفراء قول اخر وهو أن اسم كان بين ذلك وتبنى بين على الفتح لأنها من الظروف المفتوحة وقال النحاس ما أدرى ما وجه هذا لأن بين إذا كانت فى موضع رفع رفعت


الصفحة التالية
Icon