"""""" صفحة رقم ٩٥ """"""
الغالب القاهر لهؤلاء بالانتقام منهم مع كونه كثير الرحمة ولذلك أمهلهم ولم يعالجهم بالعقوبة أو المعنى أنه منتقم من أعدائه رحيم بأوليائه
الشعراء :( ١٠ ) وإذ نادى ربك.....
وجملة ) وإذ نادى ربك موسى ( الخ مستأنفة مسوقة لتقرير ما قبلها من الإعراض والتكذيب والاستهزاء والعامل فى الظرف محذوف تقديره واتل إذ نادى أو اذكر والنداء الدعاء و أن فى قوله ) أن ائت القوم الظالمين ( يجوز أن تكون مفسرة وأن تكون مصدرية ووصفهم بالظلم لأنهم جمعوا بين الكفر الذى ظلموا به أنفسهم وبين المعاصى التى ظلموا بها غيرهم كاستعباد بنى إسرائيل بنى إسرائيل وذبح أبنائهم
الشعراء :( ١١ ) قوم فرعون ألا.....
وانتصاب قوم فرعون على أنه بدل أو عطف بيان من القوم الظالمين ومعنى ) ألا يتقون ( ألا يخافون عقاب الله سبحانه فيصرفون عن أنفسهم عقوبة الله بطاعته وقيل المعنى قل لهم ألا تتقون وجاء بالياء التحتية لأنهم غيب وقت الخطاب وقرأ عبيد بن عمير وأبو حازم ) ألا تتقون ( بالفوقية أى قل لهم ذلك ومثله قل للذين كفروا ستغلبون بالتحيتة والفوقية
الشعراء :( ١٢ ) قال رب إني.....
) قال رب إني أخاف أن يكذبون ( أى قال موسى هذه المقالة والمعنى أخاف أن يكذبونى فى الرسالة
الشعراء :( ١٣ ) ويضيق صدري ولا.....
) ويضيق صدري ولا ينطلق لساني ( معطوفان على أخاف أى يضيق صدرى لتكذيبهم إياى ولاينطلق لسانى بتأدية الرسالة قرأ الجمهور برفع يضيق ولاينطلق بالعطف على أخاف كما ذكرنا أو على الاستئناف وقرأ يعقوب وعيسى بن عمر وأبو حيوة بنصبهما عطفا على يكذبون قال الفراء كلا القراءتين له وجه قال النحاس الوجه الرفع لأن النصب عطف على يكذبون وهذا بعيد ) فأرسل إلى هارون ( أى أرسل إليه جبريل بالوحي ليكون معى رسولا موازر مظاهرا معاونا ولم يذكر الموازرة هنا لأنها معلومة من غير هذا الموضع كقوله فى طه واجعل لى وزيرا وفى القصص ) فأرسله معي ردءا يصدقني ( وهذا من موسى عليه السلام من باب طلب المعاونة له بإرسال أخيه لا من باب الاستعفاء من الرسالة ولا من التوقف عن المسارعة بالامتثال
الشعراء :( ١٤ ) ولهم علي ذنب.....
) ولهم علي ذنب فأخاف أن يقتلون ( الذنب هو قتله للقبطى وسماه ذنبا بحسب زعمهم فخاف موسى أن يقتلوه به وفيه دليل على أن الخوف قد يحصل مع الأنبياء فضلا عن الفضلاء
الشعراء :( ١٥ ) قال كلا فاذهبا.....
ثم أجابه سبحانه بما يشتمل على نوع من الردع وطرف من الزجر ) قال كلا فاذهبا بآياتنا ( وفى ضمن هذا الجواب إجابة موسى إلى ما طلبه من ضم أخيه إليه كما يدل عليه توجيه الخطاب إليهما كأنه قال ارتدع يا موسى عن ذلك واذهب أنت ومن استدعيته ولاتخف من القبط ) إنا معكم مستمعون ( وفى هذا تعليل للردع عن الخوف وهو كقوله سبحانه ) إنني معكما أسمع وأرى ( وأراد بذلك سبحانه تقوية قلوبهما وأنه متول لحفظهما وكلاءتهما وأجراهما مجرى الجمع فقال معكم لكون الاثنين أقل الجمع على ماذهب إليه بعض الأئمة أو لكونه أراد موسى وهارون ومن أرسلا إليه ويجوز أن يكون المراد هما مع بنى إسرائيل ومعكم ومستمعون خبران لأن أو الخبر مستمعون ومعكم متعلق به ولايخفى ما فى المعية من المجاز لأن المصاحبة من صفات الأجسام فالمراد معية النصرة والمعونة
الشعراء :( ١٦ ) فأتيا فرعون فقولا.....
) فأتيا فرعون فقولا إنا رسول رب العالمين ( الفاء لترتيب ما بعدها على ماقبلها ووحد الرسول هنا ولم يثنه كما فى قوله إنا رسولا ربك لأنه مصدر بمعنى رسالة والمصدر يوحد وأما إذا كان بمعنى المرسل فإنه يثنى مع المثنى ويجمع مع الجمع قال أبو عبيدة رسول بمعنى رسالة والتقدير على هذا إنا ذوا رسالة رب العالمين ومنه قول الشاعر ألا أبلغ أبا عمرو رسولا
فإنى عن فتاحتكم غنى
أي رسالة وقال العباس بن مرداس ألا من مبلغ عنى خفافا
رسولا بيت أهلك منتهاها


الصفحة التالية
Icon